facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




مأزق الأحزاب والتناقضات القومية الإسلاموية


عمر كلاب
30-03-2014 02:21 AM

مَن يراجع الأثر والتأثير الحزبي في الحالة الاردنية سيجد ان مرحلة الاحكام العرفية كانت الفترة الذهبية للاحزاب والحزبية , وسيجد ان الاحزاب كانت موجودة ومتواجدة في كل الجمعيات والاندية والنقابات المهنية والعمالية , وكان الحزبيون يحظون بالاحترام والتقدير المجتمعي بل وتتسابق الفعاليات على تكريمهم ودعوتهم بعد الخروج من الاعتقال والتوقيف .

اذن الاستكانة الى ان الدولة والاجهزة الامنية سبب تأخر الحالة الحزبية استكانة سلبية بسبب عدم قراءتها الواقع الحزبي الاردني بشكل دقيق , وفيه قفز عن البيئة الداخلية للاحزاب وعيوب هذه البيئة بسبب القاء اللوم على الظروف الموضوعية من قوانين وقمع , لهذا اختلت الموازين وخرج التحليل عن مساره الدقيق لصالح الاستسهال وتوفير المشاجب لتعليق الاخطاء على الظرف الموضوعي دون اطلالة او مراجعة للظرف الداخلي .

تُغفل الاحزاب انها في دواخلها ادوات قمع للاقلية الحزبية ولم نعرف خلال فترة الاحزاب ان اقلية نجحت في عرض وجهة نظرها حتى داخل الاحزاب نفسها او عبر ادبياتها وعبر منشوراتها وصُحفها , لذلك انتشرت ظاهرة الانشقاقات وظاهرة التهم المعلبة والطازجة بين الحزبيين , فسرعان ما تسمع ان فلانا سامحه الله ارتكب افعالا مشينة ولكن سترنا عليه لأن الله امر بالستر , هذا عند الاحزاب الدينية , وسرعان ما تسمع ان رفيقا اصبح مارقا وعميلا او سقط في شرك الاعتراف لدى الاجهزة الامنية , هذا عند الاحزاب اليسارية والقومية او انه انحرف وبات تروتسكيا او يساريا اوروبيا كما تُهم الاحزاب الشيوعية الانيقة وفي المحصلة تكون التهمة انه سقط في حضن النظام .

لم تراجع الاحزاب مواقفها التي تتبدل من اقصى اليمين الى اقصى اليسار ولا تمنح الاعضاء فرصة التقاط الانفاس للتحضير للانقلاب في الموقف , لذلك بدا الحزبيون وكأنهم متناقضون امام المجتمع او انهم ادوات مسيّرة للامر الحزبي دون نقاش , فمثلا انقلبت الاحزاب الدينية في الموقف من سوريا مع الربيع العربي وكأن البعث كان حزبا دينيا وديمقراطيا قبل الربيع العربي , وكانت القيادة السورية لا تهدأ عن اقلاق راحة الكيان الصهيوني بحرب استنزاف طويلة بوصفه نظام ممانعة من الطراز الرفيع لأنه لم يوقع معاهدة سلام في حين انها تتغنى كل ساعة بالرئيس الملهم اردوغان الذي يحتفظ بعلاقات استراتيجية مع الكيان الصهيوني .

بدورها نشطت الاحزاب القومية واليسارية في دعم الربيع العربي في مصر وسوريا ومحاولة جذبه لدخول الاجواء الاردنية ولكنها وقفت بشراسة امام وصوله الى دمشق وبات الربيع خريفا ومؤامرة على الامة , علما بأن القراءة القومية واليسارية تضع الانظمة كلها في خانة واحدة , واصبح بوتين بطلا قوميا ومُطَالبا بضم قطاع غزة مثل القرم , كذلك الامر بالنسبة لقناة الجزيرة التي اصبحت من عنوان لدعم الثورات الى خلية تجسسية لصالح الامريكان واسرائيل وباقي وسائل الاعلام التي تحمل موقفا نقيضا لموقف تلك الاحزاب .

تناقضات الاحزاب وقمعيتها للمخالفين لا تختلف بأي حال عن قمعية الانظمة , بل اسوأ لان الانظمة لم تطرح نفسها بصورة ثورية بأية حال , فموقف التيارات الدينية من منع مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا موقف مُعيب ومتناقض مع طرحها للحرية والديمقراطية ومع ذلك تتبنى القرار التركي وتدافع عنه تماما مثلما كانت تدافع الاحزاب القومية واليسارية عن ترخيص جهاز الفاكس في سوريا الدولة المُستهدفة .

في الساحة المحلية نجد ان الاحزاب التي تبرر افعال الانظمة الصديقة لها معكوسة تماما , فهي تريد اسقاط وادي عربة ولكن تلتمس لتركيا العذر كما التمسته لنظام مرسي وكما ايدت لاجل ذلك نظام البعث , وتبرر اغلاق مواقع التواصل وترخيص الفاكس والويل للاردن ان مارس اي فعل من هذه الافعال .

على الاحزاب ان تراجع مواقفها وان تتبنى منظومة سياسية قِيميّة كي تستعيد حضورها لاننا بحاجة الى احزاب وبحاجة الى تيارات سياسية تمتلك رؤيا وبرنامجا للخروج من اللحظة السوداوية ولا نحتاج الى نائحات داخلية وابواق خارجية .
(الدستور)





  • 1 الدمغرافيا تغيرت 30-03-2014 | 05:10 AM

    الانتقال من الاردن الى الوطن البديل غير الكثير من المرتكزات والأنماط الفكرية التي أصبحت أقرب الى الفكر والعقلية المصرية

  • 2 محمد علي 30-03-2014 | 09:11 AM

    مقال قوي وفي الصميم

  • 3 منير جابر 30-03-2014 | 10:20 AM

    لا للازدواجيه

  • 4 ايمان 30-03-2014 | 02:23 PM

    لست بنفس الروعة يا عمر بل كل الروعة انت
    ايمان


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :