الرسالة الملكية للحكومة (تحليل ومضامين) .. *نواف عبابنه
01-04-2014 02:36 AM
انطلاقاً من حرص جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم على شعبه الوفي ورؤيته الثاقبة اتجاه الأردن ومستقبله ورغبته الدؤوبة في تحقيق الرفاه الاجتماعي والحياة الفضلى للمواطنين الأردنيين وجه جلالته رسالة إلى دولة رئيس الوزراء وفريقه الوزاري. تضمنت هذه الرسالة توجيهات ملكية سامية اتسمت بوضع تصورات وإجراءات واستراتيجيات عديدة للوقوف أمام التحديات الصعبة نتيجة الأزمات المتوالية بفعل الظروف العالمية والإقليمية الراهنة كما أن هذه الرسالة جاءت بعد لقاءات جلالته المتنوعة والمتكررة في مختلف المناطق الجغرافية والفعاليات والأطياف الشعبية ومن خلال الزيارات الميدانية وعلى أرض الواقع والتي استمع خلالها جلالته لآراء وطروحات عديدة من أبناء شعبه. ومن حسن الحظ أنني كنت واحداً من المدعوين الذين حضروا لقاء جلالته مع بعض الفعاليات الوطنية في منزل الدكتور عبد الرزاق طبيشات في مدينة اربد إذ استمع جلالته وجمع ممن رافقه من الوفد الرسمي المتمثلين برئيس مجلس الأعيان ورئيس الديوان الملكي ومدير مكتب جلالته وبعض المستشارين وقد حرص جلالته خلال هذه اللقاء على الاستماع والأخذ بجميع الآراء والمقترحات التي طرحت باهتمام وعناية فائقة من لدن جلالته وممن رافقوه إذ لاحظت بأنهم ركزوا على كل كلمة كانت تطرح في هذا اللقاء وأن جميع ما تم طرحه كان متظمناً في الرسالة الملكية هذه وان دل ذلك على شيء إنما يدل على حرص جلالته على تحسس وتلمس مشكلات أبناء وطنه وشعوره العميق اتجاههم وتفاعله مع قضاياهم وهمومهم وهذه صفات القائد الفذ الأمين الوفي والمخلص لوطنه وشعبه.
وانطلاقاً من أهمية هذه الرسالة وما تضمنته من أفكار نيرة ومضامين فاعلة كان لهذه الرسالة صدىً شعبي وحكومي واعلامي كبير لما لها من دور فاعل في رسم مستقبل الأردن الحديث. ولإبراز أهمية هذه الرسالة قمت بإجراء الدراسة والبحث عليها لإبراز مكانتها وأهميتها من خلال التحليل وتبين بأن هذه الرسالة تحتوي على أبعاد مهمة تتمثل بما يلي: -
أولاً: الغايات والاهداف الملكية من توجيه الرسالة وتتمثل بما يلي: -
- تحسين الظروف المعيشية للمواطنين الأردنيين.
- تأمين فرص العمل لجميع الأردنيين دون استثناء.
- الطموح في تحقيق مستقبل أفضل للأردن والأردنيين.
- استمرار العمل لتطوير أداء الاقتصاد الوطني.
- رسم منهج مستقبلي وتأمين الحياة الكريمة لجميع أبناء وبنات الأردن الحبيب.
- الارتقاء بنوعية وجودة الخدمات الحكومية المقدمة للمواطنين في مختلف المجالات الصحية والعلمية.
- ضمان التوزيع العادل لمكتسبات التنمية من خلال التركيز على البرامج التنموية في جميع المحافظات.
- وضع استراتيجيات متكاملة تعزز الأمن المائي والغذائي والطاقة.
- تعزيز مصداقية عمل الحكومة بكل مؤسساتها.
- بهدف معالجة هموم المواطنين وضمان الحياة الكريمة لهم.
- تحقيق الرؤية الملكية الثاقبة والتي تتمثل ببناء أردن المستقبل.
- تحقيق طموحات الشعب الأردني المتمثلة ببناء الأردن المزدهر بجهودهم الدؤوبة.
ثانياً: المشكلات التي طرحت في الرسالة وتستوجب البحث والدراسة والتخطيط للمعالجة وتتمثل بما يلي: -
- أزمات الطاقة والماء والغذاء.
