باشكاله الاسطوانية.. ومثل صرر السكاكر التي تعدها الامهات لجاراتها في الافراح.. ينتشر الباذنجان الاسود على الطرقات المؤدية للمدينة طوال اشهر الخريف..
المدينة تحاصرها معاصر الزيتون من كل الاتجاهات.. واللبنة الجرشية التي عرفها الكثيرون منا قبل ان ينطلق مهرجانها الفني في مطلع ثمانينيات القرن الماضي في كل مكان..
معظمنا عرف الكثير عن اللبنة الجرشية.. ومنتجات الالبان التي اتخذت سمعة على طول البلاد وعرضها.. لا تضاهيها الا شهرة اللبنة التي كانت تنتجها القرى القريبة من بلدة ضبعة التي طالما توقف المسافرون على الخط الصحراوي جنوبا لتذوقها والتسوق قبل العودة لاهلهم.
قبل حوالي شهرين دعيت من قبل الاخوة في جمعية الصناعات الحرفية في جرش لاكون معهم في افتتاح البازار السنوي لانتاجهم الحرفي الذي حضره العشرات من الجرشيين المهتمين بالمحافظة وتنميتها.. وقد تحدثنا كثيرا عن التنمية في الاردن نجاحاتها واخفاقاتها ..
وقادنا الحديث الى ما يمكن ان تقوم به القوى الحية في المحافظة من جهود تسوق المحافظة وتنمي الدخل وتخلق فرصاً جديدة للعمل.
وقد طرح الحضور المتحمسون عشرات الافكار الجميلة التي كانت بحاجة الى من يلتقطها ويشجعها ويدفع المجتمع المتعطش للعمل لان يسير في درب الامل الذي تحفه الكثير من المخاطر وذكرى فشل محاولات النهوض المتكررة التي اجهضها غياب الدعم وضعف التنسيق وقلة الاكتراث.
في ذلك اللقاء غير المخطط له ابدى رئيس الجمعيات التعاونية ورفاقه في جمعية الصناعات الحرفية حماسا لافتا لفكرة استثمار الميزة النسبية لتاريخ المدينة الزراعية السياحية ورغبتهما في خلق مزاوجة بين عناصر القوة هذه للبدء بايجاد سوق سياحي للصناعات الغذائية يعمل على عرض منتجات الصناعات الغذائية الجرشية من الالبان ومخللات الزيتون والتفاح والباذنجان والخضار اضافة الى الزعتر والقريش والدوم والفطر والعسل والسمن البلدي والفطائر الجرشية بانواعها والكشك البلدي او البندورة المجففة.. اضافة الى البيض البلدي واللزاقيات.. وغيرها من المنتوجات الغذائية التي تصنعها المحافظة التي يربو تعداد ساكنيها على الـ 170الف نسمة.. وتزيد فيها البطالة عن 15% ويتوق اهلها الى ان يكون للسياحة عائد عليهم اكثر من ان ياتي الزوار لتناول الغداء في مطاعمها التي يقوم على خدمة زبائنها اعداد غير قليلة من عمال وفدوا لها من دول شقيقة قديما وحديثا.
منذ يومين حدثني الاخوة الكرام في الجمعية التعاونية والجمعية الحرفية وابلغوني بان الافتتاح التجريبي لفكرة السوق الذي تحدثنا عنه ستكون اليوم الجمعة 4 نيسان 2014 وانهم يرغبون في دعوتي لزيارة الموقع... وبلا تردد وجدتني اليوم وعند الحادية عشر صباحا من بين الحاضرين بين الاخوات والاخوة اعضاء الجمعيات الذين تداعوا من كل جنبات المحافظة ليقدموا انتاجهم من الصناعات الغذائية المنوعة التي تعكس هوية وتاريخ المكان الجميل..
كانت اللبنة الجرشية بكل درجات حموضتها.. مسطحة... وعلى هيئة كرات عائمة في زيت الاشجار الرومانية التي تغطي مساحات واسعة من المحافظة.. الزعتر المطحون بالسمسم والمعد ليناسب اذواق المستهلكين بلونه ودرجة لسعة المذاق هو حاضر على مناضد العرض الى جانب الجبن والسمن والعسل والفطر والمقدوس وغيرها من طيبات ما رزقنا.
سألت الاخوة والاخوات عن التحديات التي تواجههم في الوصول والانتاج والتسويق فبدت جميع المشكلات طفيفة ولا تذكر.. تحدثت مع بعض االمسؤولين عن ملفات التنمية الثقافية والزراعية والتنموية وعن اهمية دفع الفكرة الى الامام وعلمت ان وفدا حكوميا ونيابيا سيزور المحافظة يوم الثلاثاء لغايات مشابهة.. شجعت اخوتنا في الجمعيات ان يبلوروا التحديات والمقترحات والاهم ان يسيروا قدما..
اتمنى ان تنجح التجربة الجرشية.. وتعمم على مدننا وقرانا.. لنتذوق اللبنة الجرشية والقطين العجلوني والزبيب السلطي والرمان الاربدي والتفاح المعاني والزيت الطفيلي والفسيخ العقباوي.. والفقع المفرقاوي.. وكل الطيبات الاردنيه في بلاد الخير.. التي دعونا السماء ان تعطينا برقا ورعدا.. لتبقى بلاد الخير يا بلادي يا بلادي.