تداهمنا كل صباح وفي كل الأوقات تصريحات سامة قاتلة، وهذه المرة من مسؤول كبير في الإتحاد الأوروبي، وهدف هذه التصريحات تصفية القضية الفلسطينية.. والتي بدأت بحق إسرائيل في الوجود ثم حقها في أن تكون دولة يهودية خالصة وأخيراً وليس أخراً: إلغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم والحبل على الجرار..

قبل أيام قليلة طلع علينا ( لارس فابورغ أندرسن ) السفير في الإتحاد الأوروبي وفي محاضرة له في القدس المحتلة.. بمزاميره الإستفزازية ومنها: إلتزام الإتحاد الأوروبي بتقديم تعويضات مالية للاجئين الفلسطينيين وانسالهم الذين سيتنازلون عن ( حق العودة ) رقم 194 الصادر عن مجلس الأمن في 11-12-1948 ويلزم تنفيذه بسرعة ولم يقم مجلس الأمن بتنفيذه حتى الآن.. !

ويرى لا فض فوه ( أندرسن ): أن إلتزام الفلسطينيين بتوقيع إتفاق نهائي يلغي حق العودة سيؤدي إلى شراكة خاصة ومميزة بين الإتحاد الأوروبي والدولة الفلسطينية المستقبلية.

ويمضي لارس أندرسن في تلاوة مزاميره الإستفزازية: من الأشياء التي يمكن ضمانها للفلسطينيين تعاون تجاري وإقتصادي وزيادة الفرص للوصول إلى الأسواق الأوروبية وتوثيق الروابط الثقافية والعلمية وتسهيل التجارة والإستثمارات وتعزيز العلاقة التجارية لرجال الأعمال وتعزيز الحوار السياسي والتعاون الأمني، وأنواع أخرى من المساعدات وإستقرار أقوى للفلسطينيين وفي مكانة أقرب إلى مكانة النرويج وسويسرا.. !!
وزيادة في تضليل وخداع الفلسطينيين وذر الرماد في عيونهم رفض مسؤولون إسرائيليون عروض الإتحاد الأوروبي على الفلسطينيين، فوصفوها بأنها غامضة جداً.. ولا معنى لها.. ولا تتضمن أي محتوى وخطوات ملموسة.. وغير واقعية.. !

وزارة الخارجية الإسرائيلية لم تعلق على هذه المسألة وإن كان قد سخر مسؤول دبلوماسي إسرائيلي بها لم يكشف عن هويته من وعد فابورغ أندرسن والإتحاد الأوروبي متسائلاً: هل سيقدم الإتحاد الأوروبي للفلسطينيين لجوءاً إلى منطقة اليورو.. وهل لديه القدرة لإيقاف الصواريخ الفلسطينية المنطلقة من غزة.. إذا كانت إجابتهم بنعم لماذا.. لم لا ينفذوا سحرهم الآن.. ؟!
ما علينا...

التعويض يعني إذا حصلت على المال لا تحصل على الأرض.. ويعني أيضاً: أن تتوقف عن المطالبة بحقك في العودة إلى أرضك.. لقد لحق العار على الفلسطينيين في الإعتراف لحق إسرائيل بالوجود العام 1988 وبما يسمى ( بإعلان الإستقلال ) في الجزائر.. فهل يلحق العار على الفلسطينيين مرة أخرى إذا إعترفوا بإسرائيل دولة يهودية.. ووافقوا على إلغاء حق العودة.. ؟!
(الرأي)