- الأزمة السورية وما نتج عنها من تبعات تتمثل بأزمة اللاجئين السوريين التي استنزفت الموارد الأردنية المحدودة والضغط الهائل على البنية التحتية والاقتصاد الأردني.
- العجز في الموازنة العامة وزيادة المديونية.
- ارتفاع الأسعار والضغوط المالية الصعبة اتجاه المواطنين الأردنيين.
- مشكلة الفقر والبطالة وحماية المستهلك.
ثالثاً: المنظومة القيمية والمفاهيمية التي وردت في الرسالة وتستحق التركيز والتعمق وتتمثل بما يلي:
- قيم الإنتاج، الاعتماد على الذات، التنمية الشاملة، التنمية المستدامة، الاستقرار المالي والنقدي، الابتكار، التطوير القطاعي، تفعيل الحكم المحلي، تطبيق نهج اللامركزية، ضبط عجز الموازنة، البيئة الجاذبة للاستثمار، شبكة الأمان الاجتماعي، المشاريع الإنتاجية والريادية، منع الاحتكار، البيئة التنافسية، العدالة، المساواة، متطلبات سوق العمل، الأمن الغذائي، الأمن المائي، التشاركية في تحمل المسؤولية، العمل بروح الفريق.
رابعاً: الاستراتيجيات والخطط المقترحة لتحقيق أهداف وغايات الرسالة وتتمثل بما يلي: -
- تقديم الحلول والبرامج الاقتصادية والاجتماعية لتخفيف الأعباء عن المواطنين الأردنيين.
- ضرورة المتابعة والمراجعة والمساءلة المستمرة للأداء الحكومي.
- التأكيد على الإصلاحات الاقتصادية والتشريعات المتعلقة بها من خلال التعاون مع مجلس الأمة.
- ضرورة قيام الحكومة بوضع تصور مستقبلي واضح للاقتصاد الأردني للسنوات العشر القادمة.
- اتباع النهج التشاوري والتشاركي مع جميع الجهات والفعاليات من مؤسسات حكومية ومجلس الأمة والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني والمجتمع المحلي.
- ضرورة التركيز على الدراسات والبحوث المتراكمة المتمثلة بدراسة تقييم التخاصية واستراتيجية تنمية المحافظات والاستراتيجية الوطنية للتشغيل والاستفادة منها في رسم السياسات الاقتصادية والاجتماعية.
- ضرورة التركيز على البرامج الإصلاحية للاقتصاد الأردني التي تتصف بالاستدامة وطول المدى وذلك للحكومة الحالية والحكومات المتعاقبة.
- التركيز على الخطط الإجرائية القابلة للتنفيذ وفق برامج زمنية محددة وذات أولويات واضحة وتعتمد على التقييم والمتابعة للإنجاز والتقدم والمساءلة والتشاركية في تحمل المسؤولية.
- التأكيد على الجدية في العمل وعدم التهاون في تحمل المسؤولية.
- التأكيد على تطبيق جميع الأفكار التي وردت في الرسالة بحيث تكون عملاً منتجاً وذا أثر ملموس على حياة المواطنين.
- ضرورة العمل بروح الفريق الواحد وبذل المزيد من الجهد والمثابرة والمتابعة.
- التركيز على الزيارات الميدانية للاطلاع على واقع المشكلات الحياتية وعن قرب من حياة المواطنين.
من خلال ما سبق يتضح بأن جلالته وضع جميع أركان الدولة الأردنية المتمثلة بالحكومة وجميع مكونات الشعب الأردني أمام مسؤولياتهم التاريخية بهدف تنفيذ مضامين هذه الرسالة من خلال خطط عشرية مدروسة لكافة قطاعات العمل والإنتاج ومفاصل الدولة الأردنية ليتحمل كل مسؤول أينما كان موقع مسؤوليته لتنفيذ مهامه وأعماله بدقة واتقان وذلك من خلال تكاتف الجهود والشراكة الحقيقية الفاعلة بين جميع مكونات القطاعين العام والخاص لبناء مستقبل مشرق للأردنيين فهنيئاً للأردن بقيادته الحكيمة ذات الرؤية الثاقبة والتي تسهر ليلاً ونهاراً من أجل نهضة الأردن ورفاه أبنائه.
حمى الله الأردن وشعب الأردن وقيادة الأردن ليبقى هذا الوطن ذخراً لأمته.