في السابع والعشرون من آذار المنصرم شهدت الجامعة الأردنية عرساً وطنياً, جسد فيه الطلبة مفهوم الديمقراطية من خلال المشاركة في انتخابات مجلسهم السابع والأربعون. فهذا اليوم يعتبر نموذجاً ونقلة نوعية لمفهوم التنمية السياسية لدى هذه الشريحة من الشباب , الجامعة الأردنية تسعى دوماً على ترسيخ قاعدة هذا النهيج الذي من شأنه تنوير الفكر السياسي لدى هؤلاء الطلبة هذه الخطوة, جاءت انسجاما مع التوجيهات الملكية , حيث أن جلالة القائد الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المفدى .

أولى كل اهتمام ورعاية لهذه الشريحة لتمكينهم من تسليحهم بالعلم والمعرفة وأن يكون شريكاً في الحياة السياسية , فالشباب هم المحرك والدافع الرئيسي لعجلة التنمية السياسية وعلى جميع الصعد , نحن نؤمن بأن هذه الشريحة عملهم لا يقتصر على الجامعات فقط. فالحكومة الأردنية فتحت أفاقا كثيرة أمام هؤلاء الشباب من حيث الإبداعات المختلفة والتي تصب بمصلحة الوطن وبناء الدولة الأردنية الحديثة , فالانتخابات الطلابية التي جرت في الجامعة الأردنية ناجحة بكل المعايير فقد خرجت بحلتها وصورها المعتادة, فهي إطلالة مشرقة على مفهوم التنمية الديمقراطية, ونستذكر هنا حديث جلالة القائد والذي تطرق من خلاله بتعريف الهوية الوطنية, فتلبية النداء وهذه المشاركة هي الانتماء الحقيقي لهذه الهوية , فالهوية الأردنية هي الانتماء والولاء للأردن وقيادته الهاشمية الفذة والمحافظة على مقدرات الوطن والدفاع عنه.

الأستاذ الدكتور رئيس الجامعة أخليف الطراونة في معظم لقاءاته وعبر إذاعة الجامعة الأردنية حديثه دائماً متطلعاً لتطبيق الرؤية الملكية والنهوض بهذه الجامعة العريقة التي أمتد عطاءها على مدى أحدا وخمسون عاماً فهو شخصية أكاديمية أخذت على عاتقها تبني سياسات وبرامج جديدة انعكست إيجاباً على العملية التعليمية من جهة وانخراط الطلبة بالبرامج التي من شأنها خدمة المجتمع من جهة أخرى لوصول لهذا الصرح العلمي إلى مكانة علمية مرموقة عربياً وعالمياً .

الإطلالة الصباحية لرئيس الجامعة من خلال إذاعة الجامعة الأردنية هي دفعة نوعية للطلبة من أجل نجاح هذا العرس الوطني الذي تغنت به الجامعة, فالصورة الحضارية التي شاهدها أثناء تجواله يوم الاقتراع.

هي الصورة الحقيقية التي جسدها الطلبة وحملت في طياتها معاني الألفة والمحبة والتعبير العفوي الصادق , إدارة الجامعة تحرص كل الحرص على اتخاذ كل الاحتياطات التي من شانها التعبير عن الرأي الطلبة بكل يسر وسهولة دون تسجيل أي عائق على سير العملية الانتخابية, فالإجراءات الأمنية كانت بأعلى المستويات فالإنتحابات جرت وخرجت بكل نزاهة وشفافية ودون تدخل من أي جهة كانت .

هذه الجهود جاءت مجتمعة ومتمثلة بإدارة الجامعة ونواب الرئيس وعمادة شؤون الطلبة ودائرة الأمن الجامعة الأردنية التي تواصلت مع الحدث على مدى ساعات الاقتراع.

نهاية المؤتمر الصحفي الذي كانت خاتمتاً لهذا العرس الوطني. فمن هذا المنطلق نؤكد هنا من خلال حديثنا على أن الكثير لا يعرف ما يترتب على هذه الجامعة من أعباء جراء هذه الانتخابات فعلينا توضيح الحقيقة , الجامعة الأردنية رقعة جغرافية شاسعة المساحة حيث تبلغ مساحتها ( 760 ) سبعمائة وستون دونماً ولها ( 18 ) ثمانية عشر مدخلاً. ويحيطها سياج يقدر بحوالي ( 4200 ) أربعة آلاف ومائتان متراً. حيث يرتداها في وقت الذروة .

ما يقارب ( 60 ) ستون آلفاً . حيث بلغ عدد الطلبة المقترعين ( 43,000 ) ثلاث وأربعون آلف طالب وطالبة . وفئتهم العمرية محصورة ما بين ( 18 ) الثامنة عشر و ( 22 ) الثانية والعشرون وبلغ عدد صناديق الاقتراع ( 88 ) ثمانية وثمانون صندوقاً منتشراً في كافة كليات الجامعة. فهذا انجاز مهداه لهذه الجامعة الأم. دائرة الأمن الجامعي كانت لها الدور الأبرز فقط وقع على عاتقها مسؤولية هذه الانتخابات أمنياً.

فنحن نتمنى من وسائل الإعلام توخي الدقة الموضوعية في نقل الحقيقة والابتعاد عن نشر الأخبار المظللة والشائعات التي لا أصل لها والتي لا تخدم المصلحة الوطنية ولا جامعاتنا فالانتخابات جرت وخرجت بدون أي إشكالات تذكر فالأرقام والحقائق موجودة في سجلاتنا .

واكبر دليلاً على ذلك عيادة الطلبة في الحرم الجامعي ومستشفى الجامعة...

نتمنى لجامعتنا الأردنية مزيداً من التقدم والازدهار