facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




بين ثلجتين ما الذي تغير


أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
24-03-2014 06:38 PM

تداعت الى نفسي بعض الخواطر خلال العاصفه الثلجيه و احببت كتابتها في حينها و لكن لتداخل المشهد بين المتذمر و المتملق فضلت تاخيرها. لقد شهدت كما الكثيرين عاصفتين ثلجتين الاولى بدايه التسعينات و الثانيه هي الاخيره. في كلتيهما اغلقت الطرق و حدث انقطاعات كهربائيه و لكن ما دعاني للكتابه اختلاف المشهد.

في الاولى كنت ارى الفرح في عيون الجميع اطفالا و شيبا و شباب و فيها كنت ارى الاحاديث التي تنم عن القناعه و الحمد و الرضا و كانت الجمله الدارجه (الحمدلله خير ما شاء الله خير), في الاولى رايت كيف خرج الجميع و خصوصا كبار العمر يفتحون بمعاولهم الطرق امام بيوتهم و بيوت الجيران و رايت كيف يكون العمل التطوعي الذاتي الجماعي (رحم الله كبارنا فكم تعلمنا منهم و كم ضاع علينا الكثير مما كان ممكن تعلمه).

في الاولى كان انقطاع بث التلفاز و انقطاع الكهرباء فرصه للسهرات الطويله التي جمعت الاقارب و الجيران و ما تخللها من حديث عن تاريخ القريه و عن سير الاوليين و كنت و جيلي الذي ادمن التلفاز كاني اسمعه تلك الحكايات لاول مره. و بعد ايام وصلت بعض اليات الجيش و الاشغال لتفتح الطرق و كان وصلوهم احتفاليا فكل اهل القريه يتسابقون لتكريمهم و دعوتهم.

اما في الثانيه فقد رايت و عايشت و شاركت انا نفسي حتى لا اظلم غيري كيف ضاع الحمد و انتشر التذمر و كيف جلسنا جميعا خلف الكمبيوتر و وسائل التواصل الاجتماعي نشكو اغلاق المداخل امام بيوتنا. رايت كيف هي الغربه في المكان و هنا لا اقصد الاسره الصغيره و لكن السهرات و اللمات الكبيره. اكتشفت اني كغيري لا املك معول (او كريك) للطوارئ و كم اصبحنا جميعا ضعفاء في مواجهت الطوارئ. اكتشفت كم تباعدت المسافات الاجتماعيه بين الجيران و كم ضعفت هممنا. بعض العمارات يسكنها على الاقل ثلاثون من فئة الشباب و الكل جالس خلف حاسوبه يتذمر ان الطريق الفرعيه للعماره لم تفتح.

ليس الهدف من المقال ايجاد اعذار للمقصرين من الجهات الرسميه و التي تثبت لنا دوما ان جيشنا و دفاعه المدني هم من يعتمد عليهم في الازمات. هؤلاء الذين يستكثر عليهم البعض مقعد لابنائهم في جامعه او علاوه بضعة دنانير و نتذكرهم في المديح فقط عندما يحدق بنا خطر من الخارج او الداخل.

لقد درست و تعلمت و حصلت على اعلى الشهادات و لكن حصل لي قناعه بعد كل هذه السنين ان هنالك جزء كبير من الحياه تتعلمه من المجتمع و المجالس و سهرات الكبار و الذين قد لا يكون اغلبهم دخل مدرسه. تلك المجالس التي كانت مدرسه بحد ذاتها, ففيها لقاء الاجيال و فيها نتعلم احترام الكبير و فيها تشحذ الهمم و فيها تكبر الرجوله و فيها نتعلم التواصل مع الاخر و قبول الاخر و فيها التعليم و التربيه و التهذيب و فيها نتعلم النخوه و فيها تعلو مكارم الاخلاق و فيها يلام الخارجين عن الادب و الاخلاق الحميده و فيها نتعلم الانتماء للارض و للوطن.

رحم الله اجدادنا و اطال الله عمر كبارنا فلقد عاشوا الصعوبات و ضنك العيش و لكنهم كانوا فرحين بكل خير مهما قل حامدين شاكرين دوما يستشعرون طعم الحياه على بساطتها و ينعمون ببركتها. بعضهم لم يشهد من الانحراف الا غمزات سميره توفيق او دلع صباح و قد يكون ظن انه انحرف او انه بذلك فعل الموبقات. فكيف لو خرج احدهم ليسمع عن عبدة الشيطان و وقاحة المثليين و صلف المطبعين مع المحتل الصهيوني.
في النهايه اقول ان اهم درس تعلمناه من العاصفه الثلجيه حاجتنا للعلاقات الاجتماعيه و بناء الجسور مع الاقارب و الجيران و عسى ان تعود تلك اللمات بما فيها من سعلات الهيشي و الاحاديث البسيطه و صفاء النفوس. ادام الله الاردن عزيزه مستقره في ظل قيادة هاشميه و محميه بسياج اجهزتها الامنيه و جيشها العربي وادعه في قلوب المخلصين من ابنائها من شتى اصولهم و منابتهم.



د. هيثم العقيلي المقابله

ناشط سياسي و اجتماعي/جرش





  • 1 د.غسان العمري 25-03-2014 | 07:34 AM

    أسعد الله صباحك د.هيثم العقيلي .لقداصبت حقائق في مقالك الجميل تشكر عليها

  • 2 نضال نعيرات الوحة 25-03-2014 | 05:57 PM

    ما شالله عليك دكتور وسلملي على الاخ صابر


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :