هل المشاريع غائبة امام المنحة الخليجية !!
مثقال عيسى مقطش
29-03-2014 02:14 AM
اوقفتني العبارات التي تضمنتها محاضرة الاستاذ المخضرم أيمن المجالي في نادي روتاري يوم الخميس الماضي ، والمنشورة على الصفحة الرئيسية في موقع عمون حيث قال : لقد راينا ان الوزارات لم تمتلك خطط مشاريع متكاملة لتمويلها من المنحة الخليجية ما وضعنا في مأزق فقدان المنحة المشروطة بالمشاريع والمدد الزمنية !
ماذا نسمي مثل هذا الوضع .. المال يأتينا مشروطا بمشاريع ولا نعرف كيف نستثمره !؟
انها صورة اقتصادية قاتمة امام عيون الناس ، ولكن التفاؤل يبقى قائما نحو تبديدها ! واحداثيات مرئية عصيبة ضمن مثلث اضلاعه هي : مديونية متصاعدة وموازنة بعجز .. وغياب لوضوح او ثبات في المسيرة والقرارات الاقتصادية .. وتصدع قاس في معدلات نسب البطالة !
مهام في مرمى واضح للعين المجردة ، والجميع يبحث عن اجابة شافية .. والسؤال يبقى قائما : هل سيتحقق الهدف .. وهل سيكون امام الجميع برنامج عمل استراتيجي باتجاه الهدف .. وهل سيكون الاعلام الاقتصادي جاهز لنقل المعلومة الاقتصادية باللغة التي يفهمها غالبية فئات المجتمع ان لم يكن الجميع ؟
لا يتمنى الشعب الاردني تحقيق المعجزات .. وانما يبحث عن لقمة عيش مغمسة بنوع من الاكتفاء الذاتي على مستوى الاسرة والفرد.. ويتطلع الى تطبيق عادل لمنظومة الفرصة المتساوية .. ويبحث عن طمأنينة على حاضر الابناء وسنوات العيش المستقبلية .. ويسعى الى راحة نفسية اساسها استقرار ذهني مرتبط بفهمه لما يدور حوله .. واساسها نمطية حياة مستقرة خالية من المفاجئات .. فهنا قرارات .. وهناك تعليمات .. وهنا تصريحات .. وهناك تشريعات .. وفي غالبيتها غير متناغمة ، وفي احيان كثيرة متناقضة ، او لا تعكس الواقع ، ومستندة الى مسميات وعبارات اقتصادية وايديولوجية بعيدة كل البعد عن ثقافة شعبنا .. وتزداد الامور تعقيدا بتناول وسائل اعلامية محلية كانت ام خارجية لمضامين الطروحات تحت عناوين مضخمة ، وضعت الانسان في حيرة .. وتردد وارتباك !
وهل يتمحور كل ما نراه ونسمعه ونقرأه حول بوتقة واحدة طالما تغنينا في البحث عنها وهي : مسيرة تنموية شاملة في مقدمتها نهضة اقتصادية تعالج حياة الناس .. وقوتهم .. ومتطلبات حياتهم .. والارتقاء بمستوى معيشتهم . وفي ظل هكذا معطيات .. لا تكون التغذية الراجعة عن مدى انعكاس الاجراءات على الناس وظروف حياتهم ، الا اذا كانت عبر رؤية واضحة وواقعية دون تعقيدات لغوية ، ومستندة الى ارقام بمثابة مرآة عاكسة لتفاعل الناس مع الحكومة ، وقناعتهم بأن منهجية العمل واضحة . وعندئذ ، يتقبل الناس تحمل قساوة التقشف في سبيل الوصول الى شاطيء الامان في المدى الاطول !
واقع اقتصادي وحياتي يحتاج الى اعادة نظر ، وتقييم مفصلي ، واجراء عملي ، ومتابعة دقيقة باتجاه هدف محدد ، بحيث تكون سطوره مقروءة ومفهومة ، للمتلقين لنتائج الهدف قبل القائمين على تنفيذه ، لان هؤلاء المتلقين هم التغذية الراجعة ، والمرآة العاكسة ، لنتائج هي الاساس في التقييم !
ويبقى السؤال قائما : هل فعليا المشاريع غائبة امام المنحة الخليجية .. واذا كانت الاجابة " نعم " فاننا نقول : انها رسالة لا بد ان يشرف عليها هؤلاء المخضرمين علما وخبرة وتجربة وانتمائية لواقعنا الاقتصادي والاجتماعي والديمغرافي ( السكاني) !