أول مرة بحس اني رح اتبهدل
سوار الصبيحي
14-03-2014 02:15 AM
لماذا اصبحنا حتى بمطالباتنا وفي قمة غضبنا نلجأ الى أضعف
الحلول، او بالأحرى ننادي بتبعيات الحلول متناسين الحلول نفسها ، ما يشكل من مطالبنا الاضعف هذه يدا توجه وتسير الاولويات من الأوجب الى الواجب و من الفاضل الى المفضول ..
ما أراه من مطالبات حالية سواء عند الناشطين والكتاب ،المعتصمين ، او النواب و غيرهم في قضية الشهيد الزعيتر لا يسمن ولا يغني من جوع لا نظريا و لا فعليا حسب اعتقادي بالنسبة للقضية بحد ذاتها واشدد على"بحد ذاتها"..
ادرك تماما ان المطالبات الاربع او الثلاث تلك ستحول بين المواطن و تكرار الحادثة مرة أخرى و انها رد فعل استنكاري لما حدث إلا انها تبقى مجرد شكليات(تابعة) للحل الأول، المطالب كانت تتلخص في طرد السفير الاسرائيلي اولا بالاعتصام امام السفارة ..تجميد معاهدة وادي عربة و قطع المعاملات الاردنية الاسرائيلية ثانيا،الافراج عن الدقامسة ثالثا ..
بالنسبة للمطلب الاول العلة ليست أبدا،أبدا بطرد السفير الاسرائيلي و مخاصمته،أخبرني بماذا سيؤثر عليك و علي وجوده من عدمه ؟
شخصيا، لن اطمئن و لن أشعر بالأمان لو رحل!، بل بقمة الغيظ لأنني على يقين بأنه يشعر بطمأنينة تفوق تلك التي تعتليني بأضعاف مضاعفة،
مؤمن بأنه وإن ذهب،فقد خلف ها هنا ساعده الايمن..
اذا حكايتي ليست معه على الإطلاق! و قضيتي لا تتلخص
باقتحام مبنى وبزلزلة اركانه ، لا تهمني الشكليات و السطحيات ، لا البنايات ولا المسطحات ..
العلة أعمق من هذا بكثير، ..العلة علة أيد تتطاعن جهرا و تتصافح خفاءا ..
اما بالنسبة للمطلب الثاني ألا وهو قطع العلاقات الاسرائيلية الاردنية ..فكما اسلفت التطاعن جهرا لا يلغي ما يحدث خفاءا يا سادة و كما اسلفت ثانية تبقى هذه شكليات استنكارية تتبع الحل الرئيسي ..
اما بالنسبة للمطلب الثالث ، الافراج عن الدقامسة ..الافراج عنه يا كرام كان و سيكون مسؤولية على عاتقنا بوقوع حادثة الشهيد و بعدمها ، و صدق حسنا بهذه المسؤولية يجعلها مطلبا اساسيا من قبل ان يحدث ما حدث ،لا مجرد رد فعل ، كانت كذلك أم لم تكن فهي لن تخدم الشهيد فعليا ولن تعيد كرامته ولن تحل قضيته ..
يبقى الاوجب والاحق بالمناداة به أولا هو محاسبة قاتله شخصيا لا محاسبة اسرائيل كلها(من منطلق الاقرب للواقعية! )
فإن لم تتم محاسبته فمحاسبة من لم يحاسبه اذا ! نعم حكومتنا و مسؤولينا ..هم الاجدر بالمقاطعة لا بطرد ابناء شعبه وأهله من السفراء و غيرهم كالمشادات الطفولية التي لا تميز هذا عن اخيه لحظة الغضب ،
هكذا تختتم العدالة أيما قضية طبيعية، بمحاسبة المجرم شخصيا والساكت عنه مشترك معه بمقتضى القانون ..فما بالكم بقضية القاضي وصاحب القانون ؟ ألن تحل بعدل مماثل؟
خلاصة الموضوع ؛ انا لا اعترض ابدا على كل المطالبات السابقة نهائيا،الا انني ارى فيها كما ذكرت في مقتبل حديثي انشغالا بالمفضول عن الفاضل لا اكثر ولا اقل..