فيفي عبده .. وربيع عربي ثان؟!
د. وليد خالد ابو دلبوح
31-03-2014 02:28 AM
عندما تكون "فيفي عبده الأم" المثاليه" ... فأي ربيع قادم ينتظر شعربنا العربية!!
يخطئ من يراهن على أن ... ربيع عربي "قادم" سيُلبي طموحات الشعوب كتلك التجربة التي اكتسحت أوروبا وثوراتها المتتابعة ... حتى وصلت أوروبا من الديموقراطية والحرية الى ما نحن عليه الان ... وذلك لعدة اسباب أهمها:
1. الشعوب الاوروبيه رمت التاريخ وراء ظهرها ... حيث وحدهم الظلم المشترك ... وانطلقت نحو حريتها ... فانتصرت... شعوبنا تترك التاريخ المشرق العريض ... وتتمسك وتعشق التاريخ المظلم ... المسبب رئيس للنزاعات والفرقة اليوم!
2. النبوغ والنبوغ التي تحلت بها طبقة "المدرسة الفردية" في اوروبا ساعدت كثيرا على التأثير والتغيير ... أما هنا .. نعم يوجد لدينا التعليم والشهادات ولكنها ابعد ما يكون الى نصف درجة من الثقافة ترتقي الى النضوج والقناعة وتحمل المسؤوليه التي ينادي بها ... وهذا عامل جدا مهم .. اذ يسهل على كثير منا ان يبيع نفسه ومبادئه ومن حوله بمجرد تلفون وهو يحمل أعلى مراتب الدرجات الاكاديمية!
3. دور القبيلة والعشائرية – والذي أراد البعض أن يحرفه عن دوره الايجابي – لم يكن عامل مهم في التأثير هناك ... المدرسة الفردية التي استقت منها الرأسمالية شموخها الى اليوم ... كانت اللبنة الاساسية في النمو والرقي والتغيير والتطوير. علينا ان نتذكر ان من دافع هنا عن رموز الفساد من البطانه هم الفقراء من "الشعوب" من ابناء القبيلة وقد نصبت لهم البيوت دفاعا عنهم ... وهم يعلمون انهم يدافعون عن فاسد عظيم!
4. اطراف الصراع في اوروبا كانوا الى حد كبير "معروفين" ومعرفين ... يمكن الى حد كبير التعرف على هوية العدو من الصديق ... اما هنا وبشكل عام فأطراف الصراع غيرمعروفة وخاصة تلك التي تخص "الشارع" .. لأنه يتضح مع الأيام أن انقسام الشارع مع وعلى نفسه من جهة ومحاولة جزء كبير من ممثلي "الشارع" ليس التغيير بل الدخول الى نادي "البطانه" او استبدالها ليحلوا محلها... ومن هنا نستطيع أن نقول الى حد ما ... ان اعدى اعداء الحراك .. هو حراك اخر من طرف اخر .. في الشارع!!
5. كان هناك قيادات في اوروبا وعظماء فكر لا نزال نذكرهم الى اليوم ... اختلاف بعضهم في الطريق المتبع ولكنهم توافقوا جميعاعلى الهدف المشترك ... وكأنهم لم يموتوا بفكرهم النير حتى اللحظة .. عندنا تخلو القيادات الناضجة ليست السياسية ولكن الفكرية وهي الاهم في دفع عجلة التغيير ... فمن الصعب ان يكون هناك حراك بلا اتجاه وبلا قيادات!!
6. لم يكن هناك "اسرائيل لاوروبا" ... وعندنا يوجد اسرائيل للوطن العربي بأسره... و"أسرائيل" في داخل كل بلد ... والحديث هنا يطول في دورها في التأثير في المتغيرات
7. العولمة تكاد تكون معدومة ابان الثورات في اوروبا .. اما اليوم فالعولمه دورها مسلط وللاسف سلبي في التاثير .. خاصة فيما يتعلق بدور الفضائيات من جهة وسرعة التدخل الاجنبي من جهة اخرى لاحتواء التغيير الذي يتعارض مع مصالحة
8. علاقة الحاكم والمحكوم في اوروبا بشكل عام كانت متشابهه ... عندنا تختلف من بلد الى اخر .. ومن هنا مفهوم "التغيير" متغير ... بين الشعوب.
الخاتمة: الشعوب الاوروبيه وحدها الظلم فاتحدت... شعوبنا تعشق الظلم والظلمات ... ويفرقها التاريخ .. فتفرقت!
جاء السيناريو الاوروبي منذ بدايته ثابت ومعرف الاتجاه ومتسلسل... جاء من خلال فوضى ... أدت الى تغيير تدريجي ايجابي في نمو وتطوير .... اما السيناريو العربي القادم المتعدد الاتجاهات ....وخاصة اذا بقي اللاعبون في درجة نضوجهم على ما هو عليه ... سيكون السيناريو فوضى تؤدي الى فوضى اكبر واقتتال ... له اول وليس له اخر ... ولكن هذا لا يعني بالبطبع ان "نغربل البعض من البطانه" ونستعد بعقلانية للتحديات القادمة ... اذا ما اردنا مستقبل زاهر ومستقر .. والاهم من ذلك مستقبل توافقي وثابت!
مشكلتنا في الاردن فريدة من نوعها مقارنه مع الدول الاخرى ... كون التحدي الاكبر هو البطانة بحد ذاتها .. وقلة نبوغ ونضوج "الشعب" من ناحية أخرى ... يجب اعادة تقييمنا في الشعوب ونضجها وفكرها وقياداتها قبل الربط بالشعوب الاخرى ... كون التحدي القادم من الشعوب بشكل عام لا يقل خطرا من تلك القادمة من الحكومات ... قد أكون مخطى ... فالسياسة متمردة متقلبة ... وكثير ما تنكر الماضي كونها متغطرسة وتكره الثبات ... ولكنها كانت ولا زالت محكومة فقط "لرب السياسة" ... صاحب "كل يوم هو في شأن!
خلاصة القول ... عندما يأتي اليوم ليصفق مشجع الفيصلي لفوز الوحدات ... و"الوحداتي" لفوز الفيصلي ... استبشروا خيرا!!