قرار معالي وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات خطوة غير مسبوقة بالإيعاز للجهات ذات العلاقة في ادارة الشؤون القانونية في الوزارة لرفع دعوة قضائية باسم الوزارة امام الجهات القضائية المختصة بحق المعتدين على معلمين في مدرستين في الرمثا وسحاب.

فما جاء على لسان الوزير من تصريحات تتعلق باستيائه الشديد من أي اعتداء على الزملاء المعلمين حيث قال معاليه ان الوزارة لن تسمح بالتطاول عليهم والاساءة لهم بأي شكل من الأشكال.

كما واكد الدكتور الذنيبات حرص الوزارة على كرامة المعلم وهيبته ،مثمنا الجهود الكبيرة التي يقوم بها المعلمون في المجتمع باعتبارهم اصحاب رسالة مقدسة ويجب ان يحضوا بالاحترام والتقدير. وقد ودعا المجتمع الى ضرورة التصدي لهذه الظاهرة ومحاربتها ونبذ مثل هذه التصرفات غير المسؤولة والمرفوضة بحق مربي الاجيال ومعلميهم.

اننا نأمل من وزارة التربية والتعليم السير باستمرار على خطى معالي الوزير وانتهاج آليات من شانها صون حق المعلم وحفظ هيبته وكرامته .. لأننا باستمرار نتحدث عن الهيبة الغائبة لمعلمي اليوم ونتساءل عن الأسباب التي أدت إلى غياب هذه الهيبة و كيف يشعر المعلمون بأهميتهم ويشعرون بوجودهم و بثقتهم بأنفسهم وثقة المجتمع بهم .. عندما يجدون من يهتم بهم خاصة من وزارتهم ؟

فيما يؤكد خبراء تربويون أن إعادة الهيبة للمعلم، تحتاج الى برنامج طويلة المدى، تعمل على تنوير الرأي العام بأهمية هذا المربي، بعيدا عن كونه موظفا حكوميا . و أن تراجع مكانة المعلم لا تنعكس عليه شخصيا وحسب، بل على الطلبة أيضا، فمن يمتهن التعليم، عليه أن يؤمن بهذه المهنة كرسالة، لها دورها المهم في تنشئة اجيال متسلحة بالعلم.. فالاسلوب الامثل لاستعادة هيبة المعلم ، يكمن بمد جسور الثقة بين المعلم نفسه والطلبة، عن طريق الحوار والتفاعل بينهما، بالأنشطة والفعاليات التربوية.

فالمعلم القدوة اليوم هو علم بارز يؤدي رسالته بكل أمانة وجهد وصدق فهو الاب الحنون والمعلم الفاضل والمثل الذي يحتذى به وهو القدوة الحسنة التي يسير على نهجه الأجيال لذلك يستحق التقدير .. لكن الآن على من تلقى مسؤولية إنهيار وتمرد هذا الجيل على معلميه الذين اضطروا إلى أخذ موقف منه ومن هو المسؤول عن ضياع الأبناء دراسيآ وفكريآ ؟ هل هم بعض معلمي اليوم أم أن البيت والشارع والمجتمع لهم دور في ذلك ؟ وهل نحن مسؤولون عن هذا التناقض الذي نراه اليوم وقد سبب هذه الفجوة الحاصلة .. ومن الذي جعل التفاهم والإنسجام معدومآ ..

ان المعلمين اليوم يواجهون اوقاتاً صعبة و يتحملون مالا يطيقه أحد لكنهم في نفس الوقت عليهم أن يدركوا أن مسؤوليتهم كبيرة لأنها مسؤولية اعتماد وثقة لذلك لابد من الأخد بيد تلاميذهم واسترسال الحوار والتفاهم معهم .. فانهم بذلك سوف يدخلون إلى عقول تلاميذهم وقلوبهم و يعيدون مجدهم السابق الذي غاب طويلآ وسوف يكسبون احترامهم الذي فقدوه في السنوات الأخيرة وإظهار انفسهم بصورة مشرفه فالمعامله الحسنة تنشئ جيل متكافئ جيل حسن الطباع .. أما المعاملة السيئة تنشئ جيل سيئ متناقض تربى على العنف والإعتداء والصراخ فالتعليم رسالة قيمة رسالة تربوية وليس رسالة عنف وتعنيف .. فالمعلمين مطالبون بأصلاح المجتمع وتربية أبنائه التربية السليمة فما وصل إليه المعلمون اليوم من إعتدا ء وعدم احترام وتجاهل من الطلبة والمجتمع هو حصاد تراكمات المجتمع وسلبياته .

أن العلاقة الحميمة والأمن مفقودان بين المعلم وطلابه ، مع الاشارة الي لغة الحوار التي غابت الامر الذي اثر سلبا علي التعليم، حيث ان الطالب لا يجد لغة حوار بين الاهل في ظل ظروف اجتماعية والاقتصادية عصيبة ، ولم يعد يعلم ما هي لغة الحوار في اسرة لا تتفاهم الا بالصوت العالي حيث ان الحوار اصبح منعدما بين افرادها ، وحل محله لغة العنف بصورة واضحة، .. وكل ذلك انعكس علي حالة المجتمع بأسره وهذا يجعل الامر أكثر تعقيدا بالنسة للمعلم داخل غرفة الصف.. لذلك فنحن بحاجة الى برامج ارشادية قوية موجهه لكلا الطرفين .. الطالب والمعلم .

واخيرا إذا سقطت هيبة المعلم سقطت هيبة التعليم.. وأن هذه المشكلة يجب أن يتحمل مسؤوليتها الجميع، من خلال الاهتمام بالمعلم كإنسان أولاً، وتوفير ما يعينه على آداء مهمته على أكمل وجه كالحوافز في الجانب المادي، أو من خلال الدورات التدريبية التي تصقل شخصيته وتمكنه من اداء رسالته بكل همة ومسؤولية
والله الموفق