و لليل بقية .. *ناهض الوشاح
22-03-2014 02:20 AM
على وجع تسكننا الأحلام .. و على ما تبقى من دمعات على وجه الارض تبكينا السنوات منزلقة بنا الى شوارع تخلو من عابر يحدّق بعيون زاغت و بقلب ما عاد يملئه الحنين إلى أجساد تتدلى على عتبات شيخوخة اتكأت على أروحنا من قبل أن تحملها جباهنا.
كم مشهد سطّره شخصين على حافة ورقة .. ثم ما عادت الورقة تحمل ملامح زمن عبر بنا قبل عبوره بتاريخ بشرية جمعاء أعدّت سُبل بقائها على حساب نهنهة دمعات و شهقات عيون ما أغمضت إلا لتغطي المكشوف من قلب حمله الى أبعد زمان وُجد في ناموس الكون.
أتأتئ سيجارة أتلفتها شفاه تتلمظ لثدي سرقه الحنين إلى شرفة نهار تشرينيّ حمل المطر و لم يحمل ارواحنا اليه .. حينئذٍ ماذا تقول لمن يموت و على شفتيه ابتسامة حزينة مليئة بالترجّي و الدهشة من رؤية ما ستؤول إليه ذاته ؟؟
أذرف روحي على مصاطب كلمات ناصعة بالالم .. و أبحث عن حلاّج هذا الزمن في كل مدينة عرفتني .. في كل شارع هام فيه .. لا أجد سوى أرواح تنزلق من الشباب الى الشيخوخة في نفس المكان .
***
صخبٌ في دواخلي، أبقي جبهتي ملتصقة بالارض لألفَيْ سنة قادمة، أحدق بالأسفل و أُطيل التأمل في المسافة القائمة بين اليقين و الوهم .. يقين نار لا تبرد إلا في القلب الميت أو في جبهة مرفوعة .
آهٍ من هاوية ليل لاقرار لها .. مشرفون عليها .. خواء مرعب و هواء فاسد يجتاح نسيج وجودنا و يذيب لحظة عودة الحياة لأحلامنا الواهية .. حيث نعود لا نذكر أننا كنا في سبات أو في عالم كنّاه.
هو يوم القيامة مليئ بالمظالم و كل ما ترومون معرفته ستعرفونه .. هول عظيم يقترب، أنهار حمراء تصعد باتجاهنا .. قولوا عن أنفسكم ما تشتهون ملوك، جنود، عشّاق، كتّاب، آباء، أمهات، أطفال، حسبكم أنكم تتناسلون من سراويل الازمنة الملوثة.
مسرورون أنتم بشرق حفر على متنه المنجّمون و الدجّالون علوم الخوف و الهزيمة و سطوة الكلمات و الشهوات و النزوات و الشهقات.
ماذا يتبقى لنا ... بربكم ماذا يتبقى لنا من مرثية الخوف و الإنزواء في الأزقة و المخيمات .. هل تشعرون بالراحة الآن؟؟ و الذي رفع السماء بلا عمد نراها .. أنني خائف متوجس و لا أطمئن لشر الليالي.
****
واأسفي ..
ماذا يحدث في العالم .. جواسيس و منشقون هنا و هناك يصعدون جماجمنا درجة درجة.. خونة و لصوص يتربصون بنا و لا يتوقفون عن اقتراف المعاصي .. يراقبوننا و هم لا يعلمون انهم مراقبون ..
أيها الليل هل اطلتُ المكوث في أحضانك .. يكاد الصبح يغيب عن عيوني .. هلا أعرتني قبعة بحجم الارض أخفي كل رأسي .. !