اليوم هو يوم حواري بامتياز لي ولعائلتي وللاردنيين والعالم العربي ....ومؤكد ان البشرية استمرت في حوارها......

استهليت يومي ومنذ العاشرة صباحا مع عشرات الطلبة الامريكيين بدعوة من مكاتب الجامعة الامريكية في عبدون وكان الموضوع المحدد للحوار الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في الاردن.

استقبلتني الانسة النابهة ديما ابنة اللواء الطبيب متروك العون من فريق تنسيق البرنامج... وبادبها الجم حاولت ان تهيء الشباب والصبايا الضيوف الذين فرغوا لتوهم من حوار حول قضية اخرى لحلقتنا التاليه.

تقدمت مني احدى المشاركات لتاخذ بعض البيانات الذاتية التي تساعدها في تقديمي للمشاركين....لكنني استئذنتها بان اتولى المهمة بنفسي واقترحت ان انتقل من القاعة المعدة للحوار الى حيث يجلس الطلبة الذين بد ى عليهم الاستعداد للاشتباك معي للاستيضاح.. والتعليق.. والاضافة, فهم لن يكتفوا بما ساقول ولن يضفوا قدسية على مقولة من مقولاتي....فالطلاب في الغرب لا يدخلون لرؤسهم فكرة اذا لم يتمكنوا من فهمها والاقتناع ببنائها ومضامينها.

حييت الطلبة وتحدثت عن من انا قليلا ....ركزت في التقديم على جوانب من سيرتي الحياتية بما يخدم اللقاء ويظهر للزوار والمظيفين اني اعي ما اتحدث عنه.....تحدثت عن قريتي كنموذج للحياة الريفية سابقا ولاحقا.....اشرت الى عملي الشرطي ... ومعرفتي بالولايات المتحدة الامريكية...ولوس انجيلوس..وشرطة مدن الولايات المتحدة وتجربتي معهم وبحث درجة الماجستير في علم الجريمة الذي تناول موضوع "الخطابة والواقع في عمل الشرطة"...ثم عرضت لسيرتي في العمل العام والاكايمي والبحثي......واتفقنا ان اقدم اطارا للموضوع تتبعه المناقشة وبمدى لا يتجاوز ساعتين.
كان لا بد لي ان اقدم خطابا موضوعيا يحترم عقل الطلبة ويفسر مشاهداتهم.

اظن انني قلت معظم ما يمكن ان يفيد الباحث في واقعنا العربي....تحدثت عن الموارد والسكان... والهجرة.... والسياسة.... وفك الارتباط... والعلاقة الفلسطسنسة الاسرائيلية.... وجون كيري....والقمة العربية.. ووضع النساء ...والاصلاح السياسي ....والاعاقة... والبرلمان.....
كما جرى الحديث عن سوريا.... والمياه.... والانطباع عن عالمنا العربي والارهاب..والتعليم...ومحاولات الاصلاح.....وانتاجية الاردنيين....وتاثير الخليج على ثقافتنا وطريقة عيشنا.

دار بعد العجالة التي استمرت لنصف ساعة...حوار شارك فيه الطلبة وسالوا اسئلة في غاية الوضوح والاهمية......عن التدين,,,, والارهاب...وحقوق المراة...والالتزام بالاتفاقيات الدولية.....واشاروا الى سعادتهم بالتعرف على الثقافة العربية....وحميمية المجتمع الاردني بكل اطيافه. كان اللقاء وديا فقد توجهت لهم بسؤال عن ماذا سيقولون لزملائهم عن الشرق بعيدا عن المجاملات وعلى افتراض ان لا احد منا يسمعهم......الاجابة بعد التحديد كانت مختلفة قليلا لكنها هي الادق في الغالب.

على شواطي الخليج العربي وفي مدينة الدوحة القطرية كانت زوجتي نسرين تشارك في مؤتمر حوار الاديان بورقة مهمة اعدتها حول "مساهمات الاعلام في حوار الاديان للشباب" الى جانب وفد اردني مسلم ومسيحي فيه من الخبرة والتجربة ما يكفي لاثراء المنتديات البحثية في العالم العربي.

قرابة الواحدة ظهرا انهينا نسرين وانا مساهماتنا لحوارين مهمين بين الثقافات في عمان وبين الاديان في الدوحة وفي نفس الوقت تقريبا.....

على امتداد الدوحة شمالا ينعقد مؤتمر القمة العربي الخامس والعشرين وسط اجواء مشحونة واجندات مختلف عليها ... فللمرة الاولى ومنذ خمسة عقود يصل الانقسام بين الاشقاء الى حد القطيعة التي كانت ستزعج الشيخ زايد لو كان حيا.....الخلافات على القضايا المطروحة على الاجندة لا تقل اهمية عن الخلاف على الموقف من مصر السيسي ومصر الاخوان......والملف السوري والمجاملات لايران.

السؤال الذي ينتظره المراقبون ويعرف معظمهم اجابته يدور حول :هل سينجح حوار الكبار كما نجح حوار محمد المجالي وهاني البدري...بعد ان التحق البرنامج بشبكة قنوات المحور.....ام ان القمة ستهوي .في الشقوق الواقعة بين المحاور التي تتشكل في عالمنا الذي لا ترحب به المحاور الاخرى.