هناك فرق بين القتل العمد و القتل غير العمد فكل جريمة لها عقابها, و هناك فرق بين القتل في حالة الحرب و القتل في حالة السلم .
ففي الاسبوع الماضي كان هنالك جريمتان في يوم واحد للقتل من قبل العدو الصهيوني فالجريمة الاولى كانت لفلسطينيين من اهل غزة و من اهل الضفة الغربية و عددهم ستة شهداء في يوم واحد .
و كانت هناك جريمة قتل اخرى عمدا للقاضي الشهيد الاردني الجنسية رائد زعيتر على معبر الملك حسين .
اما الجريمة الاولى فلانها بين اعداء و هو العدو الصهيوني من جهة و فصائل المقاومة الفلسطينية من جهة اخرى فكان الرد من قبل غزة ممثلا بحركة الجهاد الاسلامي و باقي الفصائل و هو القصف لعدة مناطق بفلسطين المحتلة بعدد كبير من الصواريخ حتى اضطرت اسرائيل لايقاف ذلك عن طريق المخابرات المصرية و بشروط الهدنة السابقة و ذلك لما احدثته تلك الصواريخ من رعب داخل الكيان الصهيوني .
اما في الحالة الثانية فهناك معاهدة وادي عربة و التي تعترف بها الحكومة الاردنية و يرفضها اغلب الشعب الاردني و لهذا فإن القتل في هذه الحالة ليس بين اعداء و انما قتل احد رعايا دولة من دولة اخرى بينهما معاهدة سلام فما هو الرد على ذلك ؟
في هذه الحالة اعتقد ان الواقع الذي نحن فيه مختلف عن الواقع عند اهل غزة لانهم يمتلكون ارادة حرة و غير ملزمين لان الصهاينة ما يزالون و سيبقون اعداء لهم .
اما نحن في الاردن فلا يوجد ارادة سياسية عند الحكومة بان هؤلاء اعداء و الدليل على ذلك هو وجود السفير الاسرائيلي و الالتزام بمعاهدة وادي عربة ... اذا فما هو الحل ؟
اعتقد ان الحل يتمثل بالخطوات التالية :
1- الاعتذار الاسرائيلي العلني و الواضح و الاعتذار يعني الاعتراف بجريمة القتل مثلما حصل مع الحكومة التركية من خلال قتل مواطنين اتراك على سفينة مرمرة.
2- وجوب محاكمة هذا المجرم الذي قتل الشهيد زعيتر و بوجود طرف من الحكومة الاردنية و اخر دولي محايد.
3- ايقاع اقصى العقوبات على المجرم او المجرمين الذين تسببوا بالقتل .
4- تعويض الحكومة الاردنية عن هذا الشهيد لانه موظف دولة , و احد مواطني هذه الدولة و التي لها علاقة و معاهدة مع ذلك الكيان, و يجب ان لا يقل التعويض عن ملايين الدولارات , لان هذا العدو لا يعرف الا لغة الرد بالقتل او القوة او بدفع المال لانه عنده قاعدة ( مس قلبي و لا تمس جيبي ) و عندما تدفع هذه الاموال للحكومة جزءً منها تدفعه الحكومة الاردنية لاهل الشهيد.
5- حق كامل للشعب الاردني و بكل مقوماته ان يعبر بحرية كاملة عن غضبه و حزنه و رفضه لمثل تلك الجرائم باي وسيلة يراها مناسبة.
6- انا لا اوافق مطلقا ان يفرج عن المناضل البطل احمد الدقامسة بحجة ان ذلك مقابل الشهيد زعيتر لان هذا البطل هو رمز للوطن و للكرامة و للشهامة فيجب ان يخرج بدون ذلك السبب و يجب ان يعوض عن كل يوم قضاه في السجن خارج مدة محكوميته و يجب ان يكرم من قبل الحكومة كما تفعل اسرائيل مع ابنائها عندما يقوموا باي جريمة قتل للفلسطينين و خاصة من العسكر فيرفعوا برتب اضافية , و بعدها يقوم الشعب بتكريمه و تعويضه معنويا عن تلك العقوبات التي المت به .
كل ذلك المطروح لان عملية القتل للشهيد القاضي رائد زعيتر تمت بتعليمات و ليس بطريقة عفوية حسب تصريحات وزير خارجية العدو ليبرمان و هذا جس نبض لردة الفعل و للموقف الاردني كما حدث مع محاولة اغتيال خالد مشعل سابقا .
و اذا لم يتم تنفيذ ما طرح اعلاه فالقادم اعظم .
و الله الموفق