صيادلة الأردن .. 57 عاماً من العطاء والتميز
د.احمد زياد ابو غنيمة
31-03-2014 04:06 PM
تحتفل نقابة صيادلة الأردن يوم الخميس القادم 3/4/2014 بانطلاقة مؤتمرها الصيدلاني الخامس عشر بحضور صيدلاني اردني وعربي وعالمي ، وياتي انعقاد هذا المؤتمر وقد مضى على تأسيس نقابة صيادلة الأردن 57 عاماً على أيدي ثلة من الزملاء الصيادلة الكرام، آمنوا بمهنتهم التي أحبوها والذين مضى من مضى منهم إلى جوار ربه، وبقي من بقي منهم ( نتمى لهم طول العمر ) يمُدونّ المهنة بعطائهم اللامحدود حتى أيامنا هذه.
وحين نتحدث عن نقابة الصيادلة في الأردن، فإننا نتحدث عن مهنة إنسانية كانت وما زالت مهد العلوم، فمنها استُنبط الدواء على يد الأوائل، ومنها خرج أبرز العلماء العرب في مجال العقاقير وفن التداوي بالأعشاب، فكانت مهنة الصيدلة محور الطبابة في زمن العظماء، واستمرت في تقدمها وتطورها حتى باتت من العلوم التي تسابق الزمن في مجال اختراع العقاقير والأدوية لكل الأمراض والأوبئة.
كانت مهنة الصيدلة في أردننا الحبيب في عهد التأسيس والبناء، مهنة يُنظر لها بعين الرضا، فكان الصيدلي فناناً في صيدليته في تركيب الأدوية وتحضيرها في مختبره الصغيرفي ركن من أركان صيدليته التي كانت في كثير من الأحيان في غلاوتها كغلاوة بيته، فكان مرجعاً لكل طبيب يستشيره في وصفة الدواء وتحضيرها ، ولكل سقيم يبغى الشفاء من الله على يد صيدلي كان يفخر بمهنته أيما فخر ويبتاهى بعلمه ومهارته وخبرته ودرايته بكل دواء وتركيبة في أرجاء صيدليته.
وها هو الدواء في الأردن يتقدم ويتطور بخطوات متسارعة، فمن مختبر صغير تُحضّر فيه الأدوية والتراكيب، إلى مصانع صغيرة في حجمها في بداية الستينيات كبيرة في عطائها وإيمان روادها بعلمهم ومهنتهم وصناعتهم ، لتتطور هذه إلى مصانع رائدة في تطورها وريادتها في صناعة الدواء بحيث أصبحت تضاهي الدواء الأجنبي وتكون لها الريادة على مثيلاتها من المصانع الدوائية العربية، فأضحت صناعة الدواء في الأردن مفخرة لكل مواطن ولكل زائر ولكل من ينشد دواء فعالاً يتم انتاجه بأحدث الطرق العلمية واكثرها تميزاً وإتقاناً.
وكان لا بد لهذا التطور وهذا التقدم في صناعة الدواء، أن ينتقل إلى كافة مجالات المهنة، فكان خبراء التسويق الدوائي الأوائل من الأردنيين مبعث الفخر والإعتزاز في كل المحافل العربية والدولية، فكان منهم روادٌ في مجال التسويق الصيدلاني في شركاتنا المحلية والمكاتب العلمية للشركات الأجنبية، حيث تخرّج على أيدي هؤلاء الرواد في فن التسويق الصيدلاني أفواجٌ متتالية من خبراء التسويق بثوا علومهم وخبراتهم في أرجاء المعمورة.
وكانت حاضرة المهنة وواجهتها في المجتمع، أي صيدليات المجتمع، في مقدمة المؤسسات الصيدلانية التي واكبت هذا التطور الذي لحق بمهنة الصيدلة في الأردن، فأضحت معظم صيدلياتنا العامة منها والخاصة تضم في جنباتها صيادلة متميزون بعلمهم وبما يقدمونه من معلومات دوائية لأفراد المجتمع، بحيث أصبح الصيدلاني او الصيدلانية المرجع الأول في كثير من الأحيان لتقديم النصح بما يتعلق بالأدوية واستخداماتها ومحاذيرها وتداخلاتها الدوائية، وأصبح في نظر المجتمع مرجعاً مهماً وجزءاً حيوياً من منظومة الرعاية الصحية في مجتمعنا.
ونحن، صيادلة الأردن وضيوفنا من نقابات الصيادلة في الوطن العربي نحتفل بعد أيام بانطلاقة أعمال المؤتمر الصيدلاني الأردني الخامس عشر، لا يسعنا إلا أن ننظر بمِداد الفخر والإعتزاز لما وصلت إليه مهنتنا من تقدم وتطور في مختلف مناحيها ومجالاتها، فهنيئا لنقابتنا العزيزة بأبنائها البررة، وهنيئاً لمهنة الصيدلة بهذه الروح التي تنبض بالعطاء والتميز، فلا حدود توقف شغفنا لمزيد من العلوم، ولا حواجز تحول بيننا وبين ان نعمل دوماً لأن تكون مهنتنا الإنسانية مبعث فخرنا وفخر وطننا بها وبروادها وصانعي مستقبلها.