* نائب وزير الخارجية السعودي غادر الاجتماع الوزاري ولم يحضر مأدبة الغداء
* فهمي: لا مصالحة مع قطر قبل تغيير مواقفها السياسية جذرياً ولا مجال للمجاملات
* العربي: أرفع القبعة أمام الكويت لنجاحها في عقد أربع قمم دولية خلال أقل من سنة
* الغانم: المنطقة تمر بأوقات عصيبة وعلينا ألا نحمل الأمير أكثر من الممكن سياسياً
* الجارالله: المصالحة بين دول التعاون ستبقى داخل البيت الخليجي..
* الجار الله يؤكد حضور الملك عبدالله بن الحسين ..
* القمة لن يكون فيها بيان وإنما سيكون هناك اعلان من الدولة..
* قرارات ستصدر للدول الحاضنة للاجئين وهي الاردن والعراق ومصر ولبنان..
عمون - تحت عنوان "أجواء ملبدة تخيم على القمة" كتبت صحيفة السياسة الكويتية مادة اخبارية على صدر صفحتها الاولى الصادرة الاثنين عشية بدء القمة العربية التي تأتي في ظروف دقيقة تتصدرها الأزمة الخليجية.
وجاء في الصحيفة :
على مسافة يوم واحد من انطلاق أعمال الدورة الخامسة والعشرين لمؤتمر القمة العربية التي تستضيفها الكويت غدا, بدا أن “خرق الخلافات العربية يتسع على الراتق”,وأن”الكويت تواجه مهمة تبدو شبه مستحيلة ربما تفوق بمراحل قدرة أي طرف كان على اصلاحه وترميمه”, وأن”مطلب المصالحة بعيد المنال ويتجاوز حدود المستطاع”.
هذه النتيجة تأكدت أمس عبر أكثر من لقاء, بما في ذلك الاجتماع المغلق لوزراء الخارجية العرب, الذي سادته”أجواء مشحونة ومتوترة”,وإن بقيت تحت السقف الديبلوماسي المتعارف عليه;إذ أكدت مصادر عربية وخليجية رفيعة المستوى أن”الأجواء في المنطقة ليست ايجابية والمؤشرات غير مطمئنة إلى نجاح أي مبادرة صلح”.
وقالت المصادر لـ”السياسة”: إن “سياسة الكويت معروفة وهي تعمل دائما على التوافق ولا تعادي أحدا وهذا موقفها من كل التطورات الأخيرة”.
وأضافت:إن”الواقع يفرض على الكويت عمل شيء أو محاولة عمل شيء من أجل تهدئة النفوس فهذا قدر الكويت الأزلي”, مشيرة إلى أن”الكويت ستؤدي رسالتها وستختار الوقت المناسب حتى تضمن نجاح المبادرة لا يمكن أن تقدم على أمر وهي تعلم سلفا أنه سيفشل”.
في هذا السياق شهد اجتماع المجلس الوزاري العربي الذي عقد صباح أمس حالة من التجاذب بين وزيري خارجية مصر د.نبيل فهمي وقطر خالد العطية,إذ وقف فهمي ليوجه كلامه إلى نظيره القطري بلهجة معاتبة قائلا:”شكرا أهل قطر على ما تقومون به تجاه القاهرة!”, بينما التزم العطية الصمت ولم يرد بأي كلمة.
وفي كواليس اجتماع الوزراء, علمت “السياسة” أن حالة الشد والجذب سادت الاجتماع خلال مناقشة الملف السوري, في حين تحفظت سلطنة عمان على البند الخاص بانشاء محكمة عربية لحقوق الانسان وفقا للمقترح الذي قدمته مملكة البحرين;فتم على إثر ذلك الاتفاق على تأجيل مناقشة هذا الموضوع لمزيد من الدراسة.
وكان لافتا مغادرة الوفد السعودي الذي ترأسه نائب وزير الخارجية الأمير عبد العزيز بن عبدالله فور انتهاء الاجتماع ـ الذي غاب عنه وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ـ ومن دون حضور مأدبة الغداء المقامة للوزراء.
وبينما نسبت وسائل اعلام إلى ديبلوماسي قطري قوله: إن “وزير الخارجية خالد العطية انسحب من اجتماع وزراء الخارجية” ذكرت مصادر مطلعة أن الوزير غادره متوجها إلى الدوحة للانضمام إلى الوفد الذي سيصل الكويت برئاسة الأمير تميم بن حمد.
من جهته قال وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله :إن “الانطباعات حول الجلسات التي عقدت لوزراء الخارجية كانت “ممتازة”, وعما اذا كانت القمة ستشهد مصالحات عربية -عربية, قال: إن”الكويت حريصة على تنقية الأجواء في سماء وفضاء الدول العربية ونتمنى أن تتمكن من تقريب وجهات النظر ورأب الصدع, وأن تحقق شيئا في هذا الصدد”.
لكن الجار الله نفى أن “تتضمن قمة الكويت مصالحات خليجية- خليجية”, موضحا أن “هذا الأمر يتم داخل البيت الخليجي”.
وعن المصالحة القطرية- المصرية قال: إن “الكويت بذلت جهودا ومستعدة أن تواصل هذه الجهود خلال القمة وما بعدها, وفي جميع الأوقات”.
وإذ وصف مستوى التمثيل العربي بـ”الجيد” أكد حضور جلالة الملك عبدالله بن الحسين والرئيس التونسي المنصف المرزوقي والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والمصري عدلي منصور ورئيس وزراء المغرب عبد الاله بن كيران ورئيس المؤتمر العام الليبي,والرئيس السوداني عمر البشير ورئيس مجلس الأمة الجزائري عبد القادر بن صالح والرئيس الفلسطيني محمود عباس واللبناني ميشال سليمان.
