برقية مفتوحة إلى ابن وليد جنبلاط : تيمور
أ. د . ثريا ملحس
20-02-2008 02:00 AM
عمون - تبدأ الباحثة والاكاديمية الاردنية العريقة والتي أصدرت ما ينوف عن الستين مؤلفا محكما الاستاذة الدكتورة ثريا ملحس الكتابة خصيصاً لعمون وفيما يلي باكورة كتاباتها حول الشأن اللبناني :برقية مفتوحة إلى ابن وليد جنبلاط : تيمور
لقد طما الخطب والأسى والغيظ في قلوبنا حتـّى الانفجار . نجيء إليك (ربما)، حاملين على ظهورنا فضائل العرب مسيحيّين ومسلمين وأنا خططتُها في مؤلفاتي التي تٌربي على الستين بلا إعلان ولا إعلام ولا منابر . بل بحروف صامتة ، مظهرة حضارتنا العربية المذهلة العظيمة التي لم تسبقها أية حضارة سبقتها وربّما لحقت بها . أشرقت شمساً على الغرب لولاها لتأخّـرت مئة سنة ، وربما مئات ، حضارة الغرب سابقاً ولاحقاً ، حملت في مئات ملايين مخطوط علوماً ، ومعارف ، وفنوناً ( حتى اليوم ) ، وإنسانيّات .. برجاء أن تنقذوا والدكم المأزوم من أحد شياطين إبليس الذي حوّل قلبه وكر للأفاعي السوداء نافثة السموم الحمراء ، بعد أن كان سويّاً من رموز الرحمان ! تنقذوا تراث جدّكم المفكّر الصوفي الكبير "كمال" ، الذي عاش في البرزخ لكي يرى الحقّ ويفصل بينه وبين الباطل بإنسانيته والتزامه الأخلاقي وصدقه وعروبته وشرفه فإن كنت على غير شاكلة والدكم الذي يئنّ بالهذيان ويطوف في الصحارى بلا وجدان ولا بيان . فرجاؤنا أن تحجروا على والدكم وتكمّوا فمه بسلاسل الفولاذ وتضعوه في زاوية النسيان إلى أن يعلن التوبة من الله . من الوطن . من الأمّة العربيّة المجيدة . ومن المخلصين المصليّن . لكي يبقى لبنان العربيّ والبلاد العربيّة والشوارع العربيّة في خير وسلام . ويقهر الأعداء . ويحمي البلاد من المستعمرين الذئاب . مصّاصي أزراقنا وزرعنا وضرعنا .. وإنساننا وهو الأغلى .
ونصرخ ملء الفضاء لكي يسمع الموحّدون الفاطميّون ، بنو معروف الأماجد، العروبيّون ، أتباع سلطان الأطرش وآل رسلان وأمثالهم وئام وهّاب ... شيعة حفداء رسول الله الأكرم والأعظم .. أن يخلعوا العباءة السوداء عن كاهل وليد جنبلاط زعيماً . فلا زعامة في هذا العصر سوى زعامة المجاهدين المدافعين الشرفاء عن شرف الاوطان . وسلامة أرض العروبة في كلّ مكان ... فإن تساهلنا نطلب من الموحّدين بني معروف أن يضعوا وليد جنبلاط في قفص كالقرد والنسناس يُطاف به لكي يراه كلّ عربيّ شريف ، لأنّه من غرائب ظواهر الأكوان !
لعن الله الشيطان الذي أرسله سيّده إبليس إلى قلب وليد جنبلاط ليحوّله برمشة ، من مارد يدافع عن حقّنا في الحياة . وفي السلام . وفي الكرامة إلى قزم بل إلى حشرة تؤذي حتّـى ذرّة التراب ! خوفاً على تراب وطننا . وكرامة أمتّنا العظيمة بعدما كادت تُنسى !
فإن عاد وأعلن التوبة من الله أوّلا ، ثم من حسن نصر الله ، ثمّ من العماد ميشال عون ثمّ من المسيحييّن والمسلمين الشرفاء رضي الله عنه وسامحه ، منخرطاً في صفوف المجاهدين في سبيل الوطن وكرامة الوطن وإنقاذ الوطن وحماية أمن الإنسان والسلام .
عن مئات الملايين
الغاضبة المتأسفة الحزينة
أ.د.ثريا ملحس