facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




عيد الأم موسم لتسليع المشاعر


عمر كلاب
17-03-2014 02:02 AM

نشاط محموم تقوم به محال تجارية من اجل عيد الأم, الهواتف الخلوية لا تهدأ وهي تحمل رسائل عن تخفيضات وعن امتيازات لهذه السلعة او تلك, نظارات وطناجر واسطوانات غاز وافران وكل ما يلزم الاسرة معروض للبيع بأسعار مخفضة من اجل عيد الأم .

هناك تسليع للمشاعر وهناك استثمار في المشاعر يقوم بها المجتمع الاستهلاكي ونذعن له برغبة عارمة , لا احد يقوم بعرض بضاعة خاصة بالأم ذاتها , اسطوانات مشاعر , هواء دافئ لسيدة تحولت من زوجة الى أم, لا احد يتحدث عن تشديد القيود على الزواج الثاني احتراما للام , التي سرعان ما يتهمها زوجها بالهرم وانها تحولت الى أم لاولاده وليست زوجة قادرة على تلبية طموح “ آلن ديلون “ العصر والاوان.

حصّالات الاولاد تنظر الذبح, وبطاقات الازواج على موعد مع ادخال ارقامها السرية في آلة صماء مثل الاحتفال بعيد الام, ومحلات الحلويات بدأت بمضاعفة الانتاج ومحترفو الرسم دخلوا في ورشة عمل دائم لانتاج ما تيسر من صور الامهات, وكل ما يحتاجه المنزل سيتم شراؤه في عيد الأم, غسالة فُل اوتماتيك للام في عيدها وثلاجة 16 قدما وربما تغيير طقم الصالون وكأن الأم مرسومة على الموائد وطاولات الكوي وعلى المناشر .

ثمة من سيتذكر امهات الشهداء وهناك من ينتظر فرصة لتقديم التهنئة للام الفلسطينية بوصفها رمزا للنضال ولكنه نسي ان الاقطار العربية اشرعت ابوابها للمنافسة , العراق مليء بالامهات الثكلى وكذلك مصر وسوريا وليبيا والصومال ولا مانع من توسيع الدائرة للحديث عن الامهات الاوكرانيات.

سيقوم التلفزيون بعرض افلام عن بر الوالدين وعن الابن العاق الذي رحل دون وداع, وستنشط قنوات الافلام في التحضير للمناسبة وقنوات الاغاني ستُعيد اغاني شادية وفايزة احمد وكل مخزون علب الاغاني ستحضر ولن انسى اغنية دريد لحام فهي لازمة من لزوم عيد الام تحديدا على شاشتنا الفضية .

ستتحرك نساء مثقفات نحو دار العجزة – لاحظوا قسوة الاسم – وستقوم الكاميرات بمصاحبتهن اثناء توزيع الهدايا على الساكنين, وستقوم سيدة عجوز بالدعاء لولدها الذي تركها في الدار ارضاء لزوجته او ارضاء لابنائه الضجرين من جدتهم , ولن يذكروا اسماء الابناء حرصا على مشاعرهم دون التفات الى مشاعر الام .
سيخرج داعية للحديث عن فضائل الام والجنة تحت قدميها وسيسهب في ذكر الاحاديث التي تحث على احترام الام وربما هو لم يزر امه منذ شهور , وسيقول آخر ان هذه بدعة وضلالة وسيقول ثالث لا بأس , شريطة ان تكون كل الايام لمن ربتني صغيرا .

لن يكترث احد بارتفاع حالات الطلاق وارتفاع التعنيف الجسدي للمرأة من الزوج, وكأنها ليست أما تستحق الرعاية والعناية وتشديد العقوبة, لن يقول احد شيئا عن ابناء الاردنيات اللواتي ينتظرن على احر من الجمر تحقيق الاستقرار للابناء ومنحهم مزايا خدماتية حسب النص الرسمي , فما زال بعضنا يُسقط عنهن صفة الامومة لحسابات سياسية ضحلة او لغايات مناكفة حكومة او كتلة نيابية .

الأم في زمن العالم الافتراضي وعصر الديجتال باتت سلعة للبضائع وفرصة لتحقيق الكسب السريع وارتفاع البيع , أستغرب ان الجميع يُمسك عن ذكر او عرض بضائع خاصة بالام نفسها بوصفها امرأة كاملة الانوثة وربما يصبح من الجائز التبرع للاب لشراء منشطات في عيد الام , فالايام حُبلى بالمفاجآت الغريبة والعجيبة ولكنها تحمل مضمونا واحدا, اننا اصبحنا ادوات تُحركنا ريموتات العالم الافتراضي واصبحت مشاعرنا سلعة للبيع .
(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :