"العين صابتني والله عز وجل نجاني"
جهاد المنسي
23-03-2014 01:26 AM
يحق لرئيس حكومتنا أن "يعلّق" على سيارته الحكومية "الهايبرد" كفا أزرق وفي وسطه عين لتجنب الحسد، بعد الحادث الذي تعرض له موكبه الجمعة الماضي على طريق السلط، والحمد لله، لأن دولة أبو زهير لم يصب بأي أذى، ولم يصب غيره جراء الحادث.
جاء الحادث بعد أيام معدودة على نجاة حكومة دولته من طرح الثقة بها، وحصول دولته على ثقة تعادل ما حصل عليه قبل نحو 11 شهرا من الآن، وجاءت الثقة الجديدة، ردا على كل المشككين الذين كانوا يعتقدون أن شعبية دولته نيابيا متدنية، وان متوالية رفع الأسعار التي أقدمت عليها الحكومة خلال الأحد عشر شهرا الماضية، أثرت على شعبية حكومته، فيما كان فريق آخر يعتقد أن اشتداد حالة الفقر والبطالة، وارتفاع عجز الموازنة قد تؤثر على شعبية دولته.
الرئيس يعرف يقينا أن طريقته ستقنع بعض النواب، وأن البعض الآخر سيكون هناك من يتكفل بإقناعهم نيابة عنه وبالتالي لا داعي للإرهاق كثيرا في هذا الموضوع، وهو يعرف يقينا أن العمل في هذا الموضوع عمل جماعي وليس فرديا.
ما ظهر أن شعبية دولته في أحسن حالاتها، وان دولته الذي حصل على ثقة 82 نائبا عندما كان عدد حضور النواب تحت القبة 149 نائبا، حصل على ثقة 81 نائبا عندما كان الحضور 130 نائبا.
رغم عدم إيماني بموضوع الحسد، إلا إنني اشعر أن رئيس حكوماتنا أصيب بالعين، فهو حصل على ثقة نيابية جديدة وأمّن استمرار حكومته لسنة على أقل تقدير، وقد يكون فعل أكثر من ذلك، وأمّن استمرارها طوال مدة وجود مجلس النواب الحالي، ولذلك وبعد أن سمعت الجمعة بنبأ تعرض موكب الرئيس لحادث عارض، شعرت فورا أن العين والحسد ربما كان لهما دور فيما حصل، وخاصة بعد الراحة المجانية التي منحت لحكومته من قبل مجلس النواب، الذي يبدو أنه يؤمن بالتأني والصبر، ومنح الفرص، وهذا ما فعله مع الحكومة، وما يقوم به أثناء مناقشة القانون المؤقت للزراعة، فالمجلس أمضي 6 جلسات لمناقشة القانون دون اكتراث بأن هناك قوانين أخرى بحاجة لإقرار رغم أن القانون هو قانون مؤقت ومعمول به منذ 12 عاما، فالتريث ديدن المجلس، والصبر ومنح الفرص تباعا من أبرز خصائله.
ولذلك من حقي أن أبارك للشعب وأقول... هنيئا لنا بحكومتنا "الرشيدة"، هنيئا لنا بمجلس نوابنا "الحكيم المتأني"، هنيئا لنا بكل من قال كلمة حق فيما جرى، وأبعد الله عن دولة رئيس حكومتنا شر الحسد، والعين، وأدام لنا حكومتنا حتى تنهي كل ما كلفت به من "تصحيح" لمسارنا الاقتصادي ورفع كل ما كلفت برفعه من قبل صندوق "النكد"، عفوا النقد الدولي، ودمتم.
(الغد)