أبو الكُفّار .. ! * ناهض الوشاح
08-03-2014 01:06 AM
الحقيقة أنه لا يوجد حقيقة ... الصمت هو كل الأصوات القابعة في أعماقنا ... العدم هو كل حركة تقودك إلى حياة توجعك أو تُخيفك أو تُعيد ميلادك في شرنقة الجموع التي لا تنظر إلى الأمام و الحاضر بالنسبة لها حرب الجميع ضد الجميع .
صراخ عبر نهار عميق ،بمجرد خُروج رأسك من أنقاض الليل حتى تباغتك أيديولوجية المجتمع المنقسم على نفسه ... تتجرد من حلمك لتدخل الحظيرة التي تجعل من لهاثك على حطام راتب يزحف إليك نهاية الشهر معجزة . تستمتع بخدعةٍ أنت خادمها وربُّ العمل صانعها . صراع أعمى يتحكم فيه الجشع والجهل الذي جعل من المال معيارا للنفوذ والسلطة التي تعلم أو لا تعلم إن إشارة قف لن تمنع شهوة الحزن العاري من الوصول إلى مثواه الأخير .
***
أي غُربة تتوغل في حياة الناس من حولي ... أي وحشية مستترة في عيون ملتهبة غائرة في واقع مُدجّن بالسرعة والمادية المفرطة نحو سباق محموم لاستهلاك ما يصلح وما لا يصلح لأنانية لا متناهية تترعرع في بشر يأكلون ويشربون وينبطحون بعد طول كدح كغصن مكسور على حطام جسد ينتظرهم بلا لهفة ... وببرود متكرر يُؤدون واجبهم القومي . ثم بعد ذلك يستلقون على ظهورهم لممارسة حلم قد يبدو عصيا عن الفهم ... لا يهم في نهاية النشوة قد تبدو الهزيمة نصرا في سجّلات الضحايا التي تظن أن الحاضر لا يعنيها وأن التاريخ كمين وضعه خالد بن الوليد على هامش انتصاراته .
لا أظنّ أن ماسلو صاحب هرم الحاجات الإنسانية فوت دراسة تاريخ عمر بن الخطاب الذي أكمل بناء حضارة قائمة على العدالة الاجتماعية والمساواة والذي صرخ بوجه التاريخ ( ليس الرجل أمينا على نفسه إذا أجعته أو وثقته أو ضربته
قد يتشابه التاريخ لكن لا تتشابه قلوب البشر حين تُخرج يدك من جيبك وترفعها في وجه السماء لتقول رب نجّني من هذا البؤس حتى يأتيني اليقين .