الذكرى الحادية و الخمسون لثورة الثامن من أذار
النائب حسن عجاج
07-03-2014 09:48 PM
جاءت ثورة الثامن من أذار عام 1963 رداً على جريمة الانفصال التي حدثت في 28 أيلول عام 1961 ، و كانت قد سبقتها ثورة الثامن من شباط " 14 رمضان " التي حدثت في العراق .
استبشر القوميون العروبيون و أحرار الأمة بهاتين الثورتين ، حيث تسلم حزب البعث العربي الاشتراكي مقاليد الحكم في سورية و العراق ، وكان مبرر الاستبشار هو أن قيادتي القطرين الشقيقين تنتميان إلى حزب واحد يحمل تطلعات و آمال الجماهير العربية في الوحدة و التحرر و بناء المجتمع العربي الاشتراكي الواحد .
دخلت القيادة السورية في حوار مع مصر بقيادة الزعيم العربي جمال عبدالناصر من أجل إعادة الوحدة بين القطرين الذين كانا حتى قبل وقوع الانفصال المشؤوم جزئين لدولة وحدة هي الجمهورية العربية المتحدة ، كما انضمت دولة العراق إلى المباحثات لإعلان دولة وحدة ثلاثية .
كانت الأوضاع الداخلية لهذه الأقطار لم تستقر على رؤية مشتركة لطبيعة الوحدة المستقبلية ، بسبب التباين بين الأطراف الثلاثة حول مفهوم الوحدة و الموقف من الأحزاب السياسية و طبيعة النظام المستقبلية . و عملت الأنانية و الروح الفردية دوراً في تعطيل مسيرة المباحثات الثلاثية .
انفردت ثورة الثامن من أذار بالاستقرار و الاستمرارية وفق مبادئ الحزب التي وضعت في طليعة أهدافها بناء الدولة السورية القوية القادرة على مواجهة المخططات الخارجية ، وبناء الجيش العقائدي المهيأ لقتال العدو و تحرير الأرض العربية المحتلة .
واجهت سوريا منذ انطلاقتها الجديدة المؤامرات العديدة من الداخل و الخارج ، و تمكنت من الصمود برغم شراسة هذه المؤامرات ، و دخول أطراف عديدة فيها ، و تواجه اليوم عدواناً عالمياً غير مسبوق ، تشارك به أطراف عربية و أكبر دول العالم و على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية و حليفتها الاستراتيجية " اسرائيل".
لا تزال سوريا تؤمن بأن الحلول العسكرية لن تؤدي إلا إلى مزيد من ازهاق الأرواح البريئة ، و المزيد من تدمير مؤسسات الدولة و بنيتها التحتية ، و استنزاف قدرات الجيش . و دخلت في مفاوضات جنيف 2 و هي واثقة بأن الأطراف الخارجية ستفشل هذه المفاوضات . وهي ماضية اليوم في مواجهة القوى المسلحة و قوى الإرهاب في المنطقة ، وكلها ثقة بقدراتها و جيشها و أن المستقبل للدولة لن يقرره إلا شعبها و قواه الديمقراطية الوطنية .
إن سوريا و هي تحتفل بالذكرى الحادية و الخمسين لانطلاقة ثورتها المظفرة لا تزال مؤمنة بحتمية الوحدة العربية ، حلم الجماهير العربية ، ولا تزال واثقة من النصر على القوى الظلامية الإرهابية .
تحية للشعب السوري و لجيشه العظيم . و الخلود لشهداء الأمة .
النائب
حسن عجاج عبيدات
7/3/2014