للكثيرين منا ترتبط تركيا بصور لا تخلو من الرومانسية والتاريخ والاحداث التي انتهت قبل ان تستقل دولنا.

في السنوات الاخيره نجحت الدراما التركية في تحويل اهتمام ملايين المتابعين للمسلسلات المصرية التي تسيدت الفضاء العربي لعقود٠

لقد تمكنت الاعمال الدرامية ان تنقلنا الى ربوع البلاد التي بقيت همزة الوصل بين الحضارة الاسلامية بما فيها من خلق وعدل وحكمة وحلم٠٠٠٠وحملت ارثها عبر قرون بعد ان انتقلت الراية من دمشق امية الى سر من رأى المنصور وبغداد الرشيد.

لقد استطاع الرجال الذين حملوا راية الامة وتمثل هويتها من بناء امبراطورية بقيت عبر قرون تنهض بمسؤولياتها كراعية لتراث الامة التي امتد نفوذها من الصين شرقا الى فاس ومكناس التى لم يعتقد العقل الشعبي ان وراءها ناس.

في مطلع الاسبوع الماضي لبيت وزملاء لي من الاسرة الاعلامية الاردنية دعوة من الدولة التي حول بناتها الاوائل القسطنطينية الى اسطنبول واقاموا المساجد ذات النمط المعماري المميز التي تفنن البناة الذين استوطنوها في اعطائها طابعا جماليا عز نظيره في عالمنا الممتد من مشارق الارض الى مغاربها.

لقد اعدت وكالة الاناضول للانباء برنامجا غنيا للرفاق ولي، اتضح من تنفيذه رغبة الاخوة في اطلاعنا على تركيا اليوم من حيث انجازاتها وتحدياتها دون اغفالهم لتطلعات الدولة التي حققت قفزات عملاقة في الاقتصاد والفكر والسياسة والثقافة مما اكسبها القوة التي مكنتها من لعب ادوارا هامة على صعيدي السياسة الدولية والتغيرات الاقليمية في محيطها٠

لقد استطاعت تركيا وبقيادة الحزب الذي يعتز بمباديء الاسلام وقيمه وعدالته ان تحقق اهدافا مكنتها من ان تتخلص من مديونية تجاوزت العشرون مليارا في سنوات معدودة ورفع معدل الصادرات الى ارقام غير مسبوقة مستفيدة من حاجات دول الاقليم لمنتجاتها ومستوى الثقة الذي ادت السياسة الخارجية المنحازة الى القضايا العربية دورا في تشجيعها.

في جولة شملها برنامج لقاءات غني ومزدحم اتيح لنا ان نقابل الساسة والاعلاميين والاكاديميين والعلماء كان ابرزها لقاء نائب رئيس الوزراء امر الله ايشلر الذي تحدث بإسهاب لا يخل من التشويق عن الشرق الاوسط في السياسة الخارجية التركية ...مع اهتمام لا يمكن ان تخفيه دبلوماسية الرجل الرفيعة بتطوير العلاقات مع دول الجوار العربي الاسلامي.

جمال الدين الهاشمي منسق الدبلوماسية العامة لرئاسة الوزراء هو الاخر كان حذقا في فهمه وعرضه لما يعانيه الاقليم من اوجاع يصعب تجاوزها دون تعاون يتجاوز الحسابات الضيقة التي قد تسيطر على مواقف البعض.

في المراكز الاستراتيجية ووكالة الانباء وجلسات العشاء ودعوات الغداء التي اكتظ بها البرنامج كان الشأن السوري حاضرا بقوة والتجربة الاردنية في التعاطي مع الازمة مرجعية لمداخلات الوفد الاردني.


لقد كانت زيارة جامعة مرمرة ولقاء الطلبة الاردنين وقناة التلفزيون التركي الناطقه بالعربية نافذة على الوطن الذي اخذنا نزداد اشتياقا اليه ورغبة في العودة بعد ان غمرنا الاصدقاء الاتراك بحفاوة ضيافتهم التي خلت من القهوة التركية واستبدلوها بالشاي الذي اعتدنا على تناوله في كل اللقاءات.


تحية للاخوة الاتراك الذين وصلوا الشرق بالغرب والدين بالدنيا والارض بمآذن المعابد التي زينت فضاء مدنهم الجميلة.