الة خطرة في الظلم الجدران المسدودة .. بقلم : عائشة الخواجا الرازم
19-03-2014 10:18 AM
ليس أجمل من إطلاق سراح الجدران المسدودة، وليس أنفع للإنسان الحي من نسمات الأوكسجين ! فالراحلون عن الأوكسجين فقط هم الذين يديرون ظهورهم لوجوده أو عدمه !! وهم الذين يلوحون على نعوش الوداع لأهل الدنيا الجبابرة بأزوف الخلاص !!! والتخلي عن التوجع خلف جدران السجون الخالية !! ربما هي لحيظات بيضاء تأتي من البعيد وما وراء الغيوم لهؤلاء المحبوسين خلف المداخن البشرية المصنوعة ، تأخذهم باتجاه الطبقات السرمدية بعيداً عن ظلم الإنسان وظلمته !!! ويكون الرحيل أشرف للمرء من التقوقع في سواد العقاب الظالم !! ذلك العقاب الذي يلم في أشواكه القاسية سطوراً من الأشقياء والأبرياء !! أقول الأبرياء من منطلق كل متهم بريء حتى تثبت إدانته !! فمن يضمن ويثبت الجرم لبني الإنسان غير علام الغيوب ؟؟؟ وتبقى الأحكام في الدنيا بلهاء باحثة عن الحقيقة حتى بعد التفاف حبل المشنقة حول الأعناق !!! فيقال راح ضحية القناعة القضائية في عتمة الحياة !!
وما هي عتمة الحياة سوى السجون المغلقة حتى لو اتسعت أرجاؤها ؟ ومن الذي شيدها سوى الإنسان القاسي القادر على تخليع زنود أخيه الإنسان وتكبيلها بالحديد بحجة الإصلاح والعقاب من أجل الثواب ؟ ولو نظرنا وتفقهنا بالآية الكريمة ( ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب ) لعثرنا عل مدلولات ومعاني لا ينقصها سوى البحث عن الرحمة والبناء والإحياء للبني آدم المخطيء والمجرم والمنفلت من عقال الأمن والسلامة لأخيه الإنسان !! ؟
حيث يقدر الإنسان على بناء الإنسان ويجعله سوياً بالمعروف والتحرير وليس بالحبس في العتمة !!!!! وليس بالعقاب والإغلاق دون النور والهواء !!! فأنا حتى الآن لم أعثر على حكمة في حبس البشر المتهمين والموقوفين والمشتكى عليهم دون دلائل إلا لمجرد تقديم شكوى ضدهم !!! وحتى الآن لم أجد مبرراً للقضاء في مرافق العالم القانونية والأحكام سوى العنجهية والعرف القمعي والسادي للبشرية المتسلطة !!!
فالتكبيل لبعض بني الإنسان والتقييد ، يورث البشرية صياغة في الألم والجريمة والتوتر ، وكل هذا منبعث من القوانين الوضعية التي لم تقرأ معنى ( التعامل مع بني البشر من أجل خير البشر ) ، وأن الحرمان من الحرية والشمس والضوء في فضاء الله الواسع ، هو حكم الشر واتباع لهاث الشيطان الوافد للنفوس الشريرة في القادة وجبروت الحكم الوضعي !!!
إنني أصف كل صاحب سور شرطي أو قضائي في عالمنا اللا قانوني والمسمى بالقانوني ، في أي دولة في عالم تحكمه الصراعات الخبيثة والمستفيضة بالأنانية وقلة الإدراك ، وانعدام التوازن وسرعة الحركة في التقديرات دون العطف ، أصفه بالجاني الأول ، والذي يحول الأرض والمخلوقات البشرية إلى دوامة من الانتقام والتربص والأحقاد !!! فلو توفرت الرأفة والمنطق التحليلي الأبوي في الحكام والقضاة في عالمنا الشديد البرودة والتخاذل أمام الجرائم التي ترتكب بعد الظلام ، لعثرنا على أناس تحكمهم الحساسية والخجل والأنسنة تجاه بعضهم البعض ، ويثيرون النور والأوكسجين من حولهم لغيرهم ، ولخفتت نسبة الفارين من الظلام إلى الظلم ، فالظلام ينجب الظلم ، والظلمة مرتعها بارد متعفن يصدر الكراهية والرائحة الكريهة ، والظلم مرتعه وخيم !!!
لأن كل ما خرج من النفوس المسدودة يتوجه نحو الجدران المسدودة، وكل ما قبع في الجدران المسدودة يلهث للخروج لتسديد الدين في عنقه وسد الفضاء على غيره من بني البشر !!!
ربما يكون في الكتاب الكريم أسرار أعظم وأعمق للفهم والتعرف على القصاص التربوي والبناء لبني البشر أرفع من السجون المبتكرة خاصة للموقوفين في ذمم الظن !!! فلربما يكونون أبرياء براءة الطهارة بماء زمزم !!!
إني أرى أن كبت وحجب الضوء عن أرواحهم الجريحة وتعذيب ذويهم وحرمان أهليهم من عطفهم وخدماتهم ووقوفهم الميداني مع أمهاتهم وآبائهم وصغارهم هو أعظم الجرائم الكارثية التي تحوم على مقدرات بلاد كاملة تمارس الظلم ولا تدفع الثمن ... بل تدفعه بلاد .. نعم !
إن الظن لا يقضي من الحق شيئأ !!!وأعتقد أن القضاة والمدعين العامين والضوابط العدلية في العالم العربي أصبحت شركات تفريخ للظلم والعدوان خاصة وتخصصاً حينما تحجز حرية إنسان لم تثبت جريمته !!! وتتعنجه بفوقية مقززة بأنها صاحبة ولاية الأمر بحبس الناس والأفراد واستحداث السجون ... ولو كانت تلك الهيئات تشغل عقولها ومداد قلوبها في القرآن والحق والحرية والشعور حتى ولو بدون القرآن أو اي كتاب سماوي لخجلت واقشعرت لهول ونتانة الدابة الكامنة في صدورها فمن يعوض المظلوم وأهله وسمعته وخبزه بعد نحر حياته بالظلم وحجز الحرية وتوطئته في عتمة القهر ؟؟
وتلك لعمري كارثة الظلم المحيق بجمع من العناصر أولها معاكسة الله في قوله العظيم الكريم : ! إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها.
فمن يعيد التفقه والقراءة لإعادة مجرى التقاضي والقضاء ضد العتمة والظلام، تلك العتمة التي تحتمل الظلم الوخيم !! .