في ذكرى الكرامة .. ام المعارك
د. محمد المناصير
21-03-2014 06:45 PM
الجيش العربي الاردني صانع النصر المؤزر
مر 46 عاما على معركة الكرامة التي دخلت التاريخ من اوسع ابوابه ، لانها اول هزيمة لقوات العدو ( الجيش الذي لا يقهر ) على يد جيش عربي ، واول نصر لجيش عربي بعد حربي 1948 و 1967 . وقد اثبتت هذه العملية العسكرية الاسرائيلية انه لا يمكن تحقيق حل عسكري للقضية كما يقول الاسرائيلي اوري افنيري . نعم فقد حاولت اسرائيل احتلال مرتفعات الاردن الغربية لفرض شروط الاستسلام على الامة العربية بالقوة العسكرية ، وقد تبين ذلك من المناشير التي القاها العدو بالطائرات على الاغوار والسلط .
اما بالنسبة لاهمية المعركة للاردن : فقد قال غريشكو وزير الدفاع السوفييتي : " لقد اثبت الجيش الاردني في معركة الكرامة ان النصر العسكري العربي على اسرائيل ليس مستحيلا وانما هو مؤكد اكدته هذه المعركة " . وقد اكد ذلك القائد الميداني الاسرائيلي في معركة الكرامة ( اهارون بليد ) الذي قال : " لقد شاهدت قصفا شديدا عدة مرات في حياتي لكنني لم ار شيئا كهذا من قبل لقد اصيبت معظم دباباتي في العملية ما عدا اثنتين" . اما حاييم بارليف رئيس الاركان الاسرائيلي فقد قال : " ان اسرائيل فقدت في هجومها الاخير على الاردن آليات عسكرية تعادل ثلاثة اضعاف ما فقدته في حرب حزيران عام 1967 " .
ويقول العسكريون الاردنيون ان اسرائيل حاولت من خلال معركة الكرامة استثمار الفوز في حرب حزيران ، للاقتراب من العاصمة عمان وتهديد العواصم العربية الاخرى ، واسكات المدفعية الاردنية التي كانت تدك حصون العدو في الاغوار والضفة الغربية مطلقة قذئفها من فوهات مدافعها في مرتفعات البلقاء .
بدأت المعركة الساعة الخامسة صباحا بهجوم على جسور نهر الاردن الثلاثة في وقت واحد الامير محمد والملك الحسين والامير عبد الله ، تصدت لها قوات الحجاب الاردنية وامطرتها المدفعية الاردنية بوابل من النيران ، وقامت مدفعيتنا بتدمير الجسور الثلاثة لمنع قوات العدو من الاجتياز ، فحاولت قوات العدو بناء جسور متحركة بديلة على النهر ، الا ان ضباط الملاحظة الامامية الاردنيون كانوا لهم بالمرصاد ؛ فكلما بنوا جسرا تقصفه المدفعية الاردنية وتدمره ، فيما عدا بعض المواقع التي لم يتمكن ضباط الملاحظة من مشاهدتها ، حتى ان احد ضباط ملاحظاتنا عندما حاصر العدو موقعه امر المدفعية بقصف موقعه فاستشهد حتى لا يقع في الاسر.
على جسر الامير محمد ( محور العارضة ) فقد العدو العديد من دباباته والياته وافراده ، وقد اجبر العدو على التوقف عن التقدم ، ولم يتمكن من بناء جسور جديدة بسبب القصف المدفعي الاردني ، وقد لاقى العدو مقاومة عنيفة وخسر خسائر فادحة على هذا المقترب او الواجهة حتى ان قائد احدى الفئات من الدبابات الاردنية وبثلاث دبابات اردنية تمكن من تدمير معظم الدبابات المهاجمة وهو الملازم شهاب ابو وندي الذي فقد من دباباته في المعركة اثنتين وبقيت واحدة وقد تمكن من تدمير اكبر عدد من دبابات العدو .وقد ادت الخسائر في صفوف العدو على جسر الامير محمد ومثلث المصري الى ارباك العدو فصدرت الاوامر لقوات العدو بالانسحاب وقد تعرض اثناء الانسحاب للمزيد من الخسائر .
اما على واجهة او مقترب وادي شعيب فقد تركز هجوم العدو العسكري عليه اذ تقدمت قوات العدو باتجاه الشونة الجنوبية والكرامة، حيث اندفع العدو على هذه الواجهة بلوائين، ولم تتمكن قوات العدو الكبيرة من الوصول الى مشارف الكرامة الا بعد ان تكبدت خسائر فادحة، فوصلت اطراف الكرامة الجنوبية والغربية متاخرة عن الوقت المحدد لوصولها بسبب كثافة النيران الاردنية والخسائر الكبيرة لقوات العدو ، وفشلت قوات المجموعة الاولى المحمولة جوا التي تم انزالها شرق الكرامة فانزل العدو مجموعة اخرى ، وقد دارت معارك طاحنة بين قواتنا وفصائل الفدائئن مع قوات العدو المحمولة جوا حتى ان السلاح الابيض استخدم اثناء الالتحام مما مكن قوات العدو الالية من الدخول الى الكرامة وتدمير بعض منازلها وتقول الرواية الاسرائيلية ان رجال الاستطلاع الاسرائيليين فوجئوا بان الفدائيين فروا من البلدة بكافة الوسائل المتوفرة لديهم من سيارات ودراجات وركضا على الاقدام الى الجبال ، واضافت رواية العدو لقد دخل المظليون في قتال مع الفدائيين قرب منطقة الهبوط ، وفي غربي الكرامة تقول الرواية الاسرائيلية قتلنا 40 فدائيا ، وسيطرت قواتنا على البلدة عند الظهر، وقد دخلت دباباتنا في اشتباك مع الدبابات الاردنية داخل بلدة الكرامة ، وقد فاجأت الدبابات والمدفعية الاردنية قوات الدروع الاسرائيلية واشعلنت النيران فيها ، كما غرزت دبابات اخرى في الوحل عندما حاولت النجاة من النيران الاردنية ، فانطلقت الطائرات الاسرائيلية الى الميدان فقابلتها طائرات هنتر اردنية، وقد حاول قوات المظليين على ظهور الناقلات انقاذ طواقم الدبابات التي حوصرت بالنيران الاردنية، ويضيف الناطق الاسرائيلي انسحب المظليون من البلدة ومعهم في الناقلات عشرات الاسرى من الفدائيين ورزمات من الوثائق تاركين في البلدة حوالي 150 فدائيا قتيلا ، وقال بعض الاسرى من الفدائيين ان قادتهم كان اول من فر من المنطقة ، وقالوا ان عرفات ركب على دراجة وفر مسرعا الى عمان . وقال الاسرائيليون لقد تمكن اهارون بليد من اعادة تجميع قواته وسحبها تحت قصف المدفعية الاردنية ونيران القناصة ورماية الدبابات الاردنية ، ويقول روفائيل ايتان لم تستطع دباباتنا القديمة من نوع (شيرمن) الصمود في وجه الدبابات الاردنية الحديثة من نوع (باتون) التي كانت تصيبنا من مسافات بعيدة . وقد قامت القوات الاردنية بهجوم معاكس على قوات العدو داخل بلدة الكرامة واخراجه منها ومن اطراف بلدة الشونة بعد تكبيده خسائر فادحة حيث كانت كل دبابة اردنية تواجه فئة دبابات اسرائيلية حيث كانت قواتهم تزيد عددا عن ثلاث مرات على قواتنا .
اما على محور او واجهة ناعور سويمة جسر الامير عبد الله ( محور سويمة ) فلم يتمكن العدو من الدخول الاراضي الاردني ، ولم يتمكن العدو من عبور النهر اطلاقا ، بعد ان دمرت قواتنا معظم دباباته والياته ، وحاول العدو تعزيز قواته بهجوم جانبي على قواتنا بقوات من محور وادي شعيب الكرامة فحدثت معركة بين القوات المهاجمة وقواتنا عند مثلث الرامة خلف قوة الحجاب ، الا ان قواتنا تمكنت من محاصرة هذه القوة وتدمير معظم الياتها ، وهذا ما قاله اهارون بليد قائد المجموعة المقاتلة ، وقد انتهت المعركة على هذا المقترب باسحاب فوضوي لما تبقى من قوات العدو التي تكبدت ايضا خسائر كبيرة اثناء مطاردة قواتنا لفلول قواته .
