روان خويلة من الرمثا فازت في دراساتها العليا بالجائزة الاولى للعلماء المسلمين في بريطانيا بابتداعها لعلاج جديد لتسارع دقات القلب، ونشرت «الرأي» صورتها مع رئيس وزراء بريطانيا يسلمها الجائرة.
وروان ليست وحيدة، فشقيقها حاصل على شهادة الهندسة النووية من جامعة العلوم والتكنولوجيا وهو مخترع ومبعوث كأخته لتكملة دراسته في ناسا، ووالد روان هو ايضا استاذ في الجامعة يدرس اللغة الانجليزية وله كأولاده ابحاث ودراسات علمية.
عائلة علم في جارة جامعة العلوم والتكنولوجيا الرمثا، وهي عائلة اردنية عادية لكنها تشكل حاضنة للابداع والعبقرية، وهي عائلة تحضنها ايضا الجامعة المميزة، وتبعث متفوقيها الى لندن واميركا ليعودوا الى وطنهم مدججين بالعلم، وليكونوا في خدمة ابناء الاردن.. الله ما أجمل الوطن الذي يعطي ابناءه فرص التفوق.. بدل المدافع والطائرات والدمار والقتل، وبدل السطو على العقول بالفكر المتخلف، ويشغلها بحروب علي ومعاوية والخوارج، وتدمير الكعبة المشرفة واجتياح مدينة الرسول.. وليس بالافتئات على التاريخ وانما باشعال الحرائق الطائفية بين ابناء الوطن الواحد في العراق وسوريا ولبنان.. في القرن الواحد والعشرين!!.
الاردن يقدم النموذج بعائلة في اقصى شماله تعيش في كنف جامعة، وتدرس فيها وتدّرس، والجامعة تشكل حاضنة لهذه العائلة فتبعث اذكياءها الى اوروبا واميركا.. ليعودوا علماء الى بلدهم، ويساهموا في خلق جيل جديد يخرج من قمقم التخلف والفوضى الى رجاب التطور والحياة الكريمة المزدهرة.
ومن الرمثا الى الطفيلة، فقد اعلن رئيس جامعتها التقنية ان مجموعة من طلبة الجامعة - ونقف عند مجموعة - ابتكروا طريقة جديدة لشحن الرصيد لهواتف «الاندرويد» دون اللجوء الى الرموز الخاصة بالشركة ودون تحديد اسم شركة الاتصال.. ونال الاختراع اهتمام شركة جوجل العالمية. ويقول المخترعون الفكرة انطلقت من تفكير ابداعي لمساعدة كبار السن حيث يتعامل المشترك عن طريق الصوت، والفكرة فنية محض لا نظن ان التفصيل فيها مفيد للقارئ الكريم.
الاهم، ان حاضنة ابداع الطفايلة هي في الطفيلة ذاتها، وان المدينة التي هاجر اكثر سكانها الى عمان عادت لتحافظ عليهم، ولتصنع منهم علماء ومخترعين بدل اللعنة القديمة: آذن، سائق، حارس!! فالطفيلة هي التي اطلعت الاردني المتميز محمد عودة القرعان والرئيس سعد جمعة، وهي التي اطلعت الشاب العالم الوزير .. واذا احب اهل «الحراك» فقد اطلعت ايضاً حراكيين لا يكسرون، ولا يدمرون ولا يخربون في وطنهم!!.
قبل ايام وصمني احد العاملين في «الحقل الوطني» بأنني متعصب وحين يقرأ الزميل العزيز هذين الخبرين، في مطلع المقال، سيدرك لمن انا متعصب.. ولماذا انا متعصب؟!
(الرأي)