"الامانة" خدمة بمقابل وليست منة
نايف المحيسن
31-03-2014 11:50 PM
معاملتك في الامانة رهن الموظف وقراره في انجازها أو عدم انجازها وفي المماطلة في الانجاز ايضا وفي اجازة الموظف الذي لابديل له وكذلك في التبرير الدائم بتعطل النظام وانت لا تدري ان كان النظام متعطلا ام لا فهم يقولون باستمرار ان النظام يتعطل.
قد تصل رسوم المعاملة الواحدة الى مئات الالاف من الدنانير ومثل هذه المئات لا تصلح نظام في مديرية من مديريات الامانة فقط بل قد تصرف على احدث الانظمة المتطورة والتي نادرا ما تتعطل والمعاملات هي التي تمول الامانة من خلال الرسوم و تمول رواتب الموظفين المكدسين في الامانة.
الاربعة والعشرين الف موظف في الامانة واحد منهم ولا تدري اين هو منهم هو من يعطل معاملتك ان هو في اجازة او قد يكون مغادرا او "مش جاي على باله يشتغل" وهؤلاء موجودون في كل الادارات في الامانة وهؤلاء لا هم لهم ان يعطلوك و يجعلوك تذهب وتأتي اليهم عشرات المرات لتسأل عن انجاز معاملتك للتعامل مع موظف مزاجي هو من يقرر وليس وظيفته هي التي تقرر وليس مسؤوله المباشر ولا الاول.
اعتقد ان الامانة ليست بحاجة الى ثلث كادرها في احسن الاحوال بامكان مسؤوليهم توزيع الصلاحيات بدل ان تترك بيد احدهم وهو الذي ينجز المعاملة وان غاب فلا انجاز فبامكان امين العاصمة ان يقوم بتعيين بدلاء ليقوموا بنفس العمل لان الاعداد لديه كبيرة جدا بدل ان تتعطل قضايا الناس فمن لديه ثلاثة اضعاف ما يحتاج من الموظفين بامكانه انجاز المعاملات بما لا يقل عن ثلاثة اضعاف الوقت الفعلي الذي تحتاجه فمثلا معاملة قد تحتاج لثلاثة ايام في الوضع الطبيعي ولكن مع وجود هذا الكم الهائل من الكادر الوظيفي من المفترض ان تنجز في يوم واحد والا فما هو مبرر وجود هؤلاء الموظفين.
من يدخل مكاتب الامانة يجد ان موظف واحد يعمل وعشرة موظفين او موظفات يحتلون مكاتب ولا هم لهم سوى احضار وجبة الافطار ليتناولوها اضافة الى الاحاديث والمداولات "والواتس اب" وهم بهذه الطريقة قد يكونوا عقبة امام المكلف الوحيد منهم بانجاز المعاملة والذي ينظر دوما الى انهم لا يعملون وهو يعمل ونكاية بمسؤوليه ينتقم من مراجعيه.
اسهل شي وانت تراجع الامانة ايضا ان تضيع المعاملة وهذه قضية تؤرق الكثير من المواطنين الذين يتعاملون مع الامانة فلا يعرف المواطن كيف ضاعت معاملته خاصة وانهم يمنعونه حتى من حملها وانتقالها من موظف الى اخر بحجة عدم ضياعها واذا هم من يساهمون في ضياع المعاملات وفقدانها.
وكذلك من السهولة على الموظف ان يقول معاملتك ستتأخر الى يوم غد لتعطل النظام وتذهب في اليوم التالي وبكل سهولة ويسر يقول لك "تعال بكرة" النظام لا يزال متعطل وقد تستمر على هذا الحال اسبوع ولا يهمه ان كان عطلك او اثر عليك فهو لا يمكن ان يتصور نفسه مكانك لان الاحساس لديه اصبح يختلف عن احساس المواطن المراجع فالموظف لا يمكن ان يتخيل نفسه مواطنا مراجعا ولو تخيل ذلك لاصبح انسان مختلفا واقصد مختلفا هو ان يكون طبيعيا في تعامله مع الاخر.
نتمنى من السيد عقل بلتاجي ان يسعى الى تشذيب السلبيات الموجودة في كادر الامانة وان تكون خدمة المواطن هي الاساس لان الامانة اساسها الخدمة بالمقابل ويجب التسهيل على المواطن.