اما مقترب غور الصافي جنوبي البحر الميت فقد اندفع العدو برتل من دباباته ومشاته الالية الى المنطقة ، وقام بتوزيع المنشورات بالقائها من الجو والتي تدعو السكان للاستسلام . وقد اخذت المعارك على هذا القطاع طابع القتال المتحرك وقد تصدت قواتنا لقوات العدو واوقعت بها خسائر فادحة فعزز العدو قواته في غور الصافي بوحدة منقولة جوا ، ورغم ذلك تمكنت قواتنا المحدودة هناك من طرد قوات العدو المهاجمة ، وقد كانت القوات الاردنية في قاطع الصافي تتكون من كتيبة خالد بن الوليد 15 ناقص سرية مشاة وفئة مشاة وسيارتين مسلحتين ومتطوعون 457 متطوعا ، بينما كانت قوات العدو سريتان من المظليين محمولتان جوا وكتيبتا دبابات متوسطة اي 52 دبابة و 73 ناقلة و 108 سيارات شحن .وفق رواية اللواء الركن المتقاعد عبد الله زريقات والذي كان ايام الكرامة برتبة نقيب .
والجدير بالذكر انه قبيل معركة الكرامة قامت القوات الاردنية بتدريب رجال المشاة الاردنية على قنص دروع العدو بالروكيت والانيرجا ، وقد انتهت الدورة قبل ثلاثة ايام من بدء المعركة .
وفي لقاء للدكتور بكر خازر المجالي مؤلف الملف الوثائقي لمعركة الكرامة مع الفريق عامر خماش رئيس اركان الجيش خلال معركة الكرامة الذي اكد ان قواتنا كانت مستعدة للمعركة ومهيأة ، وقد كانت التعليمات لجنودنا ان لا تستخدم الاسلحة المضادة للدروع الا بعد اجتياز الارتال الاولى للقوات المهاجمة ، وان توجه ضرباتها الى مؤخرة ارتال العدو .
وقال الفريق خماش انه قبل المعركة بيوم ارسلت العميد غازي عربيات مدير الاستخبارات الى ابو عمار ( ياسرعرفات) وجماعته في الكرامة ليطلب منهم شيئين : الاول ؛ ان المعركة معركة جيوش نظامية والفدائيين غير مهيأين لمواجهة جيش نظامي ، ولذلك فالجيش الاردني سيتولى المعركة ، وطلب عربيات من الفدائيين اخلاء الكرامة من كل المتواجدين منظمات ومدنيين حتى لا يتعرضوا لخسائر جسيمة . وطلب من الفدائيين القيام بالحرب المعتادين عليها وهي حرب العصابات ، من خلال تهئية مجموعات عديدة كل مجموعة من 3-4 افراد بحيث يحمل كل فرد اربعة قنابل يدوية و4 مخازن رشاش كلاشتكوف ومطرة ماء وارزاق تكفيه لمدة يوم . وان تقوم هذه المجموعات بعبور نهر الاردن والتخفي غربه ، بحيث لا تطلق هذه المجموعات اية طلقة على القوات الاسرائيلية المتقدمة نحو الجيش الاردني ، وطلب منهم انه بعد عبور القوات الاسرائيلية النهر يكون واجب الفدائيين مهاجمة قوافل تموين العدو وامداداته من ذخيرة وعتاد وارزاق ووقود بمهاجمتها بضراوة ، ولكن الفدائيين الفلسطينيين لم يرسلوا اية مجموعة كما هو متفق عليه . واضاف الفريق خماش انه لو التزم الفدائيون بهذه الخطة لكانت خسائر العدو اكبر . والذي حدث ان الفدائيين تصدوا للعدو في الكرامة في الساعة الاولى واقعوا خسائر فادحة بقوات العدو خاصة المحمولة جوا . واضاف الفريق خماش انه في عصر يوم المعركة 21/3/1968 ارسلت غازي عربيات للفدائيين لنرى ما حل بهم ... فلم نجد اثرا لهم ووجدناهم صاعدين جبال السلط في منطقة (عين حزير) فجمعهم العميد غازي عربيات واحضرهم الى مركز القيادة في عمان .
