مزنة هلهلت برعود............. لعجت البرق صيفيه
ما حلى فزعت البارود...........على كتوف الاردنيه
هذه مقاطع من الفلكلور الاردني الغنائي الذي اشبع به وجداننا يوم كنا اطفالاً نسير على اطراف زفة العريس التي يشعلها الشباب الاكثر فتوة وقوة في ابدانهم وحناجرهم.. تلهب مشاعرهم صليات البنادق الاوتوماتيكية والنصف اوتوماتيكية ابان انتشار سلاح العمل الفدائي روسي الصنع كالكلاشنكوف والبنادق تشيكية الصنع والتي وصلت لايدي ابائنا بفضل جهود البدو التي عملوا على تهريبها من سيناء في اعقاب 1967 وانكسار الجيش المصري...
كان التهريب يتم عبر الجنوب من مناطق تسلل معلومة ويدخل الاسواق عبر قرى الجنوب المحاذية لوادي عربة.
بعض البنادق غير الأوتوماتيكية مصرية الصنع كانت هي الاخرى جزءاً من المشهد الذي يتم فيه قصف الفضاء اللامحدود بوابل من النيران لا لشيء سوى لاثارة المحتفلين وتحريض غرائز الاقتتال مع عدو وهمي ليتهيج الرجال ويدخلون في مهرجان رقصات الموت التي تقوم بها القبائل الافريقية لكن على هيئة انفعال ينسي المنفعلين احساسهم بما حولهم.
في تلك الايام كان "قائم المقام" الحاكم الاداري في قضاء الطفيلة المرحوم عودة الله المحادين "ابو كامل" وهو رجل فارع الطول.. جهوري الصوت.. يهوى الصيد.. ومخالطة الناس .. والتعرف على شؤونهم... كان المرحوم ابو كامل يعرف المنطقة شبرا شبرا....ويذهب في رحلات صيد "غزلان البدن" مع اقاربي من عشيرة الربيحات الذين الفوا الوعر اكثر من السهل وتجلت حريتهم في الجبال الفاصلة بين الشفا والغور على طول المسافة الممتدة من سيل الحسا "امليح" شمالا وحتى حدود قرية السلع التي قال فيها الشنفرى" ان في الشعب الذي دون سلع ......ل قتيل دمه لايطل" مستذكرا مقتل بن عمه ومتوعدا بالثأر من الجناة.
بين طيات الاراضي الوعرة تلك كثيرا ما اعترض كرنفال الحاكم الاداري قوافل التهريب والقوا عليهم القبض وصادروا اسلحتهم وذخائرهم التي حملتها الجمال والدواب وسارت في الهزيع الاخير من الليل.في طرقات الجبال التي لايعرفها غيرهم.
اكتب هذه الخاطرة من وحي وابل النيران التي تشعل سماء تلاع العلي الشرقي في هذه اللحظات بسبب احتفال جيراننا بحفل زواج احد ابنائهم اطال الله في عمره وتمم فرحة والديه به.
ولا ارى فرقا بين نهاية الستينيات واليوم ....ولابين تلاع العلي وعيمه ....ولا بين عدم وجود شرطة انذاك ووجود ما يزيد على 200000 جندي وشرطي ورجل وامراة في الجهاز الذي منحنا الامن والامان لعقود طويله.
الجديد ان الشيخ المحترم عودة الله المحادين رحل....والعمل الفدائي رحل.....واقاربي رفاق ابا كامل رحلوا لكن رعب نيران الاعراس موجود في منطقة مكتضة بالسكان....وتشعر كانك في جبهة.....غير التي يتحدث معالي وزير الداخلية والدكتور الفريق مدير الامن العام عنها
اتمنى ان تمر المناورة القائمة الان بالذخيرة الحية بسلام.............وان تكون في ميزان انتصارتنا على عدونا في المعارك القادمه ......يحيا القانون .....ورجال الامن العام وابتسامات معالي الوزير.....واجراءات الامن الناعم.