مناهجنا الدراسية لا تشتمل على اقتصادنا التطبيقي !
مثقال عيسى مقطش
22-03-2014 02:23 AM
ثمة فوضى اقتصادية لازمت الاسواق الاردنية والمجتمعات المحلية وواكبتها مصطلحات اقتصادية افقدت المواطن رؤيته تجاه ما يجري حوله ! وثمة تعليمات وقرارات متواصلة ، وترتيبات تطفو على السطح هدفها المعلن تحسين حياة المواطن مثل ربط المدخولات بمعدلات التضخم ، وخطة حكومية لضبط متوالية ارتفاعات الاسعار ، وغيرها الكثير ، وسرعان ما تلاشت هذه الترتيبات دون ان يكون لها اثر ايجابي على حياة المواطنين !
وان المواطن سواء كان في العاصمة او القرى الاردنية ، فان همه الوحيد هو تحسين رفاهيته ، وتوفير الخدمات الاولية اللازمة لعائلته بأقل التكاليف وايسر الطرق ، وان يكون دخله متوازن مع متطلبات حياته . وخلافا لما يصبوا اليه ، فان الكثير من المصطلحات الاقتصادية التي تمر عليه يوميا هي بمثابة تشويش لفكره ، ومصدر تعب لجسده وحيويته ، ومحور جدال وعصبية مزاج تتكرر على الاقل مرة كل يوم ، مما تؤثر سلبيا على عطائه وانتمائه !
وباستثناء الاشخاص الحاصلين على درجات علمية متخصصة ، فان فئات مختلفة في المجتمع لا تعرف ما هو المقصود بمعدل النمو الاقتصادي ، وما هو الناتج القومي الاجمالي ، وما هو معدل التضخم بارقامه المتضاربة ، وكيف يتم الربط بين المدخولات ومعدل التضخم ، وما معنى ان يكون التضخم سالب او موجب ، وما الفارق بين التضخم والركود والكساد !
واذا تناولنا القطاعات الاقتصادية .. فمثلا الزراعة .. فان الغالبية ان لم يكن الجميع ، لم يفهم ماذا يلوح بالافق ، وهل الاردن بلد زراعي ام لم يعد ، وماذا حقق هذا القطاع منذ 2009 عام الزراعة ؟ وفيما يتعلق بالسياحة .. فتؤكد معلومات ان نسبة مساهمة السياحة في الدخل القومي الاجمالي هي 13% ! فهل نفترض ان الناس على معرفة بكيفية استخراج هذه النسبة خاصة في ظل ما يطفو على السطح ان السياحة في تراجع ؟ والحال مشابه في القطاعات الاخرى !
وواقع الحال ان هناك فشل واضح في اقناع الناس ان الاجراءآت الاقتصادية تسير في الاتجاه الصحيح ، وان الغالبية العظمى من المواطنين يشكون همهم الحياتي في كل خطوة ، ويتذمرون من الفوضى الاقتصادية والتخطيطية ، وان المعلومة الاقتصادية نقلت اليهم بطريقة غير واضحة ومشوشة ، كما ان الثبات في التطبيق غير وارد ، مما افقد الاجراء الاقتصادي ادنى درجات الفهم من قبل القاعدة العريضة في المجتمع !
وفي ظل دوامة المصطلحات الاقتصادية التي تطفو على السطح ، والممارسات البعيدة عن الثبات والوضوح ، واعترافا بضرورة نقل المعلومة باللغة التي يفهمها الشعب بكافة فئاته ، بدون تعقيدات لغوية ومصطلحات وعبارات رنانة ، فاننا نعيش مرحلة انتقالية فرضتها الفوضى الاقتصادية ، واوجدها قلق حول حاضرنا ومستقبلنا الاقتصادي والمالي ، مما تطلب السير على نهج الدول التي اعترفت بأهمية التوعية الاقتصادية ، وادخلت الاقتصاد التطبيقي الذي يحكي واقع الدولة وتطلعاتها ضمن المناهج الدراسية في المراحل الثانوية والجامعية بمختلف التخصصات العلمية ! فهل نبدأ ؟