ومن يتوكل على الله فهو حسبه
شحاده أبو بقر
30-03-2014 02:48 AM
التوكل على غير الله جهل وضلال يرقى سلبيا الى الشرك بالله جل جلاله، والتوكل عليه وحده سبحانه بعد الإعداد والاستعداد هو ذروة الإيمان بان النافع والضار الوحيد هو الله جلت قدرته، وان اي اعتقاد اخر محض هراء ،إذ ليس بمقدور مخلوق مهما علا شانه في هذه الحياة الدنيا الفانية ان ينفع أحدا او يضره إلا بإرادة المولى عز وجل.
يعتقد الكثيرون في هذا الزمان ان التقرب والنفاق لذوي الشأن هو سبيل الوصول الى المبتغى ناسين او غافلين عن حقيقة ان الأمر كله بيد الله ،وان لا حيلة لاحد بشان احد اخر إلا بإرادة الله ،فهو الخالق العظيم القادر المقتدر على كل شيء، وليس لبشر ان يعطي او يمنع إلا بحكم منه سبحانه.
والتوكل على على الله لا يكون بغير عمل صالح هو نتاج إيمان صادق بالله وملائكته وكتبه ورسله، وسلوك حياتي يجسد هذا الإيمان في اصدق تجلياته، وبعمل مخلص مباح نزيه أعدادا لبلوغ الغاية المشروعة.
يحار المرء في كثير مما يرى في هذا الزمان من تكالب على الدنيا بأساليب تفتقر الى تقوى وليس لها من غاية إلا اقتناص فرصة او مغنم بغير وجه حق ، ولا غضاضة في إقصاء آخرين او امتلاك حق يفترض ان يكون لآخرين لا يجيدون فنون النفاق او التقرب او الرياء ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
عزاء الكثيرين في هذا الزمان ممن فقدوا فرصا او لم ينالوا حظهم هو إيمانهم بان الأمر كله بيد العزيز لا سواه ، وان حكمته سبحانه تريد لهم البعد عن الزحام الحريص جداً على الدنيا وبريقها الزائف ،ويقينا فان عتبهم او حتى غضبهم غير مبرر أبدا ان كانوا مؤمنين بالله حقاً، وكان إيمانهم يجزم ان الله يريد لهم خيرا إذ أبعدهم عن الزحام والتهافت على الدنيا وما فيها من مكاسب لم ولن تدوم لاحد ،وان ما عند العلي العظيم خير من الدنيا وما فيها.
أما أولئك الخيرون هـ الذين يبغون كل الفرص ولا يتحولون عنها أبدا ،فإنهم يصنعون خيرا لأنفسهم ان هم تذكروا ولو للحظات ان استطاعوا ان كلا منهم سيجد نفسه لا محالة بين يدي العزيز الجبار في زمن قد يأتي في أية لحظه ،يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، فأين نحن في هذا الزمان من قلوب سليمه . والله من وراء القصد .