كان الفلسطينيون يحيون يوم الأرض في 30/3 عندما فوجئت بأخبار في صحف لندن عن «يوم فتحة الصدر» ووجدت أنه عيد في جنوب افريقيا، واكتشفت معه أن كل يوم في كل شهر وفق التقويم الغربي يُحتفل فيه بهذا العيد أو ذاك، وقد تكون هناك «أعياد» في يوم واحد، فهم في راحة ونحن في مَناحَة.
أرجو أن يبقى القارئ معي ولو لمكافأتي على جهدي في مراجعة 365 يوماً وأكثر من 450 عيداً مزعوماً.
كانون الثاني (يناير) يضم يوم الفاصوليا في السادس منه، والحمام بفقاعات الصابون (8) ويوم القبعة الوطني (15) ويوم التخلّف (18).
شباط (فبراير) فيه يوم البطة العرجاء (6) وإبراهام لنكولن (12) ويوم الرئيس (17) والشوكولا بالنعناع (19) والدب القطبي (27).
آذار (مارس) يبدأ بيوم الخنزير الوطني، وفيه يوم أطباء الأسنان (6)، ويوم بنات الكشافة (12) ويوم القديس باتريك (17) وبعده مباشرة يوم آلهة الخصوبة.
نيسان (أبريل) فيه يوم قلْ كذبة (4) ويوم كاتب العمود الصحافي (18) وبعده فوراً يوم الثوم الوطني، ويوم عانِق استراليّاً (26).
أيار (مايو) يضم يوم حرب النجوم (4) وبعده يوم المحار، ويوم الأم (11 ودائماً في الأحد الثاني من الشهر).
حزيران (يونيو) فيه يوم عانِق قطتك (4 وأقول ما عنديش) ويوم اسبح طول البركة (24 وأقول مش كنت تعلمني العوم).
تموز (يوليو) شهر غريب ففيه أيام كثيرة لأكل أو حلوى من شوكولا الى كعك الى بوظة بالإجاص أو بالفانيلا، والكرز والمعكرونة والهوت دوغ. بعد كل هذا هناك يوم العري الوطني (14).
آب (اغسطس) يبدأ بيوم الفريز وهناك يوم الكسل (10) ويوم العُسران (13) ويوم الكلب الوطني (26).
ايلول (سبتمبر) فيه يوم لا أخبار، أخبار طيبة (11)، اصنع قبعة (15)، يوم السلام العالمي (21)، يوم الغفران (أيضاً 21).
تشرين الأول (أكتوبر) فيه يوم الغولف الوطني (4)، يوم الجبنة الفاسدة (9) يوم القاموس (16) يوم الحماة (26)، يوم الناسك (29).
تشرين الثاني (نوفمبر) يضم يوم البحث عن دوائر (2)، يوم الرقص (8) يوم لا تنساني (10)، يوم السلام العالمي (17) يوم الإبر والدبابيس (27).
كانون الأول (ديسمبر) فيه يوم حقوق الإنسان (10) يوم البوظة أو الجيلاتي (13)، يوم شرعة الحقوق (15)، يوم الكعكة بالليمون (أيضاً 15) يوم لعب الشَدّة (28).
لن أخلط بين مقال خفيف لتسلية القارئ وذكرى وطنية مؤلمة هي «يوم الأرض» فأقول اليوم إنني أرجو أن أعود اليه بعد سنتين في ذكراه الأربعين فهو بدأ باحتجاج فلسطينيي 1948 على مصادرة 20 ألف دونم من أرض سخنين لزرع يهود فيها ما أدى الى قتل قوات الشرطة الإسرائيلية ستة فلسطينيين. وكان صديقي الراحل، وزميلي في «الشرق الأوسط»، فوزي الأسمر من أبطال «يوم الأرض»، سجنه الإسرائيليون عقاباً، وهو ذهب بعد ذلك إلى أميركا وتوفي فيها السنة الماضية، ودفن وفق وصيته في مسقط رأسه اللد.
أعد القارئ بأن أعود معه بعد سنتين إلى يوم الأرض وفوزي الأسمر.
(الحياة اللندنية)