رئاسة التحرير تجربة استثنائية .. المرأة جديرة بخوضها
رانيا تادرس
09-03-2014 12:05 PM
حمل يوم امس ايقاعا استثنائياً بالنسبة لي كصحفية وانسانة معا بممارستي مهام رئاسة تحرير صحيفة الرأي الاردنية تلك المؤسسة الوطنية الكبيرة بتاريخها وحاضرها ومستقبلها ،وتجربة يوم واحد اقترن بيوم الثامن من اذار كيوم عالمي للمرأة يكلف فيها رئيس التحرير صحفية امرأة لتمارس مهام هذا المنصب من باب الاحترام والتقدير وليكن تجربة واكتشاف خبرة المرأة في هذا الموقع .
ومنصب رئاسة تحرير صحيفة الرأي يعني لي كصحفية الكثير وليس انا الوحيدة بل زملاء وزميلات يدركون تماما قيمة هذا الموقع ومهامه واهميته الكبيرة .
وجاء تكليف رئيس التحرير الزميل سمير الحياري لي للقيام بمهام رئاسة التحرير لتعود بي الذكريات الى عشر سنوات خلت وتحديدا في شهر اذار عندما دخلت عتبة تلك المؤسسة التي شعرت معها بهيبة هذا المكان .
وفي ذاك الوقت كنت انظر الى الصحافة وهي بالفعل كذلك مهنة النخبة ومن ارقى مهن العالم التي تتطلب مواصفات في الشخصية والقيادة والثقافة والذكاء الاجتماعي والبعد السياسي وغيرهامن المواصفات التي تتوفر في الصحفي سواء كان رجلا او مرأة وأن المصداقية والمهنية عنوان لبناء اسم الصحفي ليكون كبيرا وحاضرا ومختلفا.
وبدأ مشواري مع العمل الصحفي بالتدريب النظري ومن ثم الممارسة المهنية وانطلقت كصحفية منها واسمي على صفحات الرأي يشعرني كل مرة ان هذه المهنة استثنائية بكل شيء وذات نكهة خاصة تضفي على الحياة القا وجلدا وتميزا واحتراما للذات والاخرين وتقديرا للموقف وسط متغييرات وعوامل متعددة ومعقدة في كثير من الاحيان .
خوض تجربة رئاسة التحرير ليوم واحد شكل لي فرصة مهمة واستثنائية لمعرفة وادراك جسامة المسؤولية والمهام الملقاة على رئاسة التحرير وانه حق وواجب وايمانا مني ان الديمقراطية التي نطالب بها ونريد ممارستها تتطلب المشاركة وليس الرفض وكسر حاجز وتابوهات رئاسة المؤسسات الاعلامية بان لا تكون حكرا فقط للرجال بل ان في مجتمعنا نالت المعرفة من المعرفة والادوات والتمكين ما يجعلها تمتاز بالقيادة وقادرة على الابداع وتولي المسؤولية في المواقع القيادية المختلفة.
تجربتي بالامس وان بدت قصيرة وربما فيها من الرمزية الشيء الكثير الا انها بالنسبة لي كانت تجربة غنية وفريدة اذ اختبرت بشكل حي ان من تريد التميز وتكون نموذجا اعلاميا حقيقيا يجب ان لا تنظر الى مهنة الصحافة وظيفة تنتهي في ساعة محددة او مهنة للشهرة مع ان هذا حق مشروع او الاكتفاء باخبار وقصص اخبارية عادية لا تحمل عناصر الحصرية او المشاغبة والمشاكسة.
اذا انحسرت رؤية المراة الصحفية بتلك السياقات وحسب فان ذلك لا يصنع رائدة لتكن نموذجا اعلاميا يؤهلها للقيادة في المواقع والموسسات الاعلامية المختلفة لذا فان البصمة وترك الاثر يحتاج الى مقومات وعناصر نجاح ومهنية ومصداقية صحفية وفي الحقيقة فان الفرصة متاحة ومشرعة الابواب امامنا لان الدولة الاردنية وجلالة الملك عبدالله الثاني داعم للمرأة ويقع تمكينها في صلب اهتمامات جلالته اذ تمكنت المراة الاردنية من تبوء مكانة رفيعة في كافة المجالات .مضى يوم امس في رئاسة تحرير الرأي باستقبال الزملاء والاستماع الى مطالبهم ولكن رونق اليوم كان بممارسة فعلية الى حد ما بمهام رئيس الرئيس والدخول الى مطبخ القرار التحريري في الرأي والاطلاع على تفاصيل يوم متعب مشبع بالتفاصيل ويحتاج الى طاقة كبيرة والقرارات والمتابعة ومن داخل المشهد اقول لكم مهمة صعبة ومتداخلة وتفاصيل اخبار ومقابلات ولقاءات وزملاء ومطالب الى جانب امور فنية وادارية متنوعة وضغوطات واعتبارات كثيرة في المحصلة خرجت بانطباع فعلا ان موقعك هو الذي يحدد موقفك من القضايا .
اوجه الشكر الى رئاسة التحرير وادارة المؤسسة وكل الزملاء والاصدقاء جميعاً وعائلتي لانه بوجودكم كان يوما حافلا وصاخبا في الاداء رغم انه يوم واحد لكن المسؤولية صعبة والمراة جديرة بها وقادرة عليها .