لا يمر أسبوع دون أن نفاجأ باعتداء على حراس أجسامنا ( الاطباء)،قبل أيام قليلة كان هناك اعتداء في مستشفى الامير حمزة وقبله اعتداء آخر على طبيب في مادبا وآخريات في الزرقاء والسلط واربد والعقبة.. والحبل على الجرار اذا لم تحل هذه المسألة من أساسها ..ولن تحل كما يبدو..

قبل عدة سنوات كانت هذه الظاهرة المؤلمة والمؤسية في مستشفياتنا الحكومية وها هي تمتد الى المستشفيات الخاصة..وفي كل (واقعة) يهب وزير الصحة ونقيب الاطباء للقيام بإطلاق التصريحات النارية ومنها: لن نتهاون مع المعتدين..وأن العقوبات ستكون صارمة.. وما يرافق ذلك من الاعتصامات وتشكيل (ألفرق ألقانونية) للدفاع عن الاطباء امام القضاء وغيرها من الاجراءات المكررة التي لم تأت بجديد نافع ومفيد .

ألانكى من كل ذلك ، فجميع هذه الاعتداءات على الاطباء تنتهي بتبويس اللحى وشرب القهوة وتناول المناسف وما لذ من الطعام والشراب ..وكفى المؤمنين شر القتال، وقد يكون الحق على الطبيب أو على المريض في ظل فوضى اجور الاتعاب للاطباء في القطاع الخاص وفوضى المواعيد في المستشفيات الحكومية..والله تعالى أعلم..!

ظاهرة ضرب الاطباء لها أسبابها ولا وجود لها مثيل في بلاد وأوطان غير بلدنا ووطننا، وقد بدأت هذه الظاهرة كما أذكر قبل نحو ربع قرن عندما قرر واضعو السياسات الصحية المستقبلية في بلدنا ( تسمين) القطاع الصحي الخاص و(إضعاف) القطاع الصحي العام الحكومي ( ما يشبه الفوضى الخلاقة).. حيث بنيت خلال ال 25 سنة الاخيرة عشرات المستشفيات الكبيرة الخاصة في حين بني مستشفى حكومي واحد هو مستشفى الامير حمزة .. ومن يزرع الشوك لا يحصد الا الشوك ..عظم الله أجركم...!!