وقد بين الفريق خماش ان رئيس اركان الجيش العراقي الفريق ابراهيم فيصل الانصاري اتصل به يوم الكرامة لابلاغه ان العراق يريد ان يرسل سربا من طائرات الهوكرهنترالعراقية للاردن لاسناد القوات الاردنية ، فاخبره الخماش اننا مسيطرون على الموقف شاركا العراق الذي لم يتوانى عن معارك الامة طالبا ابقاء السرب للمعركة الكبرى المقبلة مع العدو .
ومن طريف ماذكره الفريق خماش ان( موشي دايان ) احضر رؤساء البلديات الى اريحا يوم المعركة ومنهم نديم الزرو رئيس بلدية رام الله ودعاهم لتناول طعام العشاء في ( الشونة ) بعد انجاز القوات الاسرائيلية مهمتها بهزيمة الجيش الاردني . وقد قال الزرو لقد بقينا دون ماء ولا طعام ونحن نشهد المأساة التي حلت بالجيش الاسرائيلي .
اما كاسب صفوق الجازي قائد لواء الاميرة عالية اثناء الكرامة ، والذي كانت مسؤوليته من سيل الزرقاء شمالا حتى سد الكفرين جنوبا ، فقد قال ان احد قادة الفدائيين واسمه ابو صبري حضر اليه واشاد بقتال الجيش الاردني وضراوته حتى شبهها بحرب فيتنام ، وفي لقاءه مع الدكتور بكر المجالي قال كاسب باشا جاءني شباب متحمسون يلبسون المبرقع في ثلاث سيارات اجرة فوق تلة الحاووز ، فطلبت منهم الالتحاق بالمقاتلين في المعركة ، فقالوا ليس معنا سلاح ، فقال لهم اعطيكم السلاح الان ، فترددوا ثم ارتدوا بسياراتهم الى عمان عائدين . واشاد بكتيبة الدبابات الخامسة بقيادة خليف عواد التي التحقت بالمعركة متقدمة من عمان والتي كان لها دورا بتحقيق النصر . وذكر كاسب باشا من الرجال الاشداء الذين نفتخر بهم في الكرامة قائد كتيبة الملك علي الخامسة محمد سعيد العجلوني وقائد كتيبة الملك محمد الخامس 14 ارشيد فلاح وقائد كتيبة الملك عبد الله السابعة الملكية حامد عبد الرحمن جرادات . ويضيف كاسب باشا وفي اليوم التالي للمعركة اخذت المنطقة تعج بالفدائيين الذي لم نرهم في يوم المعركة . مؤكدا ان مجموعات من الفدائيين الشرفاء خاضوا المعركة مع قواتنا في الكرامة بينما مجموعة اخرى لبسوا اكياس الخيش على رؤوسهم لارشاد قوات العدو الى الفدائئين المقاتلين الشرفاء . وقد تمكنت قوات العدو من اخذ 70 مقاتلا من مركز تدريبي في الكرامة ونقلهم بالطائرات الى اسرائيل بينما فر المدربون والقيادات باتجاه السلط والعارضة فور بدء المعركة . وقد تمكنت قوات الهندسة الاردنية في اليوم التالي من جمع 50 جثة بين الكرامة ونهر الاردن من شهداء الجيش والفدائيين الـ 18 من المركز التدريبي ومن المدنيين من اهل المنطقة وكان العدو يربط جثث الشهداء بالحبال معا ويوزع الالغام بينها كي تنفجر اثناء اخلائها .
