ايها الفلسطيني .. انقذني من عتابك الرقيق!!
خالد محادين
17-02-2008 02:00 AM
ماذا تركوا لنا ان نقول؟.هؤلاء القتلة الصهاينة الذين لا يروي حقدهم دم، ولا يهز قلوبهم او عقولهم او ضمائرهم مذبحة، هل قلت قلوبهم وضمائرهم، لكنني لا اتحدث عن بشر مثلنا ولا عن اناس مثلنا ولا عن رجال يمكن ان يحتضنوا ابناءهم ويقبلوا اطفالهم ويعانقوا ازواجهم، فهذا سلوك الانسان وهؤلاء الذين اتحدث عنهم وحوش يخرجون في الصباح ليبحثوا عن فلسطيني او عربي او مسلم، ليمتصوا دمه ويمسحوا بأطراف مخالبهم بقايا دمنا ولحمنا وعظمنا، ثم يعودون الى بيوتهم بينما العالم يصفق لهم بفرح من واشنطن الولايات المتحدة الى بلجيكا الاتحاد الاوروبي، ومن هذه العاصمة الغربية الى تلك العاصمة الغربية، ومن الكذبة الذين يتغنون بحقوق الانسان الى الكذبة الذين يفرحون لعذابات العربي ولموت المسلم ولابادة الفلسطيني والعراقي.
مليون عراقي بينهم عشرات الآلاف من الآباء، وعشرات الآلاف من الامهات ومئات الآلاف من الاطفال تم ذبحهم على امتداد سنوات احتلال الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لوطنهم العراق، ولكن لا احد يتحدث، لا أحد يحتج، لا احد يدين، فهذا الغرب المستمتع بموتنا وعذاباتنا يفقد قدرته على الابصار وقدرته على السمع وقدرته على النطق عندما نكون نحن الموتى.
وهنا في فلسطين، على الارض المقدسة، تدور حرب ابادة بين قتلة صهاينة وضحايا ابرياء وعزل، لا يقف العالم عند موتنا، ولا يجد مناسبا ان يرفع قبعته احتراما لرحيلنا ويقف عند قبورنا كما يقف قراصنة على شاطئ يراقبون ضحاياهم ويطلقون قهقهاتهم ويعضون على غلايينهم.
متى سيتوقف الصهاينة عن قتلنا في كل مدن فلسطين وكل قرى فلسطين وكل مساجد فلسطين وكل مزارع فلسطين؟ متى يأخذون استراحة قصيرة نواري خلالها شهداءنا ثم نرتدي ملابسنا ونذهب لتعزية اخواننا وابناء عمومتنا على امتداد مساحة هذا الوطن العربي المشغول بمراقبة موتنا على الشاشات.
ايها الفلسطيني في القدس والناصرة، وفي بيت لحم وحيفا، وفي رام الله وغزة، ايها المحاصر حتى لا يجد حبة دواء لمرضه او رغيف خبز لجوعه او عبوة حليب لطفله او كتفا يسند اليها سنوات ابيه او جده الكثيرة والطويلة والمتعبة.
ايها الفلسطيني الذي يموت بالجملة، ويصطاده الاعداء كما يصطاد الصيادون العصافير، والذي يقاتل في حرب لن تنتهي الى هزيمته، ولو وقف كل هذا العالم اللاانساني واللااخلاقي وراء اعدائه الصهاينة.
ايها الفلسطيني الذي عراني ولكن خجلا لم ينتابني، ومرّ بأظافره المعاتبة على جبهتي وتورد خدي ولكن قطرة ماء لم تنز منها وقطرة دم لم تسل، ايها الفلسطيني الذي يشدّ على جرحي كلما جرحني عدو، ويركض ليعانقني كلما اصابني جرح ويخرج ليعلن وقوفه معي كلما احس ان خطرا يحاصرني واخطارا تحاصر اوطاننا.
تعاتب احيانا ولكنه عتاب المحب، وتوشك على ان تلحق عتابك باعتذار، وتذكرنا باننا واياك اخوان وابناء امة وعلى ظهر ذات السفينة التي ان وصلت الى الشاطىء الاخر وصلت بنا جميعا وان غرقت قبل ان تقترب من الشاطىء الاخر غرقت بنا جميعا يتساوى في جوف سمك القرش من قتله عدو ومن قتله جحود ابن عم.
كلام كثير يمكن ان يقال ويجب ان يقال، ولكن من يجرؤ على القول؟ من يبدو مستعدا ان يدفع ثمنا غاليا مقابل صرخة منه: ايها العرب الاماجد هذا الفلسطيني الذي تراقبون موته هو من عائلتنا ومن اضلاع صدورنا ومن عظام رقابنا ومن نبضات قلوبنا فلماذا لا تقولون شيئا او تفعلون شيئا او تذرفون دمعة من اجله رغم انه لا يحتاج اليها لانه يخجل من ضعفكم!
kmahadin@hotmail.com