ضرورة الدعم العربي وخاصة السعودي للعراق العربي
د. فخري الخزاعي
15-03-2014 05:14 PM
في الوقت الذي تشعر فيه المملكة العربية السعودية ملكاً وحكومة وشعباً بأسىٍ بالغ، وقلق عميق للتدهور الحاصل في الأوضاع الأمنية في العراق، وما يشهده من صدامات وأعمال عنف تدفعها النعرات الطائفية والتعصب المذهبي الأعمى، وتشجب أعمال العنف أياً مصدرها، وتصدر القوانين الحازمة التي تدين وتحاسب بقسوة كل من ينتمي من رعاياها أو يدعم التنظيمات الإرهابية مادياً ومعنوياً داخل وخارج المملكة، يظهر علينا المالكي الذي ينتمي إلى التحالف اللاوطني "الصفوي" بتصريحات خبيثة وهدامة لقناة فرانس (24) يتهم فيها المملكة العربية السعودية بالإرهاب، وهو يعلم علم اليقين بأن المملكة لها القدر المعلى في نصرة الشعب العراقي كما هو ديدنها دائماً، وهو "المالكي" وأسياده لهم اليد الطولى في نصرة أعداء العراق كما هو ديدن ملالي قم وطهران وذنبهم حزب الدعوة العميل في العراق.
إن الغاية من التصريحات التي أطلقها المالكي لم تكن محاولة لقلب الحقائق وإلقاء اللوم على المملكة لتغطية فشله وإخفاقاته في مسؤولياته فحسب، بل إن الغاية منها هي لخلق المبررات لإفتعال أزمة جديدة (وهو بارع جداً في خلق وإفتعال الأزمات) مع المملكة إنتقاماً من مواقفها المشرفة مع العراق في القادسية الثانية وما تلاها بحيث غدت المملكة تتعرض لمخاطر جمة تهدد وحدتها الوطنية وسلامة أراضيها، وذلك من خلال التنسيق بين عصابات إيران الصفوية المتمثلة بفيلق القدس، ومليشيات المالكي الإرهابية المتمثلة بعصائب أهل اللاحق وجيش المختار لإبن البطاط مع عملائهم الصغار (الحوثيين) في اليمن الشقيق ومحاولاتهم أيضاً زعزعت أوضاع المملكة الأمنية بالمنطقة الشرقية من خلال بعض أتباعهم الطائفيين الصفويين فيها، وذلك يجري بموجب أوامر إيرانية بحتة، لأنها ترى في مواقف المملكة العربية السعودية على إنها شريكاً للعراق في حربه في القادسية الثانية وما حققه من إنتصار عظيم. لأن ملالي قم وطهران لا يمكن لهم أن ينسوا أو يغفروا لمن ناصر العراق في دفاعه عن أرضه وشعبه، وعندما أدرك الخميني الدجال أن الأمور في تلك الحرب لا تسير على هواه، وأيقن إن نظامه وصل إلى حافة الهاوية والإنهيار، لذلك إستجاب مرغماً وتجرع كما قال في حينه كأساً من السم الزعاف لقبوله وقف إطلاق النار.
لقد تحملت المملكة العربية السعودية، ومعها دول الخليج العربية، تبعات الحرب العراقية الايرانية ولا تزال تدفع الثمن، فإستسلام العراق وتركيعه ووضعه تحت الهيمنة السياسية والعسكرية الإيرانية هو بالنسبة لدول الخليج العربية خط أحمر وأمر في غاية الخطورة على الأمن القومي العربي لتلك الدول، حيث ما قدمته المملكة للعراق من دعم وإسناد طيلة سنوات حربه مع إيران كانت بسبب إيمانها وقناعتها بعدالة القضية التي كان يقاتل من أجلها العراق أولاً، وبسبب خوفها وقلقها على مستقبل عروبة العراق أرضاً وشعباً، والحفاظ على تماسك وحدته الوطنية وإستقلاله ثانيا
نعم، أن دعم السعودية للعراق سابقاً وحالياً ناتج عن قلقها على عروبته، وكل عراقي أصيل يتذكر كيف كان دعمها للعراق مع المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال رحمه الله في حربه مع ايران، الحرب الذي أختلطت في ترابه تضحيات ودماء أبناءه من عرب وأكراد وتركمان، ومسلمين شيعة وسنّة ومسيحيين وصابئة ويزيديين ومن جميع الطوائف والاعراق، فطبيعي إذن أن يكون الولاء للعراق أولاً وليس للعرق أو المذهب.