حين يتم ايقاف سفينة إيرانية تحمل صواريخ متطورة على بعد 1500كيلو متر من شواطئ إيلات، فمعنى ذلك أن البحرية الإسرائيلية لم تكن هي وراء اكتشاف الأسلحة عليها.. وإن كانت هي التي قامت بالسيطرة عليها، وارغامها للرسو في الميناء الإسرائيلي!.
الأكيد، أن معرفة ما في داخل السفينة كلاوس C، كان عملاً استخبارياً عادياً. لكن رحلة هذه الصواريخ من سوريا حيث تم تصنيع أجزاء منها إلى البصرة في العراق ثم إلى إيران ثم إلى السفينة، يمكن اعتبارها طريقاً غير مفهوم. فقد كان من الممكن تحميل الصواريخ من أي ميناء سوري.. وايصالها إلى غزة، أو إلى الساحل المصري.. ساحل سيناء الشمالي، ثم إلى غزة!!.
أم أن الصواريخ تمَّ تحميلها من ميناء في السودان أو اريتيريا وهي دول تتعاون مع إيران.. وتهرَّب عبر مصر أسلحة كثيرة إلى سيناء؟!.
والأسئلة الكثيرة يمكن أن تطرحها دوائر الاستخبارات في أكثر من دولة في المنطقة. مع العلم أن المخابرات الإسرائيلية كانت ناشطة في منطقتنا وقامت بعمليات بهلوانية لم يكن هدفها عسكرياً كتحميل محطة رادار مصرية على البحر الأحمر.. وكان الهدف نفسياً للتأثير على معنويات الجيش المصري، أو قصة إيلي كوهين الذي كان «نجم» السهرات الدمشقية.. وكان المهم ضرب القدرة النفسية لتحشيد سوريا في مواجهة إسرائيل.. بينما هناك يهودي يكاد يكون عضواً في أخطر المؤسسات الحزبية الحاكمة؟!.
إن اغتيالات قادة حماس المتكررة من طائرات مقاتلة إسرائيلية.. هي عمليات استخبارية، لكن الامساك بسفينة كلاوس Cفي منتصف البحر الأحمر، وعليها صواريخ متطورة متجهة لغزة استعملت الاستخبارات، لكنها تؤشر إلى النشاط البحري العسكري الإسرائيلي من زاوية صغيرة على خليج العقبة، ومؤشر لامكانية أذى إيران، وحماس في الوقت ذاته!!.
نحن في عمان نستطيع أن نقول: إن المخابرات الإسرائيلية ليست أسطورة.. ويمكن أن نواجهها!!.
(الرأي)