ونفى الجار الله وجود ممثل عن إيران في الاجتماعات, وأوضح أن قائمة المشاركين ستضم: رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا والمبعوث الاممي الخاص لسورية الأخضر الابراهيمي,وممثلا عن الاتحاد الافريقي.
وفي ما يتعلق بمستوى التمثيل الخليجي قال الجارالله: إن”دولة الامارات سيمثلها حاكم الفجيرة ونحن نقدر ظروف كل دولة ولكن نحن راضون على مستوى التمثيل الخليجي, فالمملكة العربية السعودية سيمثلها ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز,وسلطنة عمان يمثلها ممثل السلطان, وقطر يمثلها الأمير تميم بن حمد,والبحرين سيمثلها ولي العهد,وبالتالي المستوى جيد.
وفي رده على سؤال حول بيان القمة قال الجارالله: إن “القمة لن يكون فيها بيان وإنما سيكون هناك اعلان من الدولة, مؤكدا أن اعلان الكويت جاهز وسيصدر في نهاية القمة وسيكون شاملا كل قضايا وهموم وشجون الوطن العربي ويعالجها لكنه لا يتضمن قرارات بل سيعبر عن توجهات الدولة المضيفة, وسيخرج باسم القادة”.
وحول طلب الأردن إصدار قرار لتقديم مساعدات لها للاجئين السوريين قال:”هناك قرارات ستصدر للدول الحاضنة للاجئين وهي الاردن والعراق ومصر ولبنان,ويبقى أن تبادر الدول الأخرى لدعم الوضع الانساني في سورية”.
وبخصوص طلب فلسطين زيادة دعم صندوق الأقصى بـ 50%, بين الجار الله أن الاجتماع خلص إلى الاتفاق على أنه لا داعي لهذه الزيادة في الوقت الحالي, وانما حث الدول على تسديد التزاماتها للصندوق, ومتى ما سددت الدول هذه الالتزامات, سيتحقق دعم أكثر”.
في الاطار نفسه أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد يقوم بدور مهم للغاية.وأضاف في مقابلة مع تلفزيون الكويت:”أقولها بصوت عال إن سمو الأمير يقوم بدور مهم للغاية سواء فيما يتعلق بالعلاقات البينية بين الدول العربية أو في العلاقات بين الدول العربية ومناطق أخرى وعلى رأسها افريقيا”.
وبشأن استضافة الكويت أربعة مؤتمرات في أقل من سنة قال العربي:”لابد أن أرفع القبعة أمام الكويت لإقدامها على هذه الخطوة خاصة أن معظم الدول تعقد قمة واحدة سنويا فقط فيما استضافت البلاد أربع قمم ما يدل بشكل حقيقي على اهتمامها بالشأن الدولي والعربي ورغبتها في فتح المجالات أمام الدول العربية لتتفاهم وتعمل معا في الطريق الصحيح”.
بدوره وصف وزير الخارجية المصري د.نبيل فهمي ما أسماه بـ”الجرح العربي”بأنه”عميق جدا”, مؤكدا أن الوطن العربي يمر بمرحلة خطيرة جدا من المحيط إلى الخليج بما فيه مصر.
ورغم تمنياته أن تشهد قمة الكويت بداية معالجة حقيقية لهذه الخلافات بعد أن باتت المصالحات الوقتية لا تنفع استبعد أن تخرج القمة بمصالحات.
وردا على سؤال “السياسة” بشأن ما إذا كان هناك سعي كويتي للمصالحة بين مصر و قطر أجاب:”إننا نثمن الروح التي تتحلى بها الكويت في العمل على توفيق الأوضاع العربية إلا أن المسألة فيها مشاكل كثيرة, وتتعدى المجاملات فلابد من أن تعاد الأمور إلى نصابها وأن يحدث تغيير جذري في المواقف السياسية وسنترك ذلك للمستقبل ولا نتوقع حدوثه الآن”.
ونفى فهمي أن يكون قد عقد أي لقاء مع نظيره القطري. وأضاف:”لقد التقينا فقط في مدخل القاعة عبورا”,وحول اعلان مصر جماعة “الاخوان” تنظيما ارهابيا ومدى تفاعل الدول العربية مع هذا الموقف أوضح أن كل الدول العربية تعرضت للارهاب الذي ليس له حدود وإذا ترك سيرتع في المنطقة لذا اتخذت مصر اجراءاتها لقناعتها بخطورة الموقف ونقلت وجهة نظرها إلى الدول العربية للالتزام باتفاقية مكافحة الارهاب وعلى الدول الأعضاء في الجامعة الالتزام بها حفاظا على أوطانها “.
إلى ذلك شدد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم على أهمية القمة التي تستضيفها الكويت في ظل الأجواء العربية “الملبدة” بغيوم الخلافات.
وقال الغانم في تصريح صحافي أمس :إن”القمة تنعقد في الكويت للمرة الأولى وسط أوقات عصيبة تمر بها المنطقة”,موضحا أن”سمو الأمير كعادته لن يدخر أي جهد من أجل العمل على اذابة جليد أي خلاف عربي عربي لكن علينا ألا نحمل سموه أكثر من الممكن سياسيا فالأمور المتعلقة بالخلافات السياسية العربية سياقية وترتبط بملفات متشابكة ومعقدة”.
وأعرب عن ثقته المطلقة بحكمة سمو الأمير الذي “يعرف دائما التوقيت المناسب والظرف المواتي والسياق الملائم لأي تحرك توافقي ويعرف بخبرته الطويلة كيف يوازن بين معطيات الواقع السياسي وبين سقف التمنيات”.