مشهد المقعد السوري في القمة العربية يقدم حقيقة الموقف العربي والعجز عن بناء موقف عربي يقدم خدمة للشعب السوري.وصورة الكرسي السوري تتكامل مع خطابات قادة الدول التي تذهب باتجاهات متناقضة والمحصلة غياب القدرة على ايجاد الحل.
العرب مازالوا عمليا يعترفون بالنظام السوري لكنهم ﻻيريدون رؤيته بينهم ارضاء لمواقف تعمل بكل قدراتها على تغيير النظام لكنها تعجزعن ازالته رغم كل مادفعت وتدفع من اموال وادخال مقاتلين من كل الجنسيات وبخاصة في بداية اﻻزمة.والمعارضة تطالب بالكرسي السوري لكن العرب ﻻيريدون التورط ومنح الكرسي لحالة معارضة ضعيفة تتفكك سياسيا مع كل مشكلة.وﻻن العرب على قناعة ان منح الكرسي للمعارضة قد يحفز خلافات مع دول عربية عديدة مررت عملية اخلاء الكرسي لكنها ﻻتقبل تقديمه للمعارضة.تماما مثلما كان قرار تسليم السفارات السورية للمعارضة في بعض دول العرب لكنه قرار لم ينفخ الروح في المعارضة وشكل ضيقا ومعاناة للسوريين في الخارج الذين يحتاحون الى انجاز معاملاتهم.
وحكاية الكرسي نرى معها خطابات عربية تطالب بمزيد من التسليح واحداث توازن ميداني.في الوقت الذي تعترف فيه بان الساحة السورية تقاتل فيها تنظيمات متطرفة مدعومة من الخارج.وهي الرواية التي يتحدث بها النظام السوري منذ بداية اﻻزمة وحتى اليوم ، وفي المحصلة فان الكرسي يبقى شاغرا بانتظار نتائج الميدان والحسم العسكري الذي ربما لن يتم بشكل كامل خلال المدى المنظور.
والمفارقة ان الكرسي السوري في الجامعة العربية يقابله كرسي سوري ما زالت الحكومة السورية تشغله في الامم المتحدة ، فالعالم بالمجمل ما زال يعترف بالنظام السوري ، ولهذا جلسوا معه في جنيف ويتعاملون معه في قضية الاسلحة الكيماوية والمساعدات الانسانية وغيرها من المجالات.
القدرة العربية على الحسم ضعيفة ، والجميع بانتظار القرار الدولي ، لهذا لا يمكن الايمان بوجود حل عربي لأي ملف ، فحتى الخلافات العربية الداخلية تحتاج احيانا الى تدخل خارجي والا بقيت كما هي.
صورة الكرسي تقييم عملي للحالة العربية ، ودرس مهم لكل الدول بأن لا تخوض معارك الاخرين ، فالمصلحة الوطنية من أي ازمة هي المحدد الرئيس ، واظننا في الاردن مدركين لحكاية الكرسي ، فكان انحيازنا لمصالحنا ولوحدة سوريا وحقن دماء شعبها.
(الرأي)