في الوقت الذي يزور فيه الملك عبد الله الأول "الفاتيكان"، ويلتقي البابا "فرانسيس الأول"، ويستعد الأردن لاستقبال البابا الشهر المقبل، ما زالت هيئة الاعلام المرئي والمسموع تحتجز نسخة فيلم "جيسيز" أو "يسوع"، من دون أن تجيز عرضه، وتقول أنها تنتظر رد دائرة الإفتاء، لتحسم الأمر في إجازة الفيلم، أو عدمه، وهو ما يثير الاستغراب، لجهة أن يصبح الرقيب على المصنفات الفنية، هو دائرة الافتاء ذاتها، فطلب فتوى شرعية لإجازة عرض فيلم من شأنه أن يطرح أسئلة عديدة، كأن يتساءك المراقبون عن رأي دائرة الإفتاء في محلات بيع وتقديم المشروبات الكحولية، ألا يتعارض هذا مع الشرع، أو وجود بنوك ربوية ..إلخ.

المعلومات المتوفرة لدينا تفيد أن هيئة االمرئي والمسموع كانت قد أجازت في نهاية الشهر الماضي عرض فيلم "المُخلص"، لمخرجه المقدسي "روبرت سافو"، وهو أول فيلم يتناول حياة المسيح عليه السلام باللغة العربية، ومثًل فيه مجموعة من الممثلين الأردنيين، كما أن الهيئة ذاتها هي التي أجازت، عام 2004، عرض فيلم "ميل جيبسون" "آلام المسيح"، الذي أثار حفيظة المنظمات الصهيونية حينذاك، وحاولت منع عرضة في دور العرض العالمية.

في سياق متصل، حسم جهاز الرقابة على المصنفات الفنية في مصر، أمره، وأجاز عرض فيلم "روح الله"، وهو فيلم "جيسيز" نفسه، مخالفا بذلك رأي "الأزهر الشريف"، الذي نصح بعدم عرضه، لأن تجسيد الأنبياء، من وجهة نظر فقهية، حسب ما قاله "الأزهر"، محرم، وجاء في حيثيات قرار جهاز الرقابة، أن رأي الأزهر استشاري وغير ملزم، وكان جهاز الرقابة المصري، في وقت سابق، قد أجاز عرض فيلم "نوح"، الذي يتناول قصة النبي نوح عليه السلام، مع أن ضجة كبيرى أثيرت في مصر حول الفيلم، لجهة أنه يسيء للنبي نوح.