في كل مرة اتجول فيها في محافظة عجلون تعتريني مشاعر ذات حدين , فمن ناحيه اشعر بالاعجاب والفخر بهذه النعمة الالهيه من الغابات الكثيفه الخضراء التي تغطي سلسلة من الجبال الشامخة في هذة المنطقة من اردننا الحبيب, ومن ناحية اخرى ينتابني الغضب والاستياء لانعدام اية خدمات مثل الشوارع والفنادق والمطاعم وغيرها من التسهيلات السياحية ...

ان هذة الجبال الرائعة لاتقل روعة عن جبل لبنان وهضاب سويسرا لابل انها تتفوق عليها من ناحية نوعية الهواء ونسبة الاوكسجين والاوزون والرطوبة , بالاضافة الى كثافة الغابات ونوع الاشجار التي تؤهلها لان تكون من احسن المنتجعات الطبية والسياحية والتي يمكن ان تدر مليارات من العملة الصعبة وترفد اقتصادنا المتهالك في ظل انعدام النفط والغاز كما تدعي حكوماتنا...

ان الاستقرار والامان الذي تتميز به بلادنا في هذه الاوقات العصيبه التي تعصف بكثير من الدول العربيه التي طالما استقطبت السياح العرب وخاصة من السعودية وباقي دول الخليج , يشكل عاملا حاسما في ضرورة الاستفادة من المناخ السياحي التي تتمتع به الاردن في فصل الصيف الحار وخاصة في مناطق عجلون وجرش واربد...

ان الحكومة مدعوة وباسرع وقت لتوجية المستثمرين العرب والاجانب والاردنيين لانشاء الفنادق والمطاعم والمسابح والتلفريكات وعلى الحكومة شق وتعبيد الطرق وتأمين البنية التحتيه من كهرباء وماء واتصالات بالاضافة الى تشجيع مثل هذة الاستثمارات عن طريق التسهيلات وتخفيف البيروقراطية في الاجراءات والمعاملات التي طالما "طفشت " كثيرا من المستثمرين !!

اخيرا فان عجلون بغاباتها وجرش باثارها واربد بجمال سهولها وام قيس باطلالتها على بحيرة طبريا وحمة المخيبة بمياهها المعدنية الساخنة تنتظر بفارغ الصبر ان يلتفت اليها السادة المسؤلون في الحكومة كي تساهم في انقاذ اوضاعنا الاقتصادية المحزنة وكفانا هدرا لهذا النفط الاخضر الذي يحيط بنا من كل جانب ...