الثقة الثانية للحكومة تحذير للديمقراطية .. *د.نواف عبابنه
23-03-2014 01:53 AM
يوم الثلاثاء الماضي شهد الأردن والأردنيون عرساً ديمقراطياً في أروقة مجلس النواب الأردني نعتز ونفتخر به على ما شاهدناه من سجال وحوار ونقاش ومد وجزر في قضية الشهيد الأردني رائد زعيتر.
هذه القضية التي كان لها انعكاسات واهتزازات قوية في الدولة الأردنية تمثلت بين مؤيد ومعارض بخصوص القرارات التي اتخذها مجلس النواب الأردني التي تمثلت بإلغاء معاهدة وادي عربة وطرد السفير الإسرائيلي من عمان واستدعاء السفير الأردني في إسرائيل والتلويح بحجب الثقة عن الحكومة إذا لم تنفذ تلك القرارات وكادت هذه القضية أن تشكل أزمة داخلية في الوطن وترقب الأردنيون يوم الثلاثاء جلسة النواب المصيرية بحالة من القلق والتوتر إزاء ما سيحدث من تطورات فعقدت الجلسة وأدلى كثير من النواب برأيه بكل أمانة وجرأة وإخلاص ضمن قناعات كل نائب وبعدها تقدم دولة الرئيس النسور ببيانه الواضح والصريح اتجاه قضية النقاش إذ وضع النقاط على الحروف بأمانة وصدق والذي حرص فيه على الأردن ومصالحه العليا وبعدها بدأ سجال ونقاش موسع وصريح حول طرح الثقة بالحكومة أو عدمه وأخيراً تم الاتفاق على طرح الثقة بكل موضوعية وشفافية وانقسم النواب من خلالها إلى أربع فئات وهي:
الفئة الأولى وهي فئة النواب الذين لم يحضروا الجلسة وكانت فئة صادقة ومخلصه بأن ابتعدت عن المشهد والنأي بنفسها عن الحدث والبعد عن الموقف المتأزم والمحرج اتجاه محور القضية ولكن اعتبر هذا الموقف موقفاً ديمقراطياً . أما الفئة الثانية فهي فئة الذين امتنعوا عن التصويت ويمكن القول بأن هذه الفئة كانت في حيرة للتعبير عن موقفها فكانت في أزمة بين هذا وذاك ويمكن اعتبار موقفهم موقف ديمقراطي كذلك. أما الفئة الثالثة فهي فئة الحاجبين للثقة وهي كذلك فئة صريحة وصادقة ومخلصة ولديها قناعاتها الراسخة اتجاه الحكومة واتجاه ما حدث واتخذت موقفاً متصلباً وديمقراطياً يحق لها أن تتخذ الموقف الذي تشاء.
أما الفئة الرابعة فهي فئة المانحين للثقة وهي فئة لها مكانتها وقدرتها العميقة على التحليل والنظرة الثاقبة اتجاه الأردن ومستقبله ومصالحه. إذ تولد لديها قناعات جديدة في الساعات الأخيرة اتجاه ما حدث وهذه غاية الديمقراطية. وإجمالا يمكن القول بأن هذه الفئات النيابية اتفقت جميعها على عامل مشترك وهو الحرص على الأردن ومصالحه ومستقبله رغم الاختلاف والتباين في المواقف والآراء.
أما حكومة النسور فقد نالت الثقة بصدق وأمانة واقتدار وللمرة الثانية وبذلك سجلت حكومة النسور سابقة تاريخية في الحياة البرلمانية الأردنية لم يسبق لها مثيل.
أما المجتمع الأردني بجميع مكوناته كان يترقب الحدث لحظة بلحظة وبنظرات تقييميه وعميقة ونابعة من وعي وحسن وطني وحرص شديد على الوطن ومقدراته فكان يراقب ويقيم أداء النواب وكذلك يتفحص ويتحسس أداء الحكومة ومواقفها اذ تم وضع الفريقين في موازين حساسة فهذه غاية الوعي والاحساس بالمسؤولية وفي أقصى درجاتها.
وفي نهاية المشهد كان النصر للأردن والأردنيين جميعاً بلا استثناء في إدارة الأزمة بكل ثقة وعقلانية واقتدار فحصلت الحكومة ثقة الوطن والمواطن وأدى النواب واجبهم بكل أمانة واقتدار واتضح بأن هذه الحكومة صادقة في قولها وفعلها وحرصها المستمر في الدفاع عن الوطن ومستقبل الوطن ومقدرات الوطن متسلحة بسلاح الصبر والعقلانية والبرهان والمنطق وأن هذه الحكومة بدأت فعلاً تدخل في ركب الحكومات الأردنية السابقة المخلصة التي بتذكرها الأردنيون جميعاً كحكومات هزاع ووصفي وشرف فهنيئاً للأردن وللأردنيين ولقائدهم بأعراسهم الديمقراطية والتي تتجذر يوما بعد يوم في سبيل مصلحة الأردن وتقدمه وازدهاره فحمى الله الأردن وشعب الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم ليبقى هذا الوطن ذخراً للأمة العربية.