القمة والكلام الأهدأ والأقل!
طارق مصاروة
27-03-2014 02:26 AM
ذكرنا الزميل عبدالرحمن الراشد، بآخر قمة عربية عُقدت قبل خمسة أعوام في الكويت. فقد كدنا ننسى القمة التي دعت لها الدوحة قبل القمة المقررة بخمسة أيام فقط، تحت عنوان دعم صمود غزة.. وحضرها مجموعة المندثرين أو الذين على وشك: القذافي، والأسد، والشيخ خليفة الداعي، وعسكري السودان وعسكري موريتانيا.. وكان على رأس المدعوين رئيس إيران احمدي نجاد!.
ورغم كل الحماقة التي صاحبت القمة، التي تحولت الى استعراض كلامي، فذلك لم يمنع المجموعة من حضور مؤتمر قمة الكويت!.
الآن، لم يدع أمير قطر إلى مؤتمر آخر، بعد أن أصبح الأسد حبيس قصر الشعب، وقتل القذافي، وصار البشير مطارداً بقرار محكمة.. فالأمير تميم يحضر كأي رئيس دولة، ودون المقاومة والممانعة، وترفع الدبلوماسية الكويتية المشهورة عنه عبء المصالحة في القمة العربية وتتركها لتكون ضمن العائلة الخليجية.
.. ما علينا! فالمواطن العربي لم يعد يستقبل القمة كما استقبلها في القمة الأولى، فالقمم العربية هي العرب حين قرروا تحويل روافد نهر الأردن. وحين صنعوا القيادة العربية الموحدة. وحين جمعوا في الخرطوم اللاءات الثلاث بعد كارثة حزيران، وحين طردوا مصر من الجامعة العربية، ونقلوا مركزها إلى تونس بعد كامب ديفيد، وحين أعادوها وأعادوا مركز الجامعة.. وحين أعطوا إذناً للدول الأجنبية بالفتك بعضو مؤسس في الجامعة، وحين وحين فالمواطن العربي لم يعد يريد من القمة غير الكلام الهادئ والقرار القابل للتطبيق.
وحين ذكرّنا الناس بعقد التنمية العربية الذي عرض على قمة عمان عام 1980، فإننا الآن أقرب ما نكون إلى نضوج العمل الاقتصادي العربي الوحدوي، فالفائض المالي كثير، والبلد العربي النامي هو البلد الذي يستوعب صناعات البلدان العربية الغنية. والسوق الواسعة من المحيط إلى الخليج يمكن أن تكون في الحجم الثالث أو الرابع بعد الصين، وأوروبا، والنافتا.
- ماذا عن أنابيب النفط من الساحل الشرقي للخليج إلى البحر المتوسط؟!؟.
- ماذا عن شبكة الكهرباء العربية؟
- ماذا عن شبكة القطارات العربية؟
أسئلة كثيرة، والاجوبة عليها حاضرة في مشروعات مدروسة، ومعروفة تكاليفها ومردوداتها على الاقتصاد الكلي!.
والقمة هي التي توحد لا التي تفرق. وهي التي تتجاوز شعارات الكذب،إلى رحاب الازدهار والخير والسلام!.
(الرأي)