الحرج شيء .. والخجل شيء اخر؟!
د. وليد خالد ابو دلبوح
15-03-2014 04:57 AM
في ثقافة "الاحراج": ان ما خانتك الذاكرة .. متى اخر حادثة احرج فيها الشعب هذه الحكومة؟!
في كتاب "للأذكياء فقط" ... فصل "من كان "معارضا" يوما ما" ... يقول ... في الأجواء الطبيعيه الخالية من الشوائب .. يكون الاحراج ... لصاحب القرار ... وليس لمن "يبدي رأيه" في القرار ... ولا يملك بالتالي تنفيذه ... وكون ان الحكومة هي صاحبة القرار من قبل ومن بعد ... والمعنية بتنفيذه ...عليه يتضمن ... حسب ما جاء في كتاب للأذكياء فقط فقرة (واااو) ... ان تكون الحكومة هي في موقف "الاحراج" ... لا الشعب!! وعليه نستطيع ان نقول ... الحكومة شيء ... والمملكه وشعبها شيء اخر ... ولا يجوز بتاتا حسب ما جاء في "الكتاب" دمجهما معا ... فمن الممكن ان تحرج الحكومة وحدها ... بدون ان يكون للمملكة بأجمعها والشعب على وجه الخصوص ... طرفا في معادلة الاحراج!
والدليل على ذلك.... ننتسائل هنا: بما أن الشعب قد "أبدى رأية" وقد قال "كلمته" ... فهل يا صاحب القرار يا دولة الرئيس ... ان تنفذ ما اجتمع علية الشعب؟ فعلا انه أمر محرج ... هذا هو الاحراج بعينه يا دولة الرئيس ... وموقف لا يحسد عليه أحد!!
ولكن اذا رجعنا الى كتاب "للتذاكي فقط"... المرجع الرئيس المعتمد... فصل "أوهم الشعب انه يحكم فيُصبح محكوما" ... فقرة "هااا" ... أتفق تماما مع ما قاله رئيس الوزراء بأن الاحداث الاخيرة احرجت المملكه ولم تحرج دولته أو الحكومه ... وهذا بالطبع سبب مقنع وبسيط ... كونه في الأصل ... لا يوجد أي حادثه حتى اللحظة قد سجلت لتُحرج الحكومة منذ ولادتها ... لا في الشؤون الداخلية أو الخارجية! ببساطه... ما يحرج الحكومة هو "خطر" انقطاع المساعدات الخارجية ومن أهمها الاميركية .. حيث اذا انقطعت هذه المساعدات ... يعني "زعل" العم" سام .. واذا زعل عمنا الكبير ... يعني الاحراج الفعلي والواقعي للحكومة ... وبالتالي ... الاحراج سيتضمن فوريا ... مع ابتسامه عريضه ... "الله يعطيكم العافيه"!
ومن هنا نستطيع أن نقول ... ان في الدول المتحضرة يأتي الاحراج من الشعب ومن الداخل .. واما في الدول "المستحضرة" يأتي الاحراج للاسف .... من "البوس" الكبير ... ومن الخارج! ولكن يبقى السؤال المهم ... ماذا عن الخجل؟!!
الخاتمة: الحرج شيء ... والخجل شيء اخر؟!
لا شيء جاء في "الخجل" في الكتابين ... وهذا شيء طبيعي ... نظرا لان المؤلفين لم يعيشوا هنا في الاردن ... ومن لا يعيش هنا ... بالطبع لم ولن يفقه السياسة .... ولكنني استطيع تأليف مجلدات مما رأت عيني ... وما سطر الابيض ما تبقى من شعري ... وخاصة في السياسة المحليه مؤخرا ... وهنا سأكتب كتاب من فصلين ... الفصل الأول ... يقول "في الخجل" وكيفية تبسيط عقول الناس في زمن الانفتاح والعولمة والثورة المعلوماتية ... وفي الفصل الثاني ... "في الخجل" من مصافحة الشعب بعد استقالة الحكومات ... وبالتحديد ... يلي ما قصرت وقربت "تنحرج" ... "الله يعطيها العافية"!!