ربيحات يكتب: قمة منزوعة الدسم ..
23-03-2014 10:51 AM
وسط توقعات عربية خافتة واجواء يهيمن عليها اليأس، تنعقد في الكويت قمة عربية دون اي ضجيج مثل الذي عهدناه في القمم السابقة.. وباجندة يصعب ان نرى لها أثراً على الواقع.
بدأت اعمال القمة العربية الـ25 في الكويت تحت شعار "التضامن العربي من اجل المستقبل".. ولا ادري عن اي تضامن يتحدثون وعن اي مستقبل.
في القمة التي سيحضرها 13 رئيس دولة عربي ويغيب او يغيب عنها تسعة رؤساء سوف نستمع الى خطابات لا جديد فيها.. وسيكتظ برنامج القمة بالاجتماعات الثنائية والخطب التي لا تختلف مضامينها من خطيب إلى آخر.
سيؤكد الجميع على محورية القضية الفلسطينية.. والحرص على وحدة الاراضي السورية.. والدعم لمساعي البحرين في اعادة الامن للبلاد.. والثناء على الجامعة وامينها العربي.. وادانة اعمال الاسرائيليين في القدس.. والتأكيد ربما على حقوق الامارات العربية في جزر الخليج التي اعتدى عليها الفرس منذ عقود.. مع اشارة الى ضرورة توقف الاعلام وبعض وسائله عن التحريض والتدخل.. "وربما وقف تدخل الدين ليس كل الدين بل الدين الاخواني في السياسه"..
القمة ستعقد بمن حضر.. للمرة الاولى ستكون الكثير من الدول غير جاهزة للحضور او المشاركة الفاعلة... او غير مرغوب بمشاركتها..
قطر على خلاف مع جاراتها.. سوريا.. ومصر.. وليبيا.. وتونس .. وربما اليمن.. ليس لديها اهتمام اكثر من تجاوز ازماتها الحاليه..
لا اظن ان الفلسطينيين ينتظرون الكثير من القمة.. الاجواء العربية خالية من الود.. ومفخخة بالشك والريبة وفقدان الثقة.. اسلم الاستراتيجيات ان يتكلم القادة وان لا يقولوا شيئا.. الامين العام هو الاخر يبدو متوترا.. ويصعب ان يسهم في احداث تغيير على الاجواء العربية.. قد يحاول البعض اجراء بعض المصالحات بين الدول المتخاصمة على ارضية التدخل في الشؤون للدول الاخرى واختلاف الهوى.
السعودية تتهم قطر بالتدخل في شؤون الغير اوليس تدخل السعودية في البحرين وسوريا من صنف الافعال التي تقوم بها قطر وتدينها الشقيقة الكبرى التي ترقب اخواتها الخمس الشقيقات اضافة الى اليمن الاخت السادسة وغير الشقيقة.
في العراق داعش والحكومة الموجهة ايرانيا.. وفي سوريا الاقتتال على اشده والفرقاء تعددوا ليتجاوزوا النظامي والحر.. فقد اصبحت هناك عشرات الجيوش والميليشيات التي تحمل رؤى مختلفة لسوريا الغد...
في الاردن مشكلاتنا صعبة للغاية.. فهناك مديونية عالية تجاوزت الـ80% من الناتج القومي ... وشظف في العيش تسببت به اسعار الطاقة وقلة العمل ونفاد موارد الدولة وتنامي احباط الناس من الاجراءات المتخذة في معالجة المشكلات..
فيها مفاوضات وحديث عن سيناريوهات لحل او لا حل.. وفيها شكوى وتذمر من سلوك القائمين على الشأن العام.
حضور القمة العربية الخامسة والعشرين مثل حضور حفلات التأبين فلا احد يامل بعودة الفقيد وهناك التقاء على روح الفقيد واختلاف في درجات حبه.. ستنتهي القمة كما انتهت غيرها من دستي القمم التي عقدت لكنها ستكون هذا العام في اجواء يجزأ فيها المجزأ.. وتلاشى فيها الايمان بمستقبل النظام العربي الذي لا لاعبين فيه ولا حراس مرمى...
العشرات من الدبلوماسيين الذين اعتاشوا من ماكنة النظام العربي التي سارت ببطء لا يتحدى قدراتهم ولا يزعج الذين خشيوا ان يحدث النظام فرقا في الفضاء السياسي العالمي يحضرون مسودة القرارات التي تكتب بلغة لا تقول شيئا غير تضليل الشعوب بان شيئا ما قد يحصل ولن يحصل...
سيعود الصحفيون الذين تقاطروا على المدينةالتي حملت اسم خليج الامة.. وعرف اهلها بالعدل والسماحة وهم حائرون عن مادا سيكتبون ....لكنهم سيجدون على ذاكرة حواسيبهم مقالات كتبوها في الاعوام السابقة ستسعفهم بعد ادخال اسماء الدول التي جرى نقلها الى معسكر المشاغبين والمحرضي
العالم العربي صورة سريالية يمكن قراءتها كما يشاء القارىء..
..تصبحون على شاطئ