قبل ان تنشط منظمات حقوق الحيوان في بلدنا .. كان من عادات الاردنيين عندما يذهب اهل العريس لاحضار العروس ان يصطحبوا معهم (جِدي) هدية لوالد العروس..
المهم قبل ان تتحرك (الفاردة) تجد ان (الجدي) لا يشكو من أي شيء عاقل وهادئ وابن ناس..
لكن ما ان تتحرك (الفاردة) باتجاه اهل العروس حتى يصاب (الجدي) بـ (الصرع) من زوامير السيارات وزغاريد النساء واهازيج الشباب والكم الهائل من اطلاق العيارات النارية..
وما ان تصل (الفاردة) الى بيت اهل (العروس) تنقسم الفاردة الى قسمين.. قسم يقوم بزفة العريس الى عروسه.. والقسم الثاني يحاول السيطرة على (الجدي) الذي اصابته حالة من (الهلوسة) و(الجنون) بعد ان يتم انزاله من صندوق (البكم) .. وبعد جهد جهيد ومحاولات متكررة من (الجدي) للهروب او الانتحار تتم السيطرة عليه من قبل شباب (الفاردة) وادخاله الى (حوش) اهل العروس .. وعندما يبدأ ابو العروس بمعاتبة اهل العريس على احضارهم الجدي و(لويش مغلبين حالكو) ؟!! تجد (الجدي) في هذه الحالة يرقب والد (العروس) بالذات نظرة حقد وغل وفي داخله يقول: ما لقيت غير هظول تعطيهم بنتك.. اذا انا بأقل من نص ساعة جابولي (صرع) كيف بنتك اللي بدها تعيش معهم العمر كله !!
المهم بعد ان يتم ربط (الجدي) في (حوش) المنزل ويهدأ الجميع لبدء مراسم طلب الامانة من اصحابها..
يقف كبير (الجاهة) للحديث والجميع صامت الا الجدي مازال يصرخ بأعلى صوته: مااااااااااااااااع !! وكأنه يريد أن يستنجد بالشرطة ليتم القبض على جميع المشاركين في الفاردة متلبسين بعد ان مسحوا عقله ..
وبعد ان يقف كبير اهل العروس ليعلن عن ترحبيه بهم وتسليمهم الامانة تجد الجدي يصرخ مرة اخرى: مااااااااااااااع !! وكأنه يريد ان يقول له: خطيتك برقبتي لا تعطيهم العروس.. هظول تنظيم ارهابي لازم تسلمهم للمخابرات مش تسلمهم عروس !!
بعد خروج العروس مع عريسها ويبدأ اهل العريس بالمغادرة يبدأ (الجدي) بالصراخ مرة اخرى وبالذات عند مشاهدته شوفير (البكم) الذي قام باصطحابه في الفاردة وكأنه يقول له: عبارات بذيئة جدا من الصرة وتحت!!
لم نشعر نحن الاردنيين بما كنّا نسببه لجدي (الفاردة) من تعب نفساني وعصبي شديد الا بعد ان دارت الايام واصبحنا مكانه.. فاليوم لا تسمع الا زوامير نيابية ، وزغاريد حكومية ، واطلاق وعود هلامية.. بحيث تشعر حقيقة بمرارة ما كان يشعر به جدي (الفاردة) من تعب نفساني شديد .. الا ان مصيبتا اعظم من مصيبة جدي (الفاردة) بوجود احد النواب الذي زعبر بما كان كافيا للقضاء على المخزون العالمي من (الزعبرة) بانه سيستقيل اذا لم تسقط الحكومة ومن ثم عاد عن استقالته بعد ان توجهت جاهة كريمة الى منزله..
جدي (الفاردة) كان يصيح وينط من (زعبرة) لا تتعدى الاربع ساعات.. فما بالنا نحن الذين سنتحمل (الزعبرة) اربع سنوات..
جدي (الفاردة) اللئيم الحقود الذي يحمل مشاعر الغل والانتقام من الاردنيين يقول الان: هرمنا من اجل هذه اللحظة التاريخية!!
(العرب اليوم)