نحن أهل شعارات كاذبة وندعي اننا نتحلي بأخلاق نبينا وبتسامح ديننا الاسلامي وهو منا براء.
نعم هذه هي الحقيقة، فنحن اهل الكره والنميمة والحسد واكثر ما تشدنا هذه المفردات وتفعل فعلها فينا، نتحدث عن الصدق والامانة والاخلاق الحسنة وكأنها احلام وندعي اننا نعيش بها في الاحلام، وواقعنا هو عكس كل المفردات التي تقرب الانسان من الانسان، فالانسان هو من الفصائل القليلة التي لا ترحم بعضها البعض.
مجتمع الكراهية يتجلى في احسن صوره في ما يسمى بالدول العربية.. ونحن في الاردن نزيد عليهم لنطقبه عنفاً وواقعاً فعلياً وعمليا، فالمسؤول يكره الذي سبقه والذي سبقه يتآمر على الذي أتى بعده، ومن يأتي يكره الذي ذهب والذي ذهب يظهر نفسه افضل من الذي جاء، والاحزاب تكره بعضها البعض لصالح لمصالحها بعيدا عن مصلحة الوطن، وابناء الارياف يجب ان يتعزز الكره لديهم لابناء المدن، والقرى ضد المدينة والقرية ضد القرية الاخرى، وابناء العمومة يكرهون بعضهم والابناء يصطفون مع احد الابوين ضد الآخر.. والاخ ضد الاخ عندما يصبح لكل منهما ابناء، واعتقد ان الفرد هو بالنتيجة ضد نفسه عندما يؤيد مثل هذه الافعال ولا يكون له موقف جدي وفعلي منها.
من يناصر الكره هو انسان كريه ومن يناصر الوئام والمحبة والرفق والشعور بالانسانية والتراحم وايثار الغير اصبح عمله نادرة رغم ان الكل يدعي انه يملكها ولكن هيهات يبن من يملك الفعل ومن يملك القول.
تنعكس قضايا الكراهية على الناس في الاردن بصور شتى.. فالنائب في المجلس يلجأ للعنف ضد زميله ليس دفاعاً عن الوطن، ولكن ارضاء للكراهية التي ترعرعت في اوصاله واصبحت هي الهاجس العقلي له.
الجامعات اصبحت مرتعا لتعميم الكراهية بدل تعليم العلم والادب والخلق فمنارات العلم اصبحت منارات للاحقاد وتفريغ شحنات العداء المتأصل داخل من جاءوا اليها ليس طلباً للعلم والاخلاق وانما طلبا للكراهية والتجاوز على القانون وكذلك اصبحت المستشفيات والمراكز الصحية التي تقدم العلاج والرعاية الصحية.. فيا أسفي عندما اجد من جاء ليعالج نفسه وقد اصبح هو اداة عنف ضد من جاء له محتاجا للعلاج ويصبح الطبيب بعدها هو المحتاج اكثر للعلاج.
ولكن الادهى والأمر في العنف لدينا هو ما يسمى لدينا «الفيصلي والوحدات»، فنحن اصبحنا مجتمع مقسوم بين فريقين هما من يقرران من نحن وباي صف نحن وكأننا في معركة دوماً امام هذين الفريقين, ما حدث مؤخراً امر مخجل من لاعبين كان الاجدر بهم ان يكونوا قدوة للمتفرجين واقصد قدوة بتعديل الصورة الموجودة بدل تعزيزها من قبل الفريقين.. فالمعركة ليست ملعب كرة قدم ولو كان الملعب ساحة عراك لتغيرت الاساليب فيه.. فلنخرج من عنق زجاجة نتفق ان عدونا هو من يريدنا ان نكون كذلك.. ولا نجعل عدونا هو يقودنا للانقسام ليبقى سيداً لساحتنا وملاعبنا وجامعاتنا ومجالسنا.. فعندما نعزز مفاهيم الكراهية فاننا نساهم في دعم اعدائنا.
(الدستور)