الربيع الخليجي .. من يملك مفتاح "متى" ؟!
د. وليد خالد ابو دلبوح
09-03-2014 01:58 AM
رسالة السعودية ... رسالة الى الأصدقاء ... لا الى الأعداء!!
يتحرك "عقرب" "الربيع العربي" ... كما يتحرك عقرب الساعة من اليسار الى اليمين ... من الغرب والمغرب العربي ... الى مصر... ثم الى الشرق الى سوريا .. حتى يصل اليوم هذا "العقرب" الى جنوب وجنوب شرق .. باتجاه الخليج ... ولا نعلم ان كانت سيعود الربيع العربيع الى نقطة البداية .. باتجاة المغرب العربي تارة أخرى .. لتكتمل دائرة " قرب" الربيع أو الساعة من حيث ابتدأت من جديد لتطال نفس الدول أو دول جديدة!!
الخليج العربي ... ربيع حكام ...لا شعوب ؟!
ما يميز "ربيع الخليج" عن ربيع الدول الاخرى ... ان “الانتفاضة” هنا تأتي على السياسات الخارجية لا على السياسات الداخلية ... ومن طبقة صناع القرار ... لا من طبقة الشعوب... ومن الاعلى ... لا من الاسفل... والأهم من ذلك ... بين الدول ... وليس من داخل الدول ... ومن هنا تقوم "الثورة" على زعامة الدول ... لا على زعماء الدول!
السياسة الخارجية السعودية ... "ربيع" بحد ذاته!!
تقوم المملكة اليوم باعادة فرض زعامتها على الأرض الخليجية علنا (السعودية لا قطر) ... واعادة دور الجناح العربي الاخر الى المنطقه (مصر لا تركيا) ... ولكن ما يميز منهجها اليوم عن السابق هو ليس في مضمون سياستها الخارجية ... بل في التعبير عنها علنا ... وتعمد توضيح ملامح سياستها الخارجية ... ليخرج من منطق الباطن والمبطن ... الى مسار الظاهر والصريح ... والأهم من ذلك ... قد يتطلب الأمر الدفاع عنها الى "الافعال"!!
بالاختصار ... من هو ليس معنا هو "ضدنا" ... هذه هي القاعدة العريضة للسياسة الخارجية السعودية اليوم ... تحديد الاعداء بشكل واضح ... ولكن مع الابقاء على شئ من الغموض لملامح أصدقائها المقربين في المنطقة ... ومن هنا تحاول السعودية توضيح ثوابت سياستها الخارجية تجاه الاعداء أكثر منه تجاه الأصدقاء ... تاركة خيار "الصداقة" ... للاخرين ليقرروا ...
يبقى السؤال .. لماذا الان؟!
عادة ما تتمحور جل الأسئلة الجوهرية في العلاقات الدولية حول ... أين ... ولماذا ... وكيف .... ولماذا ... ومتى ... ومن ... يمتلك القوة! والسؤال الأهم اليوم فيما يتعلق بالربيع الخليجي اليوم هو .. متى ... أو لماذا اليوم؟! وخاصة وأن اذا ما اعتبرنا أن ... "الاعداء" المذكورين هم ليسوا بالجدد على الساحتين الدولية والاقليمية .. ابتداء من "الاخوان وحزب الله ... وانتهاء بقطر ... فما الجديد في المتغيرات اذن حتى يجعل السعودية تتعرف على أعدائها "فجأة" اليوم؟! أين حماس "الاخوانية" في المعادلة الجديدة في السياسة الخارجية السعودية اليوم؟!
هل تستثمر السعودية اليوم "ثغرة ما" في العلاقات الأميركية القطرية؟ هل تستغل السعودية عامل الوقت في التموضع البطئ في السياسة القطرية؟ أم هناك تعمد على احداث "ثغرة" وفرض أمر واقع جديد؟ هل هناك مقايضه بالانسحاب من سوريا .... مقابل السيطرة على الخليج بنسختها "السعودية"؟ هل هناك ضوء اخضر اليوم ... أم ان السعودية "تصنع الاخضر" اذا ما ارادت ان تكون لاعبا حقيقيا محوريا ... في وضع اقليمي حرج يستوجب عنصر القيادة؟!
الخاتمة:
رسالة السعودية اليوم موجهه الى الأصدقاء أكثر منه الى الأعداء ... رسالة تقول للعرب قبل الغرب ... ان من يريد ان يكون حليفها عليه أن يتحمل المسؤولية وتبعاتها!! قد تجازف السعودية بورقه المعارضة السورية الغير مسيطر عليها مؤخرا من معظم الأطراف ... لتنسحب للتركيز على الورقة الخليجية والمصرية معا!!
الأردن ... سيبقى "محاديا" ولكن الى وقت ما ... ليس بالطويل ... مسألة وقت لا اكثر ... عاجلا أم اجلا سيركب هذا الركب ... ولكن بانتظار ما ستؤول اليه محادثات كيري ... وكذلك الموقف الاميركي بالتحديد من "الثوابت السعودية من جهة .... والى ماذا ستؤول عليه العلاقات السعودية - القطرية في القريب القادم ... من جهة أخرى"!!