لو كانـــت المشكلات تــحل بالكـــلام الطــيب أو النوايا الحسنة لما كــــان عــنـــد الـــعرب مشكلة واحدة، بل ربما كانوا حلوا مشكلات العالم. غـــير أن المـــشكلات تحل بالعمل لا بالحكي لذلك أنتظر أن ينفذ المسؤولون العرب ما وعدوا به في «قمة التعاون لمستقبل أفضل» في الكويت.
أغلّب الأمـــل على التجــــربة، فما يشجـــع على أن ننتظـــر شيئاً أفضل هذه المـــرة هـــو أن رئاسة القمة إنتقلت من قطر الى الكويت، وأن مؤتمر القمة المقبل، في مثل هذا الوقت من سنة ٢٠١٥ سيُعقد في القاهرة. وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح لجنة حكماء من رجل واحد فهو عميد الديبلوماسية العربية، وأن مصر بعد سنة قد تكون البلد الديموقراطي الذي نرجو قيامه، ما يعيدها الى القيادة العربية التي عُقِدت لها يوماً.
سمعت عبر ثلاثة أيام كلاماً يرتقي الى مستوى الحدث، والمهم مرة أخرى التنفيذ.
«بيان الكويت» في نهاية القمة أحسنت «الحياة» في نشر أهم نقاطه فلا أعود الى التفاصيل، وإنما أقول أنه سرّني أن القادة رفضوا «يهودية» اسرائيل كما أوصى الوزراء قبلهم، وأن هناك خطة «شبكة أمان» لدعم السلطة الوطنية بعد حجب اسرائيل مستحقاتها المالية.
أفضل أن أختار للقراء بعضاً مما سمعت وسجلت في دفتري الصغير، معتبراً أنه مهم وأن تنفيذه ضروري. وهكذا:
الشيخ صباح الأحمد قال: مساحة الاتفاق بيننا أكبر من مساحة الاختلاف، وعلينا وضع حد للخلافات والعمل الجاد لوحدة الصف.
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وقف نصف خطابه تقريباً على القضية الفلسطينية، حيث لا خلاف عربياً. وأؤيد الخطاب كله رغم غمزة هنا أو لمزة هناك، وأنتظر التنفيذ.
أبو مازن دافع عن مبادرة السلام العربية التي قدمتها المملكة العربية السعودية في قمة ٢٠٠٢، وقال إنه إذا لم يلحق العرب القدس الآن فاعتبروها تهوّدت.
وزير خارجية مصر الأخ نبيل فهمي قال: من غير الممكن تحميل الكويت حل كل المشكلات العربية. وهو أعلن أن لا سلام شاملاً في المنطقة من دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس. قال أيضاً عن المصالحة مع قطر: أن الخلاف ليس فقط مع مصر بل مع دول عربية أخرى واليوم نحتاج الى أفعال لا أقوال.
الأمين العام لجامعة الدول العربية الأخ نبيل العربي شكر الكويت على إستضافتها أربع قمم في سنة واحدة. وحذر من أن حل الخلافات غير ممكن بين ليلة وضحاها.
نائب رئيس الوزراء الكويتـــي وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح تحــدث عن جـــرح نازف في سورية حيث آلة القتل تنهش جسم الشعب، وأشـــار الى الاعــتداءات الإسرائيلية الوحشية ضد أهلنا فــي القطـــاع، وانتهـــاك المسجـــد الأقـــصى والخطة العنصرية المنهجية فـــي القدس لتغيـــير الطبيعــــة الديموغرافية للمدينة وطمس إرثها الحضاري، وأكــد أن القـــضية الفلسطينية القضية المركزية الأولى لأمتنا العربية.
الأخ خالد بن أحمد آل خليفة، وزير خارجية البحرين، قال إن بلاده يعنيها كثيراً موضوع الإرهاب، وأشار الى أنه سبق أن تحدث عن مخاطر الإرهاب الذي تعاني منه البحرين وغيرها. وهو أشار الى دور مصر التي أنتصرت للكويت حين تعرضت للغزو.
الصديق أبو بكر القربي، وزير خارجية اليمن، قال إن الإرهاب هو الخطر الأكبر الذي يهدد أمن اليمن واستقراره، وشدّد على أهمية العمل المشترك في هذا الصدد. وهو تحدث عن ظروف إقتصادية وسياسية صعبة في اليمن على خلفية الإرهاب، وضرورة تعزيز الأجهزة الأمنية لمكافحته.
وزير خارجية لبنان جبران باسيل حكى بمنطق واضح عن عبء اللاجئين السوريين في لبنان، وعن خطر الإرهاب، وحذّر من محاولات تجنيد بعض اللاجئين للقتال في سورية.
للحديث بقية.
(الحياة اللندنية)