أخذ منتدى تطوير السياسات الاقتصادية الذي تتبناه مجموعة طلال أبو غزالة على عاتقه مهمة في غاية الطموح ، فهو يريد صياغة رؤية للأردن كما نريد أن يكون في عام 2022 ، وخطة استراتيجية للعمل بموجبها من الآن وحتى تلك السنة. وليس معروفاً لماذا أختيرت سنة 2022 بالذات:
الرؤية تحدد الأهداف ، أي ما نتمنى أن تكون عليه حالة الأردن بعد ثماني سنوات مثل: طاقة متوفرة ورخيصة ، واقتصاد معرفي ، وموازنة عامة بدون عجز أو قروض ، ونظام تعليمي معرفي ، وإدارة حكومية ذكية ، وقانون ينطبق على الجميع ، ومجتمع منتج ومبدع ، ودولة مؤسسات ، وحكومة كفؤة وموثوقة ، والعمل والإنتاج بطاقة كاملة ، وانتشار التنمية في كل أرجاء الوطن على قدم المساواة ، ووطن ينعم بالامن والطمأنينة.
ونستطيع أن نضيف من عندنا تحقيق أعلى درجات التنافسية (وهي غير المنافسة) في الصناعة والخدمات ، وتحقيق توازن في مجال التجارة الخارجية ، وارتفاع في الدخل ومستوى المعيشة ، ومجتمع حر ديمقراطي وغير ذلك من الاهداف المرغوبة.
أما الخطة الاستراتيجية فهي تحديد ما يجب عمله من إجراءات لتحقيق هذه الرؤية وتحويلها إلى واقع. ولم يضع المنتدى بعد ملامح هذه الخطة وكلفتها ومصادر تمويلها.
بطبيعة الحالة فإن إعداد الرؤية أسهل من رسم الخطة ، ناهيك عن تنفيذها ، فالرؤية عملية فكرية وخيال علمي ، أما الخطة فعمل تنفيذي بحاجة للعنصر البشري الكفؤ والمال وحسن الإدارة والمتابعة وظروف داخلية وإقليمية مواتية.
نتيجة لتجارب مرة اهتزت ثقة الرأي العام الأردني بالرؤى والخطط والمبادرات ، فلا بد أن يرى أشياء تتحقق بشكل ملموس ، فالنجاح هو الطريق لتحقيق المزيد من النجاح.
ليس من الضروري أن تأتي الرؤية والخطة في وثيقتين مستقلتين ، وإذا كانت الرؤية تحدد الأهداف وقد عدد المنتدى منها 12 هدفاً يمكن زيادتها إلى 20 ، فإن كل هدف يجب أن يكون مشفوعأً بوسائل الوصول إليه مع أخذ الواقع والمحددات البشرية والاقتصادية بالاعتبار.
هذه المحاولة الطموحة تذكرنا بالأجندة الوطنية التي تم إعدادها قبل عدة سنوات وُقصد بها أن تكون عابرة للحكومات. وكان قد عمل على صياغتها عشرات العقول في جميع مناحي الحياة العامة ، واستهلكت الكثير من الجهد والوقت ، واشتملت على أهداف اقتصادية واجتماعية محددة بالأرقام والجداول الزمنية وخطة عمل وضعتها لجان فرعية قطاعية من المتخصصين.
الاجندة الوطنية تمثل جهدأً حقيقياً ، ولكنها تحولت إلى مجلدات تم وضعها على الرف والمأمول أن يتم البناء عليها الآن بدلاً من البدء من نقطة الصفر ، مع مراعاة مرور الزمن وتغير الاوضاع والمعطيات.
(الرأي)