التخطيط الاقتصادي ورسالة جلالة الملك
م. موسى عوني الساكت
01-04-2014 05:34 PM
رسالة جلالة الملك التوجيهية للحكومة أول امس تضمنت خطوطا عريضة لواقع الاقتصاد الاردني، إلا ان الكثيرين، وأنا واحد منهم يشككون في قدرة هذه الحكومة، والتي لم تحقق اي إنجازات تُذكر على الصعيد الاقتصادي، على وضع خطة قابلة للتنفيذ وفق التوجيهات الملكي، ولعل أهم أسباب ذلك ضعف أداء فريقها الاقتصادي، اضافة الى تجاهلها لمقترحات القطاع الخاص لتطوير الاقتصاد الوطني، خصوصا فيما يتعلق بالقوانين والتشريعات!
لا يعقل أن بلدا كالأردن يملك وفرة في العقول البشرية المشهود لها بالكفاءة، عاجز عن إيجاد حلول لأزماته الاقتصادية.
في نطاق رأيي المتواضع، حل مشكلات الاقتصاد تبدأ من:
أولًا: التحرر تماماً من هيمنة العقليات التي ترى في إملاءات البنك الدولي علاجا ناجعا واختيار فريق اقتصادي متجانس يتميز بالكفاءة والرؤية الاقتصادية الفاعلة والقادرة على الاستفادة من خبرات وتجارب الدول الناجحة.
ثانياً: إعداد خريطة طريق اقتصادية بعيدة عن أي إملاءات تأخذ بعين الاعتبار مدى مساهمة القطاعات في الاقتصاد الوطني، ومنها الصناعة وغيرها من القطاعات ذات الميزة التنافسية والقيمة المضافة المرتفعة، والاستفادة من تقارير التنافسية في تحسين المؤشرات السليبة التي تعيق النمو والتقدم بل وتسير بنا الى الوراء!
ثالثاً: دراسة القوانين الاقتصادية بالتنسيق مع القطاعات الاقتصادية كافة، وعمل دراسة أثر لهذه القوانين على الاقتصاد من خلال مراكز دراسات، خصوصا وأن معظم القوانين الاقتصادية الحالية، هي قوانين جباية وغير متناسقة مع بعضها بعضا، بل وغموضها وعدم شفافيتها يجعلها منفرة للاستثمار والمستثمرين.
رابعاً: توفير التمويل للمشاريع الإنتاجية بكلفة لا تتعدى الـ5 % وليس مبادرات هنا وهناك.
أقتبس من ديفاراجان كبير الاقتصاديين في البنك الدولي؛ “الغموض في البيئة القانونية وضعف التمويل هما عاملان رئيسيان يحولان دون النمو”، وهذا للأسف تماماً ما يحصل في الأردن!
المطلوب خطة اقتصادية قائمة على تقديم حلول لمشاكل الطاقة والمياه والتعليم والتوظيف والاستثمار وتنمية المحافظات تبدأ بإصلاح الإدارة الحكومية وتأخذ بعين الاعتبار العدالة الاجتماعية والمشاركة الحقيقية مع ممثلي القطاعات، بدلا من الأسلوب المتبع حاليا، وهو سياسة الإملاءات والتعالي التي تمارسها الحكومات على القطاع الخاص.
التخطيط الاقتصادي مهمة أساسية لاي حكومة، وحين يتدخل سيد البلاد لتوجيه حكومة لأداء مهمة في صلب عملها، فذلك يعني أنها قد فشلت في أداء ما هو مطلوب منها!