وقد استذكر العميد الركن هندسة حكم الروسان معركة الكرامة حيث قام بتشكيل سرية هندسة انتحارية من ثلاث فصائل كما ذكرنا في الحلقة السابقة . وقد كان قائد كتيبة الهندسة الثانية المقدم سعد صايل وكان من مرتبه الملازم محمد سعيد السقار الذي كان يعمل في المعركة مع الفرقة الاولى وكان مساعد سعد صايل مطيع سعادات وكان بسام قاقيش ركن اول عمليات وعبد الحافظ مرعي ركن اول ادارة وسالم الترك امر مدرسة الهندسة وكان حكم الروسان مدربا في المدرسة .
وقد ذكر العميد حكم الروسان ان بطارية عراقية مضادة للطائرات كانت تتمركز في المرتفع المطل على سد وادي شعيب وعلى صرح شهداء الكرامة شاركت في التصدي لطائرات العدو يوم الكرامة .
اما الرائد الركن مقدم اللواء في الكرامة ( عميد ركن متقاعد) عبد الحافظ السيايدة ( السيد) فقد استذكر يوم الكرامة في لقاء الدكتور بكر المجالي معه ، فقد وصف حركة انتقال الدبابات الخامسة من عمان الى الاغوار حيث تعرضت لجوم جوي في منطقة مرج الحمام ، وتمكنت من الوصول الى ساحة المعركة سالمة الساعة 11 ونصف ظهرا. وقد اكد السيايدة قتال فصائل من الفدائيين مع الجيش في الكرامة الا انهم لم يتمكنوا من الصمود طويلا امام التفوق العددي لقوات العدو وليس معهم اسلحة تقابل الدبابات ومدافع 105 ملم ولا المدفعية ، وقد طوق الفدائيون في الكرامة من قبل قوات العدو ، وقد قاتلوا العدو الى جانب قواتنا في الكرامة بالسلاح الابيض وتمكنت قوات العدو من قتل واسر بعضهم بعد تدمير بلدة الكرامة قبل الساعة الثامنة صباحا وبعد الساعة الثامنة لم يبق في الميدان الا الجنود الاردنيون .
اما قائد لواء القادسية قاسم العايطة فقد كتب بعد الكرامة قائلا لقد ابلى اللواء بلاء حسنا خاصة قانصي الدبابات المسلحين بقاذفات الصواريخ 5و3 بوصة روكت لانشر ، والفرق الانتحارية من سرية الهندسة التي يقودها احمد الجمل . وكان قائد احدى المجموعات النائب خلف محمد الذي ابدى من الشجاعة ما يفوق الوصف .
استشهد في معركة الكرامة من الجيش الاردني ( الاحياء عند ربهم يرزقون) 93 شهيدا من مختلف الرتب . من محافظة اربد 18 شهيد ، من محافظ مادبا 11 شهيد ، من محافة الخليل 9 شهداء ، من محافظة نابلس 8 شهداء ، محافظة عجلون 9 شهداء ، محافظة العاصمة 7 شهداء ، محافظة المفرق 7 شهداء ، محافظة جرش 6 شهداء ، محافظة معان 4 شهداء ، محافظة الكرك 3 شهداء ، محافظة القدس 3 شهداء ، محافظة البلقاء 3 شهداء ، محافظة الزرقاء شهيدان ، محافة الطفيلة شهيد واحد ، ومن سورية يحملان الجنسية الاردنية شهيدان .
اما المدن والقرى الاردنية التي قدمت الشهداء في الكرامة فهي : محافظة اربد ؛ دير يوسف ، الرمثا ، دوقرة ، اربد ، حريما ، البارحة ، النعيمة ،جديتا ، المغير ، الطيبة، دير السعنة، خرجا ، صمد ، زوبيا ، سحم الكفارات ، سما الروسان . محافظة مادبا : مادبا ، الجيزة( زيزياء) ، حسبان ، ماعين ، لب، ذراع الحشاش، جلول، الفالح . محافظة الخليل : نوبا ، سعير ، بئر السبع ، صوريف ، اذنا ، بني نعيم ، الظاهرية ، العروب . مجافظة نابلس: طوباس ، تياسير ، يعبد ، نابلس ، الحليمة ، سيريا ، مجدل بني فاضل ، كوبة ( بيسان) . محافظة عجلون : كفرنجة ، اوصرة، عين جنا، راسون ، كفرنجة ، غورابي عبيدة ، عنجرة . محافظة العاصمة : جبل التاج ، رجم الشامي ، الموقر ، العدسية ، سحاب ، المشيرفة . محافظة المفرق: الدفيانة ، كوم الرف ، دير ورق ، المكيفته ، ام القطين ، الحمراء ، ازميلة الدبس. محافظة جرش: ساكب ، سوف ، مرصع ، دير الليات . محافظة معان : معان ، وادي موسى ، الشوبك ، الطيبة . محافظة الكرك : سول ، صرفا ، عي . محافظة القدس : بيت ريما ، القدس ، القبو . محافظة البلقاء : شفا بدران ، دامية ، الرمان . محافظة الزرقاء : الزرقاء ، الهاشمية . محافظة الطفيلة : ضانا . من السوريين يحملون الجنسية الاردنية : سورية ، عزرا.
ويبدو حسب الاحصاء الرسمي ان عدد شهداء الكرامة من الجيش الاردني 93 شخصا فيما يذكر العميد محمد الرقاد مدير التوجيه المعنوي انهم 87 ، ولا يضم صرح الشهيد الا 79 اسما ، بينما يذكر الدكتور بكر المجالي ان عددهم حسب الاحصاء الرسمي 85 شهيدا .وقد ارجع الدكتور بكر المجالي سبب الاختلاف في عدم وجود مرجعية واحدة مختصة بالاسماء . ويبدو ان السبب ان بعض الاسماء حدث فيها تداخل بين شهداء عام 1968 عموما الكرامة وما قبلها وما بعدها اضافة لمن توفوا فيما بعد تاثرا بجراحهم ، فربما يصل الرقم الى 97 اسما بما فيهم من توفي من الجرحى فيما بعد . ولكن الرقم 93 هو الاقرب للصحة لوجود توثيق حسب المحافظات كما ورد عند الدكتور المجالي .
وقدم لنا الدكتور بكر المجالي في ملف الكرامة كشفا باسماء عدد من المظليين الاسرائيليين في صفحتي 704 و705 من كتابه . كما قدم كشفا باسماء شهداء الفدائيين كما تظهر اسماؤهم في مقبرة ام الحيران بعمان ، وظهر واضحا 18 شهيدا . بينما ذكر ابو اياد ان عدد الشهداء الفدائيين وصل عددهم الى 70 شهيدا دفنوا في قبر جماعي في الكرامة ، وان الذين شيعوا في عمان 30 او 32 شهيد . بينما تظهر قبور 18 شهيد في عمان وشهداء القبر الجماعي في الكرامة 55 شهيد . وقد اقامت المنظمة نصبا تذكاريا فرب القبر الجماعي في الكرامة .ودون الدكتور المجالي اسماء شهداء الكرامة في القبر الجماعي وعددهم 55 وبين ان احدهم له اسم ايضا في مقبرة ام الحيران ومجموع الاسماء المكررة اربعة بينما يذكر المؤرخ سليمان موسى ان شهداء الفدائيين 60 شهيدا .
وقد نقل الينا الدكتور بكر المجالي في كتابه وجهة نظر الفدائيين الفلسطينيين عن الكرامة ، والتي نقلتها ثلاثة مراجع هي : كتاب ابو اياد صلاح خلف ، صفحات مجهولة من حياته بقلم حسن خليل حسين بعنوان ابو اياد في الكرامة . ومجلة الثورة الفلسطينية عدد خاص عن الكرامة ، وكتاب فلسطيني بلا هوية لصلاح خاف (ابو اياد) وفيها كلها لا يوجد ذكر لشهيد اردني او قتال جندي اردني وانكار لدور المدفعية الاردنية وفيها من التناقضات ما لا يمكن احصاءه .
ويبقى ان نقول ان الجيش الاردني هو صانع نصر الكرامة وهو فخر الامة العربية جمعاء .