من وحي انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الاردنية
د.بكر خازر المجالي
05-04-2014 02:47 AM
من وحي انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الاردنية :
الدعوة الى العشائرية المتجددة ، وامكانية احياء وظيفة العشيرة في البناء والسياسة والاقتصاد
لا يمكن ان ننظر الى انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الاردنية كممارسات طلابية محدودة انتهت بافراز هيئة تنفيذية فحسب ، ولا يمكن ان نتوقف فقط عند تحقيق نجاح كاسح للاتجاه الوطني والتحالف معه من الوحدة الشعبية ممثلا بالطلبة الفتحاوية حسب تعبيرات الطلبة انفسهم .ولا يمكن ان نمرر هذا التنسيق بين طلبة العشائر الاردنية دون ان نقرأ في الواقع الذي اعطانا درسا مهما واستراتيجيا وهو امكانية تحقيق تنسيق اقوى وتطوير دور العشيرة الاردنية لتؤدي وظيفتها التاريخية في بناء مؤسسات الوطن ودعم هيبة الدولة وتعزيز قيم الشموخ والكبرياء والفضيلة . وهنا ومن خلال قراءة الساحة الانتخابية في الجامعة الاردنية فانه قد كان على ساحة الانتخابات ثلاث جهات :
الاولى : تنظيم فتح
الثاني : تنظيم الاخوان المسلمون
الثالث : العشائر الاردنية
وبقراءة بسيطة نرى ان الاخوان المسلمون تنظيم قوي ولا نعرف اسماء عشائر المنتسبين اليه ،ولا يتعاملون مع الاخرين من منطلق عشائري ،بل لديهم منهج وثوابت لم نر اي تغيير فيها منذ سنوات طويلة ويحققون نجاحات على عدد من الاصعدة . ولدى تنظيم الاخوان المسلمين مؤسسات قوية اقتصادية تستثمر في تحقيق اهدافهموهم ينجحون بتجييش الناس ان لدى عناصرهم وظيفة الهرع الى اي دعوة يطلقونها مقابل مكتسبات عليهم ان يحافظوا عليها ، وهنا مثلما نقول ان هناك مال سياسي فانه ايضا هناك مال ديني لنفس الغايات .
وايضا تنظيم فتح هو يمتاز بالتنسيق وان هناك جهات راعية لاعمالهم ،ولا نعرف من اي عشائر هم ولا ترداد لاسم لو عشيرة واحدة ،ولديهم ايضا قناعات يؤمنون بها ويتحركون انطلاقا من التحديات التي يواجهونها واولها تحدي الاحتلال الصهيوني ونحن كاردنيين معهم في ذات الخندق . وايضا يمتاز تنظيم فتح بان له مؤسساته الاقتصادية التي ترفد تنظيمهم ومن ابرز صفاتهم الواقعية والاعتدال والاخلاص لقضيتهم والمصداقية ودفء العلاقة وطيب التعامل .
اما حين الحديث عن العشائر الاردنية ، فلا يوجد اي شكل من اشكال التنظيم مطلقا بين هذه العشائر ، ولا تمتلك هذه العشائر اية مؤسسات او اي شكل من التنظيم السياسي او الاقتصادي ،ولكن هناك حذر في عن اي عشائر نتحدث ، لقد اصبح لدينا نوعان من العشائر :
الاول : العشائر الاساسية في الريف والبادية والتي تحافظ على القيم والعادات وهي الامتداد لتاريخ طويل رسمه الاجداد .
الثاني : العشائر الجامعية وهي عشائر الطلبة الذين تعنصروا لعشائرهم وحملوا اسم العشيرة ليكون هو محركهم في المشاجرات والتحالفات والعصبيات بلا تنظيم او اهداف سوى هدف الاستعراض وفرض السطوة والتحدي ومنابزة كل عشيرة لاخرى وبجهوية مقيتة. وهذه الصورة هي السائدة الى ان كانت قبل نتائج التنسيق والتشاور والتحالف في الانتخابات الأخيرة التي نتطلع اليها كنقطة تحول في رسم السياسات العشائرية المستقبلية .
من هنا فان المشهد الاخير في انتخابات الجامعة الاردنية حمل مؤشرا ايجابيا بامكانية ان يلجأ العشائريون الجامعيون الى التنظيم وانتهاج نوع من المؤسسية ،وان تكون هذه البداية الناجحة لتطوير دور العشيرة الاساسي في تكريس مفاهيم القيم الايجابية ، وان تتحول العشيرة الى الدور السياسي والاقتصادي الذي يساهم بفعالية في حماية الوطن وان تكون درعا واقيا وحاميا كما كانت عبر القرن الماضي ولا زالت ، وان يكون طلبة الجامعات بعشائريتهم هو المكون الاساس لهذا التنظيم وان يمارسوا دور القيادة والريادة الواعية في هذا النهج ،طالما انه ولاول مرة ان يتحقق هذا التنسيق العشائري وان يذوق الشباب طعم الفوز والنصر الذي يجب ان يستمر وان يدرك الجميع ان العشائرية هي قوة عظيمة في وجه اي متطفل او انتهازي او عدو داخلي يظهر على شكل صديق ليصل الى اهدافه ولا يتورع هذا الصديق المزعوم ان يلجأ لكل الاساليب ليحقق اهدافا تسعى لمصادرة الهوية والوطنية والعشائرية للوصول الى العالمية والاممية وغير ذلك الذي يلغي القومية واصول المواطنة . .
اننا نعيش فعلا هذه الايام مرحلة يهود الدونمة التي تأسست في القرن السابع عشر وانتقلت الى استانبول واستمرت ثلاثة قرون الى ان حققت اهدافها بقلب نظام الحكم العثماني ووصلت الى السلطة الكاملة عام 1922 ولتلغي الخلافة الاسلامية ،ويهود الدونمة ومؤسسهم سبتاي زئيفي دخلوا الاسلام علنا وحافظوا على يهوديتهم واساليب دعوتهم ،وحققوا اهدافهم وهم يلبسون ثوب الاسلام وما تركوا معابدهم اليهودية للحظة واحدة .
والدونمة اصبحت منهجا يتبعه البعض بميكافيلية جديدة ..
فهل نتعلم من دروس التاريخ ... وهل نعود الى تاريخ العشائرية والعشائر الاردنية لنستجلي صور الكبرياء والعزة فيها ، وهل يمكن ان نطلق الدعوة الى العشائرية المتجددة التي تبني مؤسسية فاعلة لمواجهة تنظيمات لها مؤسساتها واذرعها وتمويلها ؟؟
وهل يمكن ان تشكل انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الاردنية نموذجا نؤسس عليه ،وان تكون القيادة الفكرية لطلبة الجامعات ؟
موضوع للنقاش والبحث والرأي مع الترحيب لكل فكر يصدر عن العقل