الحكم العام على واقع المنطقة العربية يقول ان اسرائيل المستفيد اﻻول من واقع اﻻقليم وبلاد الشام وحتى دول افريقيا العربية.فالجميع يخوض معارك وصراعات اما كيان اﻻحتلال فيمارس المتابعة.ويرسم تزايد مساحات الضعف والنيران في دول العرب.
واذا انتقلنا خطوة الى الملف السوري فان اسرائيل حتى هذا اللحظة تمارس المتابعة.وربما استقرت مصلحتها في دعم خيار تاجيج النيران.وبخاصة ان مراكز التفكير في كيان اﻻحتلال على قناعة بان الحسم العسكري الكامل لن يتحقق قريبا لطرفي الصراع في سوريا.وان التفوق ﻻي طرف وتحديدا الجيش السوري لن يعني اﻻنتصار الكامل وتطهير اﻻرض من القوى المسلحة.وبالتالي ستبقى هناك مناطق خارج سيطرة النظام.وستبقى خارطة سوريا متغيرة كمناطق نفوذ بين الجيش والتنظيمات المسلحة.
التفكير الصهيوني يقول ان سوريا الضعيفة الغارقة في تاريخ من الدم احد مكونات خارطة سوريا القادمة.وهي ايضا سوريا الفاقدة للقدرة على الترميم بما ستتركه الحرب من عداء بين الطوائف.وايضا انقسامات تتركها حرب تداخلت فيها البنى اﻻجتماعية والطائفية والسياسية.
كيان اﻻحتلال يتقاطع في موقفه في تقييمه مع تقييمات دول عديدة.فهو يرى في رحيل نظام اﻻسد اضعافا كبيرا لمحور ايران وحزب الله.لكنه يرى في سقوط النظام تحويل سوريا الى ساحة للتنظيمات المتشددة.وهي تنظيمات لن تصنع دولة بل مناطق نفوذ لكل ميليشيا.وقد يكون جزءا منها تحالف بين اﻻخوان المسلمين وعائلات سنية في دمشق وحلب.
في تقييم كيان اﻻحتلال فانه ﻻيريد سوريا دولة قوية متماسكة موحدة وﻻتريدها دولة تحكمها الفوضى والميليشيات.فكلا الخيارين يثيران القلق.وﻻتريد دولة تمثل ساحة نفوذ للمحور اﻻيراني.لكنها ﻻتريدها دولة تحكمها قوى التشدد السني.ولهذا فهي تريدها دولة واحدة لكنها ضعيفة غير قابلة للترميم.دولة فيها مناطق رخوه.مناطق منهكة بمخلفات الحرب.مع ضرورة ان تكون مناطق حدودها امنة.
ادامة الصراع الطريق اﻻسهل لتحقيق هذه الغاية مرحليا.لكن بلا حسم.وفي دوائر الدراسات والتفكير الصهيونية هناك دراسة لكل الخيارات لكنها خيارات منتج الحرب القائمة.لكن دون محاولة للذهاب نحو حسم او حل.فقوة الدولة السورية وتماسكها هو الخيار المرفوض اسرائيليا لكن كل الخيارات اﻻخرى بما فيها الوضع القائم قد تثير تساؤﻻت او قلقا انيا لكن ليس الى حد العداء او الرفض بثمن.
هذا الموقف اﻻسرائيلي ينعكس بشكل ملموس على مواقف دول كبرى واهمها اﻻدارة اﻻمريكية.فالترقب يمارسه الجميع وهم على قناعة بان الحسم الكامل ليس متاحا لطرفي الصراع في المدى المنظور.انهم يترقبون والثمن تدفعه الدولة السورية والدم السوري والدول التي تتحمل اثار هذه الحرب.
(الرأي)