facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




بطيخة العصر!


شحاده أبو بقر
03-04-2014 02:54 AM

لفت انتباهي وآخرين غيري في محل لبيع الخضروات ان أحدهم اشترى بطيخه ودفع ثمنها ثمانية وعشرين دينارا، ولفت الانتباه هنا مرده الثمن وليس حق المواطن المعني في شراء ما يريد فهذا حقه والمال ماله وهو به حر ،وصحتين وعافية له ولأهله .

ولان ثمن البطيخه المشار إليها يعادل أربعين دولارا ساوت قيمة ما اشتراه اثنان او ثلاثة منا فقد كان لا بد من ان نسال البائع عن وزنها واصلها لنعلم ان وزنها سبعة كيلو غرامات وأنها مستوردة من بلد شقيق باعتبار ان موسم البطيخ المبكر عندنا لم يبدأ بعد ,,,.

هذه البطيخة الشهيرة تستحق ان نكتب عنها ، فثمنها يعادل المساعدة الشهرية التي يقدمها صندوق المعونة الوطنية لسيدة أرملة فقيرة او عاجزة ،او ما يساوي راتب موظف مستجد ليومين او ثلاثة وربما أربعة أيام، لا بل ثمنها يعادل ثمن أربعة كيلو غرامات من اللحم المستورد ، او اثنين ونصف من البلدي ،وهو يساوي كذلك ثمن ست دجاجات ، او أربعين كيلو غراما من أرز المؤسسة المدنية اي ما يكفي لتغطية عشرين منسفا منزليا ،.

ما نعرفه ان البطيخ مجرد ماء او عصير ، ولو عصرت البطيخه المذكورة ربما لانتجت كوبا واحدا من العصير او أكثر او اقل بقليل ،ومع ذلك فثمنها ثمانية وعشرون دينارا بالتمام والكمال.

الى هنا الأمر عادي وقد لا يستحق كل هذا الشرح في نظر البعض ،إلا ان الأمر المحزن حقاً هو سؤال خطر ببالي فورا وعند البائع نفسه ، وفحواه ترى لو مر من هنا طفل ورأى البطيخ واشتهاه ووالده فقير من عامة الناس فهل بمقدوره رد لهفة طفله ببطيخه ثمنها ثمانية وعشرون دينارا!.

لا بل لو مر شيخ او عجوز ورأى واشتهى والعين بصيرة واليد قصيرة فما الحل ، خاصة وان البطيخ معروض في الشارع العام وما على الفقير إلا ان يغض البصر ، فثمانية وعشرون دينارا ثمنا لبطيخة أمر يهد الحيل في هذا الزمن الصعب .

لو كان لي القرار في أمر كل سلعة ليس بمقدور الأردني الفقير ان يشتريها ،لاتخذت

قرارا بمنع استيرادها،ومنها البطيخ الى ان تصبح البطيخه بدينار على الأكثر ، أما من بمقدوره ان يشتري ولم يستفسر عن السعر يوما ويرغب ان يأكل بطيخا الآن فليسافر وليشتري لبيته لا ان يعرض ذلك على البسطات في الشارع العام ، فالشارع للاردنيين جميعا وليس فقط لمن يملكون ويقدرون .

هذه البطيخه تحمل في طياتها اكثر من معنى ، فلم تكن معروضة في سوق شهير وإنما على الشارع العام في منطقة هي سوق لفقراء وأغنياء على حد سواء، وهنا يكمن السر عندما ينقسم الناس الى أغنياء في المطلق وفقراء في المطلق، بعضهم يشتهي ويشتري وبعضهم يشتهي ولا حيلة باليد ،ولنتصور معا ولو للحظات منظر طفل فقير يرقب ويشتاق ويسيل لعابه ولا تسيل من اجله دمعة اعتى الجبابرة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم خالق كل شيء.

اللهم اكبح جماح الفقر عن بلادنا ورد لهفة اطفال الأردنيين كافة وسائر اطفال عبادك المؤمنين وغير المؤمنين فانت سبحانك من أخذت على ذاتك العلية ان تطعم عبادك من جوع وتأمنهم من خوف . وانت وحدك لا سواك من وراء القصد





  • 1 د. موسى الرحامنه 03-04-2014 | 09:21 AM

    الله يرحم ايام ما كانت الناس تزرع وتفلح جميع انواع الخضروات والطيبات ومنها البطيخ لكن السياسات الزراعية المتهالكة هي التي اورثت المزارع الققر والعوز ليصبح ثمن بطيخة بلا لون ولا طعم بهذا السعر الفاحش الله اكبر . وان افقر فقراء الاردن الان هم المشتغلون بالزراعة،شكرا لك ابا مازن على هذه القفشة التي تدل على عدلك دوما في الطرح وعلى شعورك النبيل فلقد رأيت انك لا تستل يراعك الذي هو شواظ الحق الا حين يدعوك داع مُلِحْ لانك تتمثل القاعدة السائدة ان لا تتكلم الا اذا كان كلامك افضل من الصمت.

  • 2 مسافر 04-04-2014 | 04:51 PM

    اكثر من عقدين من الزمن ونحن نعاني من تذبذب الامطار وشحها الشعب الاردني لايعمل في الزراعة الوافدين هم العاملين في الزراعة الاردن صدر هذا العام مايقارب من مليون طن منتوجات زراعية فاين السياسات المتهالكة التعميم والعموميات خطر كبير في عرض ومناقشة اية قضية

  • 3 الدكتور مراد شنيكات 04-04-2014 | 06:39 PM

    لايلاف قريش ايلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف )صدق الله العظيم) حادثه لها عبره ودلاله شكراللكاتب وبارك الله بيك )

  • 4 الدكتور مراد شنيكات 04-04-2014 | 06:39 PM

    لايلاف قريش ايلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف )صدق الله العظيم) حادثه لها عبره ودلاله شكراللكاتب وبارك الله بيك )


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :